خطة أمريكية جديدة شمال شرقي سوريا لمحاربة تنظيم “الدولة”

camera iconجنود من القوات الخاصة الأمريكية في شمال شرقي سوريا (John Moore/Getty Images)

tag icon ع ع ع

نشرت صحيفة “politico” الأمريكية تقريرًا حول خطة عسكرية أمريكية جديدة في شمال شرقي سوريا لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ونقل التقرير اليوم، الجمعة 11 من تشرين الثاني، عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (لم يسمِّه)، أن التنظيم يرى في مراكز اعتقال المقاتلين السابقين طريقة لإعادة تشكيل صفوفه.

ورغم أن التنظيم لا يسيطر على الأراضي بشكل فعلي، ما زالت لديه إرادة لإعادة بناء نفسه في سوريا، وفق ما قاله المسؤول.

وبحسب ما ذكره التقرير، تسعى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للحصول على السلطة والتمويل من “الكونجرس” الأمريكي لتعزيز عملها في سوريا.

ونفذت القوات الأمريكية جزءًا من خطتها من خلال بناء أبراج حراسة وتركيب مصابيح لمنع التهريب ليلًا من مراكز الاحتجاز.

ويهدف “البنتاغون” لبناء مرافق جديدة بديلة لمراكز الاحتجاز الموجودة على الأرض، لتكون أكثر أمانًا وإنسانية، ولتتمكن من إيصال الخدمات الطبية إليها، بحسب التقرير.

وأضاف التقرير أن وزارة الدفاع تجري تقييمات جدوى لبناء المرافق الجديدة، مشيرًا إلى أن الأمر يمكن أن يستغرق سنوات.

ويعتبر الحل الطويل الأمد لمشكلات المقاتلين السابقين في التنظيم المحتجزين في سجون تديرها “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا وذراعها العسكرية “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إعادة المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية، وفق التقرير.

وفي حين يعمل حوالي 900 مقاتل من القوات الخاصة الأمريكية لساعات إضافية لمساعدة “قسد” في ملاحقة عناصر التنظيم، يعتبر تحسين مراكز الاحتجاز الحل الأفضل للقضاء على التنظيم في الوقت الراهن، وتجنب تكرار أحداث “غويران”، وفق التقرير.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع، “إذا استمرت جهود استعادة الدول لمواطنيها، فسنبقى في سوريا لمدة عقد أو أكثر”، معتبرًا هذه المشكلة الأخطر في الوقت الراهن.

وأضاف المسؤول أن أي تقدم تحرزه بلاده وشركاؤها في البلاد، يمكن أن يعوقه “غزو” تركي آخر واسع النطاق لشمال شرقي سوريا، على حد تعبيره.

وتثير العمليات التي تجريها تركيا والضربات العسكرية التي تستهدف مقاتلين في صفوف “قسد” مخاوف لدى المسؤولين الأمريكيين.

هذا ما حذّر منه كبار المسؤولين بوزارة الدفاع في زيارة لأنقرة هذا العام لنقل مخاوفهم مباشرة إلى الحكومة التركية.

يتزامن ذلك مع استمرار عمليات استهداف القوات التركية أشخاصًا وقيادات في أحزاب كردية تعتبرها أنقرة “إرهابية” في المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” شمالي سوريا.

وكانت تركيا لوّحت مرارًا، في أيار الماضي، بتنفيذ عمليات عسكرية جديدة في شمالي سوريا لـ”ضمان أمن” حدودها الجنوبية، وزادت حدتها بعد قمة ثلاثية لرؤساء الدول الضامنة لمسار “أستانة” حول سوريا (روسيا وتركيا وإيران)، عُقدت في 20 من تموز الماضي بالعاصمة الإيرانية طهران.

وتشهد مراكز الاحتجاز التابعة لـ”قسد” والمخصصة للمقاتلين السابقين في التنظيم، ظروفًا سيئة وانتهاكات متكررة لحقوق الإنسان.

ما أحداث “غويران”

شهد حي غويران بمحافظة الحسكة، في 19 من كانون الثاني الماضي، مواجهات عسكرية بين خلايا لتنظيم “الدولة” تسللت إلى محيط سجن “غويران”، وهو أحد أكبر السجون التي تضم عناصر وقياديين في التنظيم.

ومع مرور الوقت، تطورت المواجهات مع تمكّن العشرات من السجناء من تجاوز أسوار السجن والانضمام إلى الخلايا التي تمركزت في الأحياء المحيطة بالمنطقة، مثل حي الزهور وحي المقابر، إذ استخدمت خلايا التنظيم مع بداية المواجهات سيارة مفخخة فجّرتها على البوابة الرئيسة للسجن.

استمرت المواجهات حتى اليوم الثاني، الأمر الذي دعا “قسد”، صاحبة النفوذ في المنطقة، إلى فرض حظر تجول في مدينة الحسكة خوفًا من تسلل عناصر التنظيم إلى خارجها.

وبعد مرور نحو 20 يومًا على المواجهات، أعلنت “قسد” عن تمكنها من السيطرة على الوضع، دون الإشارة إلى أعداد من تمكنوا من الفرار من السجن.

بينما قال التنظيم في روايته حينها، إن أكثر من 800 عنصر من تنظيم “الدولة” تمكنوا من الخروج من السجن على دفعات خلال أول يومين من المواجهات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة