الأولى في 2023.. ضربة إسرائيلية تُخرج مطار “دمشق” عن الخدمة لساعات

camera iconصواريخ تحلّق في السماء بالقرب من المطار الدولي في دمشق- 21 من كانون الثاني 2019 (AP)

tag icon ع ع ع

تسببت أول ضربة إسرائيلية على الأراضي السورية في عام 2023، بإخراج مطار “دمشق” الدولي عن العمل لساعات، وقتل عنصرين من قوات النظام السوري، وإصابة اثنين آخرين بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية.

وأعلنت وزارة النقل عبر صفحتها في “فيس بوك” اليوم، الاثنين 2 من كانون الثاني، عن عودة المطار للخدمة واستئناف الرحلات الجوية اعتبارًا من الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي.

وأوضحت الوزارة أن المؤسسات المعنية أزالت الأضرار الناجمة عن الضربة الإسرائيلية منذ ساعات الفجر، وبدأت بإصلاحها مع وضع المطار في الخدمة واستمرار عمليات الإصلاح في المواقع الأخرى المتضررة، داعية شركات الطيران المحلية لترتيب مواعيد رحلاتها الجوية عبر المطار اعتبارًا من اليوم في التاسعة صباحًا.

وكانت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) نقلت اليوم، الاثنين، عن مصدر عسكري قوله، إنه “نحو الساعة 2:00 من فجر هذا اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرقي بحيرة طبريا مستهدفًا مطار (دمشق) الدولي ومحيطه”.

وأضاف أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل عنصرين من قوات النظام، وإصابة اثنين آخرين بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية، وخروج مطار “دمشق” الدولي عن الخدمة.

ونعت صفحات محلية على “فيس بوك” عنصرين من قوات النظام السوري، مع نشر صور لهما، قيل إنهما قُتلا بضربة مطار “دمشق” اليوم.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم، الاثنين، إن الضربة استهدفت “مواقع لـ(حزب الله) اللبناني ومجموعات موالية لإيران داخل المطار وفي محيطه، بينها مستودع أسلحة”، ما أسفر عن دمار داخل المطار.

ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل بخصوص الضربة الأحدث، ولم تعلن مسؤوليتها عنها، كما جرت العادة بعد أي استهداف، لكنها قالت مؤخرًا، إن ضرباتها في سوريا هي لتعطيل “المشروع الإيراني” الذي أسسه قاسم سليماني لإنشاء “حزب الله 2” في الجنوب السوري.

خروج عن الخدمة للمرة الثانية

تعتبر الضربة الإسرائيلية اليوم الثانية خلال سبعة أشهر التي تُخرج مطار “دمشق” الدولي عن الخدمة، ففي 10 من حزيران 2022، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المطار بإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمدارج، إلى أن أعيد فتحه بعد أسبوعين من الإصلاحات.

وفي أيلول 2021، استهدفت غارات جوية إسرائيلية مطار “حلب” الدولي شمالي سوريا، ما أدى إلى توقفه عن الخدمة لعدة أيام.

وأقر الجيش الإسرائيلي، في اعتراف نادر، بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على أهداف في سوريا، ضمن إحصائية عملياته خلال العام 2022، وقال في بيان صدر أواخر العام الماضي، إن القوات الإسرائيلية خاضت خلال عام 2022 “عشرات العمليات في المعركة ما بين الحروب، وشنت غارات على مئات الأهداف بمئات القذائف، بالإضافة الى العمليات الخاصة”.

وتطلق إسرائيل على عملياتها في سوريا اسم “الحرب ما بين الحروب”، وتقول إنها تستهدف مواقع إيرانية أو شحنات أسلحة موجهة إلى “حزب الله” في لبنان.

وأحصى مركز “جسور للدراسات”، في تقرير أصدره نهاية كانون الأول 2022، عدد الضربات الإسرائيلية خلال العام الماضي، حيث بلغ 28 ضربة، مستهدفة 235 موقعًا، منها 68 موقعًا لقوات النظام السوري، و224 هدفًا للميليشيات الإيرانية.

تركيز على المطارات

أصدر مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، الثلاثاء الماضي، دراسة حول استراتيجية الضربات الإسرائيلية للمطارات المدنية والعسكرية السورية وتغيرها على مدار الأعوام، إذ اتخذت “مسارًا تصاعديًا” منذ عام 2013 بالتزامن مع تطورات الصراع في سوريا.

وتقول الدراسة، إن الضربات الإسرائيلية على المطارات السورية بدأت “فعليًا” مطلع عام 2018، وذلك لأن الشحنات العسكرية التي كان ينقلها “فيلق القدس” الإيراني إلى سوريا، توجهت لمحاربة الفصائل السورية المعارضة، ولم تشكّل “تهديدًا جديًّا على الأمن القومي الإسرائيلي.

وشهدت الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب الدراسة، “طفرة” في معدلات الاعتماد الإيراني على مسار التهريب الجوي عبر المطارات السورية، وهو ما جعل الاستراتيجية الإسرائيلية للتعامل مع هذه التهديدات الأمنية لم تعد تكتفي بمطاردة الشحنات الحساسة وضربها ضمن الموقع أو أماكن التخزين فقط، بل ضرب المرافق المتعلقة بعمليات النقل اللوجستي وأنظمة الملاحة ومواقف الطائرات ومدارج المطارات السورية.

وكشفت الدراسة استهداف الغارات الإسرائيلية في عام 2022 أكثر من 25 هدفًا عسكريًا داخل المطارات السورية المعنية بالدراسة (دمشق، التيفور، الشعيرات، حلب، المزة، الضبعة)، وهو ما يمثّل زيادة بمقدار 92% مقارنة بعام 2021، وزيادة بنحو 19% مقارنة بعام 2020.

ونشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية، وهي إحدى الصحف العشر الأكثر متابعة في روسيا، في 18 من كانون الأول 2022، تقريرًا بعنوان “إسرائيل مستعدة لشل المطارات السورية”، وتناول حينها عزم إسرائيل على منع عودة الحركة الجوية بين سوريا وإيران، لأن المسارات تُستخدم لنقل الأسلحة، موضحة أن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون خيارات مختلفة، بما فيها توجيه ضربة قوية و”معطلة” للمطارات السورية.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة