من قائد “أحرار عولان” الذي استهدفه طيران مسيّر شرقي حلب

القيادي في حركة "أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي"، صدام الموسى الملقب بـ"أبو عدي" (متداول صفحات محلية)

camera iconالقيادي في حركة "أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي"، صدام الموسى الملقب بـ"أبو عدي" (متداول صفحات محلية)

tag icon ع ع ع

لا يزال الغموض يكتنف الجهة التي استهدفت القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي”، صدام الموسى الملقب بـ”أبو عدي”، بعد يومين من مقتله باستهدافه أمام منزله في قرية الحدث التابعة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي.

وفتح الاستهداف عبر طيران مسيّر مجهول لـ”أبو عدي” القيادي في “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والمسؤول الأمني ضمن أحد التكتلات المعروفة بولائها لـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، الباب أمام احتمالات عديدة أبرزها “التصفية” من أجل معبر متنازع عليه داخليًا.

استهداف “مجهول”

لم تعلن أو تتبنَ أي جهة مقتل القيادي رغم حديث عن استهدافه من قبل قوات أجنبية، إذ اعتاد التحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، الاستهداف بواسطة الطيران المسير، أو روسيا، لكن هذه القوى تعلن عادة عن عملياتها والأشخاص المستهدفين فيها.

كما أن الصور المتداولة لمكان الاستهداف لا تظهر آثار ضرر كبيرة معتادة لعمليات قوى أجنبية، وأظهرت حفرة صغيرة قيل إنها لآثار استهداف القيادي.

وقال “الدفاع المدني السوري” إن شخصًا قُتل، ونفق عدد من المواشي بقصف صاروخي من طائرة مسيرة مجهولة الهوية استهدفه أمام منزل في قرية الحدث بريف مدينة الباب، مساء 25 من كانون الثاني.

وأضاف “الدفاع المدني” أن السكان انتشلوا جثة الشخص (القيادي)، وتفقدت فرق “الدفاع” المكان وأمنته لحماية المدنيين.

ونعت حركة “أحرار الشام- القاطع الشرقي” المسؤول الأمني في القطاع، وقائد “لواء أحرار عولان” صدام الموسى، عبر بيان رسمي، دون أن توجه الاتهام لأي طرف في عملية استهدافه، واكتفت بنسب التنفيذ لجهة مجهولة.

ونعى قياديون وشرعيون في “تحرير الشام” صدام الموسى، أبرزهم القيادي العسكري في “الهيئة”، ميسر بن علي الجبوري (الهراري) المعروف بـ”أبو ماريا القحطاني”، وعضو مجلس الإفتاء الأعلى، ورئيس المجلس الشرعي في “تحرير الشام”، عبد الرحيم عطون (أبو عبد الله الشامي)، وكذلك مجلس “القبائل والعشائر السورية”.

متطوع في "الدفاع المدني السوري" يتفقد مكان استهداف طائرة مسيّرة "مجهولة المصدر" بريف حلب الشرقي- 25 كانون الثاني 2023 (الدفاع المني السوري/ فيس بوك)

متطوع في “الدفاع المدني السوري” يتفقد مكان استهداف طائرة مسيّرة “مجهولة المصدر” بريف حلب الشرقي- 25 كانون الثاني 2023 (الدفاع المني السوري/ فيس بوك)

حرب معابر

تبع خبر استهداف القيادي “أبو عدي” حديث لناشطين وصفحات محلية عن أن وراء الاستهداف، هو معبر “الحمران” الفاصل بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب.

ويُتنازع على معبر “الحمران” مؤخرًا بين عدة أطراف، خاصة مع رفض “القطاع الشرقي” تسليم كتلته المالية المتعلقة بالمعبر إلى “الحكومة السورية المؤقتة”، دون أن يلتزم باتفاق فصائل “الجيش الوطني” حول توحيد الصندوق المالي لجميع المعابر التي تسيطر عليها، سواء الخارجية مع تركيا، أو الداخلية مع النظام السوري أو”قسد”.

وفي تشرين الأول 2022، تمكنت قوات “القاطع الشرقي” من السيطرة على المعبر بدعم من “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، تزامنًا مع دخول “تحرير الشام” من إدلب إلى مناطق ريف حلب.

وكان المعبر تحت سيطرة “الفيلق الثالث” قبل تحالف “تحرير الشام” مع “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) و”الحمزات” وشنّ هجومٍ على مواقع “الفيلق” في مناطق عفرين والاستيلاء على مواقع ومقرات تابعة لـ”الفيلق”.

الباحث في معهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، ذكر عبر عدة تغريدات أن “أبو عدي” اشتهر بتسهيل تقدم “تحرير الشام” إلى شمالي حلب في تشرين الأول 2022 وفي أعقابه، قام بتأمين السيطرة على معبر “الحمران” المهم، ووافق على مشاركة تدفقات إيراداتها مع “الهيئة”، وكان أيضًا لاعبًا معروفًا في تجارة الأسلحة.

وأوضح ليستر أن رفض “أبو عدي” العنيد للتراجع وإعادة “الحمران” إلى “الجيش الوطني السوري” مصدر “إحباط حاد” لتركيا وللحكومة “المؤقتة”، وبذلت الاستخبارات التركية محاولات عديدة لطرده بالقوة والتفاوض وكان فشلهم يزعج العلاقات بين تركيا و”الجيش الوطني”.

وترك الباحث في معهد “الشرق الأوسط” الباب مفتوحًا أمام عدة تساؤلات واحتمالات منها بأن استهدافه يثير مخاطر جدية من إثارة العداء بين “تحرير الشام” والفصائل الأخرى، وكذلك احتمالية أن يكون تم استهداف “أبو عدي” بالتنسيق مع القوات الموالية للنظام.

مكان استهداف القيادي صدام الموسى "أبو عدي" في حركة "أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي" بريف حلب الشرقي- 25 كانون الثاني 2023 (الطريق)

مكان استهداف القيادي صدام الموسى “أبو عدي” في حركة “أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي” بريف حلب الشرقي- 25 كانون الثاني 2023 (الطريق)

من “أبو عدي”؟

مصدر عمل مع القيادي صدام الموسى قال لعنب بلدي إن “أبو عدي” ولد في قرية البوغاز شمال شرقي مدينة الباب، من عائلة عملت بالزراعة، وهو حاصل على شهادة في قسم الطب البيطري.

ويعد من المقاتلين الأوائل في صفوف الفصائل، والتحق منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 بكتيبة “الراشدين” في قرية العريمة بمنطقة الباب، ونظرًا لما يحمله من علوم شرعية، تم تعيينه بـ”المحكمة الرباعية” بحلب عام 2013.

وحين سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على غالبية مناطق ريف حلب الشرقي، انضم “أبو عدي” إلى “حركة أحرار الشام” للقتال ضد التنظيم، وبعد سيطرة تنظيم “الدولة” على منبج والباب وجرابلس، التحق للقتال ضد النظام في الريف الغربي وكان يقود كتيبة “قناصين”.

للقيادي تسجيلات مصورة سابقة من على إحدى الجبهات بريف حلب باعتباره أحد أشهر القناصين، ولديه أكثر من إصابة حرب، وفقد عينه اليسرى في معارك ريف حلب الغربي.

التحق “أبو عدي” بعدها بمعركة “الساحل”، ودخل إلى جرابلس في آب 2016 وعمل كمحقق في سجن جرابلس الأمني، والتحق بعدها بمعركة “تحرير الباب” من تنظيم “الدولة”، وبعد سيطرة فصائل المعارضة عليها استلم قيادة لواء “أحرار الشام” في قرية عولان بالباب، وبعدها أصبح قائد “أحرار الشام” في القاطع الشرقي للباب وريفها.

يُشهد للقيادي بأنه حسن السمعة ووقف بوجه عمليات تهريب عديدة من مناطق الشمال السوري إلى مناطق سيطرة النظام و”قسد”، الأمر الذي جلب له العداء من “عصابات التهريب”، وفق المصدر.

ومع تسارع الحديث عن تقارب تركي مع النظام السوري، كان من السابقين لرفض المصالحة، وقاد مظاهرات شعبية رافضة لذلك، بينما انحاز في نفس الوقت مع “أحرار الشام- القاطع الشرقي” إلى “هيئة تحرير الشام”.

استُهدف عند الساعة 05:10 من مساء 25 من كانون الثاني الحالي، قرب منزله وهو يرعى أغنامه في قرية الحدث.

اقرأ أيضًا: ثمانية أعوام على التفجير الذي فتّت “حركة أحرار الشام”

تعزية بمقتل القيادي صدام الموسى "أبو عدي" في حركة "أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي"

تعزية بمقتل القيادي صدام الموسى “أبو عدي” في حركة “أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي”

تعزية بمقتل القيادي صدام الموسى "أبو عدي" في حركة "أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي"

تعزية بمقتل القيادي صدام الموسى “أبو عدي” في حركة “أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي”




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة