توتر الأجواء حاضر..

ريف حلب.. “تجمع الشهباء” يعزز صفوفه وينفي تبعيته لأي جهة

قوات عسكرية تتبع لـ"الفيلق الثالث" في "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا على طريق اعزاز- عفرين قرب بلدة كفر جنة بريف حلب الشمالي- 20 من تشرين الثاني 2022 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

camera iconقوات عسكرية تتبع لـ"الفيلق الثالث" في "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا على طريق اعزاز- عفرين قرب بلدة كفر جنة بريف حلب الشمالي- 20 من تشرين الثاني 2022 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

شهدت الأيام الماضية تغييرات في فصائل عسكرية شمال غربي سوريا، منضوية تحت مظلة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وأخرى تُتهم بتبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام”.

كان بعض هذه التغييرات روتينيًا كالتي أجراها “الفيلق الثالث” في صفوفه، والتي تكررت عبر الأشهر الماضية، في حين أثارت تغييرات في تشكيل “تجمع الشهباء” بعض الجدل، ونتج عنها استنفار عسكري في المنطقة.

“تجمع الشهباء”

“تجمع الشهباء” الذي أبصر النور مطلع شباط الحالي، يضم ثلاثة فصائل هي “حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي”، و”أحرار التوحيد/الفرقة 50″، و”حركة نور الدين الزنكي”، وانضم إليه مؤخرًا “لواء صقور اعزاز”.

مصدر عسكري في “التجمع” (غير مخول بالتصريح) قال لعنب بلدي، إن التجمع “ثوري بامتياز” يجمع القوى العسكرية والثورية بالمنطقة، ولا يتبع لأي جهة، وهو تنسيق قوى عسكرية ضد “أعداء الثورة”، النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” والأحزاب الانفصالية، على حد قوله.

وأوضح المصدر أن كل ما يُشاع عن شق الصف، وتشتيت قوى “الجيش الوطني”، عارٍ عن الصحة، إنما يهدف التجمع لتوحيد القوى العسكرية لأي عمل عسكري.

وذكر المصدر أن عدد عناصر التشكيلات المنضوية تحت “تجمع الشهباء” يبلغ نحو سبعة آلاف مقاتل، أغلبها على الجبهات وضمن قطاعات الرباط.

وفي 2 من شباط الحالي، أعلنت ثلاثة فصائل عسكرية اندماجها تحت مسمى “تجمع الشهباء”، عبر تسجيل مصوّر أظهر راية واسم “الجيش الوطني” خلف القياديين.

وكان فصيلا “أحرار التوحيد” و”حركة نور الدين زنكي” يعملان سابقًا ضمن صفوف “الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني”، في حين تُعرف “حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي” بولائها لـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب.

ولاقى التشكيل الجديد ردود فعل عديدة وانتقادات واسعة بأنه شق للصفوف أكثر من توحيدها، في الوقت الذي أعلنت فيه “الحكومة المؤقتة” ترتيب الصفوف وتفعيل دور “الشرطة العسكرية”.

وعقب انضمام “لواء صقور اعزاز” إلى تشكيل “تجمع الشهباء”، شهدت المنطقة استنفارًا عسكريًا وتخوفًا لدخول “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب إلى ريف حلب.

وأنشأت القوات التركية حاجزًا عسكريًا على طريق اعزاز- عفرين، ووضعت كتلًا أسمنتية وسط استنفار عسكري لقوات “الجيش الوطني” و”تجمع الشهباء”، في 22 من شباط الحالي.

تعيينات “دورية”

في 25 من شباط الحالي، أعلن “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني” تعيين مضر نجار قائدًا عسكريًا جديدًا للفصيل، وعصام بويضاني نائبًا له، ومصطفى برو ضابطًا لأمن الفصيل.

وأجرى “الفيلق الثالث” خلال الأشهر الماضية تغييرات في صفوفه بدءًا من رأس الهرم وقيادة الفصيل، وسبق أن ذكر مدير المكتب الإعلامي في الفصيل، سراج الدين عمر، أن التغييرات ليست لها علاقة بأي توترات مع أي جهة، وإنما تأتي في نطاق دوري.

وفي 14 من تشرين الثاني 2022، أعلن “الفيلق الثالث” حل “مجلس الشورى” في الفصيل، وعزا الأسباب لترسيخ المؤسساتية، واستكمال خطوات الاندماج الكامل لمكوّنات الفصيل، وفي سياق تنظيم وتطوير عمل هياكله الداخلية.

وفي 14 من أيلول 2022، عيّن “الفيلق الثالث” القيادي “أبو فيصل الأنصاري” نائبًا لرئيس هيئة الأركان، سبقه تعيين حسام ياسين الملقب بـ”أبو ياسين” قائدًا عامًا للفصيل، بعد قبول استقالة القائد السابق، مهند الخليف الملقب بـ”أبو أحمد نور”، في 3 من آب 2022.

“الشهباء” لا ينتمي لـ”الوطني”

نفى “الجيش الوطني” تبعية “تجمع الشهباء” لصفوفه في ريف حلب الشمالي عبر بيان في 3 من شباط الحالي.

وقالت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” المظلة السياسية لـ”الوطني”، إن تشكيل “تجمع الشهباء” المكوّن من ثلاثة فصائل لا ينتمي لها.

ويشهد “الجيش الوطني” عمليات اندماج وانشقاق لتشكيلات عسكرية عديدة عنه، وتسود حالة من الفصائلية تتشكّل بمسميات متعددة رغم تبعيتها لـ”الجيش”، وتعتمد هذه التشكيلات بعد اندماجها رايات تحمل الاسم الجديد للجسم العسكري، ترفعها في مقارها وعلى حواجزها وآلياتها، ثم تزيلها في حالة الانشقاق.

وفي 27 من تشرين الأول 2022، أطلقت “الحكومة المؤقتة” خطة لتفعيل دور المؤسسات وتوحيد الفصائل، بعد سلسلة اجتماعات ولقاءات أجرتها وزارة الدفاع مع مختلف القوى العسكرية والأمنية.

وتشمل مناطق سيطرة “المؤقتة” ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا.

ومع كل حدث في ريف حلب مرتبط بـ”أحرار الشام- القاطع الشرقي” أو “تحرير الشام”، تتراشق الفصائل والمعرفات المقربة منها الاتهامات بتفرقة الصفوف ومحاولة “التهام” بعضها على حساب فصائل أخرى، وخاصة “تحرير الشام” على حساب فصائل “الوطني”.

اقرأ أيضًا: مستغلة ظروف الزلزال.. “تحرير الشام” تعبّد الطريق نحو شمالي حلب




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة