تشييع ضحايا جريمة “جنديرس” بمظاهرة تطالب بخروج الفصائل

شيّع مئات الأشخاص اليوم، الثلاثاء 21 من آذار، جثامين أربعة مدنيين من الكرد قُتلوا في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي، بعد مشادة كلامية خلال الاحتفال بعيد “نوروز” في المنطقة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب، أن عدد القتلى وصل إلى أربعة من عائلة بشمرك مع وجود شخصين مصابين في حصيلة نهائية للحادثة عقب تضارب الأرقام، ودُفنوا في مقبرة بمدينة جنديرس.

وشهدت المدينة مظاهرة حاشدة خلال التشييع، طالبت بخروج الفصائل من المدن والبلدات، وحمل المتظاهرون لافتات عليها شعارات مثل: “لا لقتل المدنيين الكرد”، “نريد محاسبة القتلة”، “خمس سنوات من الظلم والقهر والتغيير الديموغرافي”.

ووصل وزير الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة”، المظلة السياسية لـ”الجيش الوطني السوري”، وقادة الفيالق فيه، وأعضاء في “الائتلاف الوطني السوري” إلى مدينة جنديرس للمشاركة في التشييع.

خلفيات الجريمة

شهود محليون ذكروا لعنب بلدي أن إطلاق النار جاء بعد مشادة كلامية بين عناصر من “الجيش الوطني السوري” وأفراد العائلة على خلفية إيقادهم النار احتفالًا بعيد “نوروز” أمام منزلهم، فاعترضهم العناصر، وأطلقوا عليهم النار بعد رفضهم إطفاءها.

وبحسب شهادات محلية، فإن أفرادًا من كتيبة تسمى “الأخشام” تابعة لـ”جيش الشرقية”، أطلقوا النار على أفراد العائلة، مساء الاثنين 20 من آذار، تبعه نفي من جهات عسكرية بتبعية الأفراد لـ”أحرار الشرقية”.

وتعهدت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” بملاحقة الضالعين في إطلاق الرصاص على المدنيين الكرد، وتقديم الجناة إلى القضاء في أسرع وقت، والكشف تباعًا عن ملابسات الحادثة للرأي العام.

وتسود حالة من الغضب والاحتقان بسبب الحادثة، واستنكر سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي الجرائم والانتهاكات المستمرة في مناطق سيطرة “الجيش الوطني” التي تشمل ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين.

وعقب الحادثة، توجه عشرات الأشخاص من ذوي الضحايا بسياراتهم من جنديرس إلى أطمة، وطالبوا بانسحاب جميع الفصائل من المدينة، وتسليم المسؤولين عن الجريمة.

وعبر تسجيل مصوّر، ظهر قائد “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، “أبو محمد الجولاني”، في مدينة أطمة مع أهالي الضحايا، قائلًا، “هذا آخر يوم تتعرضون فيه لاعتداء، أنتم بحمايتنا”.

ويحتفل الكرد في سوريا كما في كل أنحاء العالم بعيد “نوروز” الذي يوافق 20 من آذار من كل عام.

ويوقد الناس مشعل “نوروز” احتفالًا بقدوم العيد الذي يترافق مع خروج المحتفلين من العائلات والأصدقاء إلى الأماكن الطبيعية، يرافق الطقوس الرقص الفلكلوري الكردي، وقراءة الشعر والغناء.

وتوقفت الاحتفالات بعيد “نوروز” بعد 2018، حين سيطرت فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا على عفرين، وبقيت في نطاق ضيق على مستوى أفراد وعائلات لساعات محدودة، لمخاوف أمنية، وخشية ردود فعل الفصائل التي ارتكب بعضها انتهاكات بحق الكرد.

وعادت الاحتفالات تدريجيًا بشكل طفيف كل عام في منطقة عفرين ونواحيها السبع، عفرين، شيخ الحديد، معبطلي، شران، بلبل، جنديرس، راجو.

–