حلب.. جامعات تعفي طلابها من الرسوم وأخرى تقيّم الأضرار

camera iconجامعة حلب الحرة في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي- 29 من تشرين الثاني 2022 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

للتخفيف من تداعيات الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، أعفت الحكومة التركية طلاب الجامعات المقيمين مع عائلاتهم في المدن المنكوبة من الرسوم الدراسية للفصل الدراسي الثاني 2022- 2023، كما أعلنت أنها ستعيد الرسوم التي سددها الطلاب للفصل نفسه.

وشمل القرار الصادر عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الجريدة الرسمية، في 3 من آذار الحالي، طلاب الجامعات، وطلاب مراحل التعليم الابتدائية والثانوية ممن يقيمون في السكنات المخصصة للطلاب والتابعة للحكومة.

وتنتشر جامعات تركية في مناطق الشمال السوري، شملها قرار الإعفاء، بينما بقيت الجامعات السورية على نظامها القديم كما قبل الزلزال.

لفصل واحد

رغم أن قرار الإعفاء من الرسوم الدراسية في جامعة “غازي عينتاب” شمالي حلب جاء لفصل دراسي واحد، عبّر طلاب من الجامعة لعنب بلدي عن ارتياحهم للقرار، خصوصًا مع حالة النزوح التي يعانيها قسم من سكان المنطقة.

مدير إدارة شؤون الطلبة في جامعة “غازي عينتاب” بمدينة اعزاز، مصطفى الشاوي، قال لعنب بلدي، إن الإعفاء من الرسوم جاء لفصل واحد فقط، وصدر عن رئيس الجامعة في تركيا، بناء على تعليمات رئيس الجمهورية التركية.

محمد حاج علي، وهو طالب بقسم الشريعة في الجامعة نفسها بمدينة اعزاز، قال لعنب بلدي، إن الجامعة أعفت الطلاب من مبلغ قدره 730 ليرة تركية، مشيرًا إلى أن المبلغ ليس كبيرًا، لكنه أزاح عن الطلاب عبئًا ولو كان صغيرًا.

وأضاف أن زملاءه في الجامعة نفسها، والقادمين من مدن جرابلس واعزاز والباب، أُعيدت لهم الرسوم الدراسية، إذ سبق وسددوها لإدارة الجامعة قبل الزلزال بأيام.

ويعتبر القسط السنوي لجامعة “غازي عينتاب” متوسطًا بالنظر إلى الجامعات المنتشرة في المنطقة، بحسب محمد، إذ تصل أقساط بعض الجامعات إلى أضعاف هذا المبلغ في المنطقة نفسها.

وفي شباط 2021، صدر مرسوم رئاسي نُشر في الصحيفة الرسمية، حمل توقيع الرئيس التركي، ينص على افتتاح كلية للطب ومعهد عالٍ للخدمات الصحية في مدينة الراعي شمال شرقي مدينة حلب، يتبعان لجامعة “العلوم الصحية” الحكومية في مدينة اسطنبول.

وانتشرت عقب ذلك جامعات فرعية تتبع لأخرى تركية في مدن اعزاز والباب وجرابلس.

“حلب الحرة” تقيّم الأضرار

لم تتخذ الجامعات المحلية في مناطق نفوذ المعارضة السورية إجراءات مشابهة لتلك التي أصدرتها جامعة “غازي عينتاب”، إذ لا تزال تفرض رسومًا على الطلاب، وتقيّم حالات الإعفاء بشكل فردي.

مسؤول المكتب الإعلامي في جامعة “حلب الحرة”، أحمد الدغيم، قال لعنب بلدي، إن إدارة الجامعة شكّلت فريق عمل بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 من شباط الماضي، لتقييم حاجة الطلاب فيها.

ويتركز عمل هذا الفريق على جمع البيانات، والاستقصاء حول أوضاع الطلاب المتضررين، في حين لا يزال العمل جاريًا، بحسب الدغيم، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

ورغم مرور أكثر من شهر على الزلزال، قال الدغيم، إن هذا النوع من جمع البيانات لا يمكن أن ينتهي في أسبوع أو اثنين، إذ يحتاج الفريق إلى وقت لإكمال التقييم.

وأضاف أن الجامعة رفعت قوائم بأسماء بعض المتضررين لعدة منظمات، اعتمادًا على حالتهم، مشيرًا إلى أن بعض الطلاب توفوا إثر الزلزال، ومنهم من تركوا خلفهم أطفالًا أو زوجات، دون الإشارة إلى نوع المساعدة التي يمكن أن تقدم لهذه الحالات.

وأسهمت بعض المنظمات بتأمين بعض المساعدات الطبية أو اللوجستية للطلاب المتضررين من الزلزال، بحسب الدغيم، ولا تزال المساعدات مستمرة في هذا الإطار.

وبينما لم يصدر أي قرار رسمي عن الجامعة في سياق مساعدات أو إعفاءات قد تقدم للطلاب، قال الدغيم، إن هذا النوع من القرارات لا يُعلَن عنه من قبل إدارة الجامعة، ويأتي في سياق عمل الشؤون الإدارية، وتتولى مهمة تنفيذه لجان عمل أو فرق مكلفة من قبل الجامعة.

 “آمال” الطلاب

مع حجم الدمار الذي خلّفه الزلزال في مناطق نفوذ المعارضة شمالي حلب، أضحت عائلات سورية بكاملها تقطن الخيام، إذ تعتبر اليوم الحاجة إلى السكن أكبر مما كانت عليه سابقًا، خصوصًا أن مخيمات النازحين ليست بجديدة على المنطقة التي شهدت عمليات عسكرية وقصفًا متكررًا خلال السنوات الماضية.

طلاب من جامعة “حلب الحرة” ممن قابلتهم عنب بلدي قالوا، إن تراكم المشكلات المتعلقة بالحاجة المادية جعل من الضروري بالنسبة لهم أن تبادر الجامعة بإعفاءات أو مساعدات، خصوصًا أن بعض الطلاب أمسوا مع عائلاتهم بالكامل في الشوارع.

حسن، طالب في كلية طب الأسنان بجامعة “حلب الحرة”، قال لعنب بلدي، إن معظم الطلاب ممن تشردوا من منازلهم عقب الزلزال، يعيشون على أمل إعفاءات تقدمها الجامعة فيما يتعلق بالأقساط السنوية، خصوصًا مع الحاجة المادية الكبيرة لدى سكان المناطق المتضررة.

ومن جامعة “النهضة” في مدينة اعزاز شمالي حلب، قال الطالب عبد العزيز المحمود لعنب بلدي، إن الزلزال ألقى على الطلاب وعائلاتهم عبئًا إضافيًا مغايرًا لما كانت عليه الحال سابقًا.

ومع الحالة المعيشية المتردية التي تعانيها المنطقة اليوم إثر الزلزال، قال عبد العزيز الذي خسر منزل عائلته في مدينة اعزاز، إن الطلاب كانوا ينتظرون مبادرة من قبل إدارة الجامعة، لإعفاء الطلاب من الرسوم، لكن أي قرار لم يصدر في هذا الصدد حتى لحظة تحرير هذا التقرير.

مشكلات لسنوات

في 12 من كانون الأول 2022، منع إداريون بجامعة “حلب في المناطق المحررة” بمدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي عددًا من طلاب كلية طب الأسنان من إجراء امتحاناتهم، لعدم دفعهم رسوم القسط الجامعي.

طلاب من الكلية نفسها قالوا حينها لعنب بلدي، إن الشؤون الإدارية في الجامعة منعت حوالي 25 طالبًا من تقديم مذاكرات بمادة “طب الفم الوقائي” لعدم دفعهم الرسوم.

وعادت الجامعة في اليوم نفسه لإصدار جملة من القرارات المتعلقة بالأقساط والرسوم والاستنفاد، ولاقت استنكارًا وغضبًا من قبل طلبة اعتبروها استغلالًا لهم، متهمين الجامعة وإدارتها بأنها تحولت إلى “مؤسسة ربحية لا تعليمية”.

وتشهد العملية التعليمية في مناطق سيطرة “الحكومة المؤقتة” بريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين تخبطات عديدة، أبرزها قلة الدعم للكادر التعليمي، وتجلى ذلك بمظاهرات لمعلمين استمرت لأشهر مطلع 2022، ومطالب بزيادة الدخل الشهري وتحسين العملية التعليمية.

ويواجه طلاب الجامعات شمال غربي سوريا صعوبات وعقبات تثقل كاهلهم وتجعل من الدراسة عبئًا عليهم، بدءًا من إيجار السكن، وصولًا إلى ارتفاع تكاليف المواصلات، وقلة فرص العمل.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في مدينة اعزاز ديان جنباز



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة