سادس “انغماسية” لـ”تحرير الشام” في رمضان.. وعود بتغيير الخريطة

مقاتلو "لواء عبد الرحمن بن عوف" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" خلال التجهيز لعملية "انغماسية" على مواقع قوات النظام السوري في بلدة بسرطون بريف حلب الغربي- 31 من آذار 2023 (أمجاد)

camera iconمقاتلو "لواء عبد الرحمن بن عوف" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" خلال التجهيز لعملية "انغماسية" على مواقع قوات النظام السوري في بلدة بسرطون بريف حلب الغربي- 31 من آذار 2023 (أمجاد)

tag icon ع ع ع

أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تدير العمليات العسكرية في إدلب، تنفيذ عملية ضد مواقع قوات النظام السوري، على إحدى الجبهات بريف حلب الغربي.

ونفذ العملية، الأحد 16 من نيسان، مقاتلون في “لواء عبد الرحمن بن عوف” التابع لـ”هيئة تحرير الشام”، على محور بسرطون بريف حلب الغربي، وهي السادسة للفصائل خلال شهر رمضان.

وقال إعلاميون عسكريون ومراصد عاملة في المنطقة، إن العملية أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، دون تحديد عددهم بدقة.

وأضافوا أن “الانغماسيين” انسحبوا دون إصابات، بعد تدمير ثلاث “دشم” للنظام، واغتنام أسلحة فردية وذخائر.

ولم يعلن الإعلام الرسمي للنظام عن تسجيل قتلى أو إصابات في صفوف قواته، إذ نادرًا ما يعلن عن ذلك، في حين تنشر حسابات إخبارية موالية له معلومات عن سقوط قتلى، بالإضافة إلى منشورات نعي لعناصر من قواته في منطقة الاشتباك أو الاستهداف.

وفي 23 من آذار الماضي، أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” مقتل خمسة عناصر من “تحرير الشام” بعملية “انغماسية” في محور “الفوج 46” بريف حلب الغربي.

27 عملية في سبعة أشهر

تعد هذه العملية السادسة من نوعها خلال شهر رمضان، والـ27 منذ نهاية أيلول 2022، بحسب رصد عنب بلدي عن مراسلين عسكريين ومؤسسة “أمجاد” التابعة لـ”تحرير الشام”.

ونشطت العمليات “الانغماسية” التي تنفذها “تحرير الشام” أو فصائل أخرى منضوية معها في غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تدير العمليات العسكرية في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية، وسهل الغاب شمال غربي حماة.

وطالت العمليات “الانغماسية” نقاطًا متفرقة خلف الخطوط، وتبدأ بالتسلل أو الالتفاف على نقاط قوات النظام، والاشتباك مع عناصرها وقتلهم، ومصادرة أسلحتهم كغنيمة، وتخلل بعضها تفجير مبنى النقطة العسكرية بالكامل، بعد انتهاء العملية.

وقال محللون وباحثون في الحركات الدينية لعنب بلدي، إن نشاط هذه العمليات يحمل رسائل متعددة الأبعاد للداخل المتمثل بكسب “الحاضنة الشعبية للثورة“، وللغرب ولتركيا، وإنها تريد التأكيد أنها تملك جاهزية قتالية عالية، يمكن الاعتماد عليها في مواجهة أي اتفاقات قد تؤدي إلى تسوية مع النظام.

وكذلك تريد “تحرير الشام” أن تقول إنها مستعدة لفتح جبهات مع النظام إن لم تكن التسويات التي تتم ملائمة لها، وإن عدوها الرئيس ما زال هو النظام، وهي ليست مجرد “منظمة إرهابية متشددة” تريد تدمير “الجيش الحر” (المعتدل).

وعود وتجهيزات عسكرية

تخضع منطقة شمال غربي سوريا لاتفاقية “وقف إطلاق النار”، أو اتفاقية “موسكو” الموقعة بين روسيا وتركيا، وتوقفت العمليات العسكرية من معارك وفتح جبهات منذ توقيعها في 5 من آذار 2020.

ولم تنفذ فصائل المعارضة أي عمل عسكري يغيّر خريطة السيطرة بعد الاتفاق، واقتصرت العمليات على صد محاولات تسلل، وقنص وعمليات “انغماسية” التي نشطت مؤخرًا.

القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، تحدث في وقت سابق عن أن المعركة في المنظور القريب والبعيد ذهبت في “مصلحة الثورة”، وأن للمعركة تكاليف، و”تحرير الشام” مستعدة لها.

القائد العسكري في “هيئة تحرير الشام” مجد الأتاسي، قال لعنب بلدي، إن خريطة السيطرة العسكرية لن تستقر حتى يتحرر كامل تراب سوريا، لافتًا إلى أن الوقت لا يهم بقدر أهمية الاستعداد للحرب، وهذا ما تقوم به “الهيئة” منذ توقف المعركة الماضية (2020).

وأضاف الأتاسي أن “الهيئة” لم تعد وحدها في الشمال، إنما يوجد “مجلس عسكري” يضم كبرى الفصائل، وهي مجتمعة تملك من الأدوات ما يمكّنها من خوض المعارك الهجومية والدفاعية على جميع الجبهات.

وأجرت “تحرير الشام” عشرات الدورات والتدريبات لمقاتليها من دورات عسكرية وشرعية لها طبيعة تدريب مختلفة، بعيدًا عن التجنيد الإجباري، من رفع الكفاءة ورفع المستوى، ودورات قادة ميدانيين، و”انغماسيين”.

ولفت الأتاسي إلى أن الأعمال العسكرية يجب أن تُدرس من جميع الجوانب، لأن لها ارتباطات بكل جوانب الحياة في المنطقة، وأن “القيادة العسكرية” تسعى إلى إعادة تشكيل القوات وجميع الاختصاصات وتنظيمها والاهتمام بالتدريب الأكثر نجاحًا، مع التسليح المناسب بما يتوافق مع متطلبات وتطورات المعركة.

وعن الرؤية المستقبلية للعمل العسكري في المنطقة، أوضح القائد العسكري في “تحرير الشام” أنه لا يمكن الإفصاح عن نيات الأعمال العسكرية، لكن ما يستطيع قوله إن “القيادة العسكرية في المنطقة لن تقبل بأنصاف الحلول، ولا بالوقوف في منتصف الطريق، وأنها تبذل ما بوسعها لاستعادة جميع الأراضي المغتصبة”.

القصف لا يهدأ

في المقابل، تتعرض مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا لقصف شبه يومي وغارات للطيران الروسي بوتيرة غير ثابتة، بالتزامن مع طيران مسيّر روسي في سماء المنطقة يوميًا، مع استمرار سريان ما يُعرف باتفاق “موسكو”، في 5 من آذار عام 2020.

ووثّقت فرق “الدفاع المدني” خلال عام 2022 مقتل 165 شخصًا من بينهم 55 طفلًا و14 امرأة.

في 13 من نيسان الحالي، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا، وثقت فيه ما لا يقل عن 132 هجمة أرضية لقوات النظام السوري على مناطق شمال غربي سوريا، منذ حدوث الزلزال في 6 من شباط الماضي.

وذكرت “الشبكة” أن الهجمات تسببت في مقتل خمسة مدنيين من بينهم طفل، وإصابة ما لا يقل عن 42 مدنيًا، ووثقت سبعة حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، من بينها مدرسة ونقطة طبية ومسجد وسوقان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة