ارتفاع أسعار اللحوم في درعا.. التهريب أحد الأسباب

camera iconذبائخ لحم الخاروف في ريف درعا الغربي - 28كانون الثاني 2023 (عنب بلدي \ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

شهدت أسعار اللحوم الحمراء في مدينة درعا جنوبي سوريا ارتفاعًا كبيرًا، بالتزامن مع ارتفاع مماثل في أسعار الدجاج والأسماك.

ووصل سعر كيلو لحم الغنم (مجروم) إلى 75 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو لحم العجل إلى 60 ألف ليرة، في حين يقبل بعض السكان على شراء لحم إناث الغنم لانخفاض سعره (50 ألف ليرة سورية).

وتُضاف أزمة ارتفاع أسعار اللحوم إلى بقية الأزمات التي يعانيها السوريون القاطنون في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، في ظل أزمة اقتصادية تطال كل القطاعات في البلاد.

ارتفاع الأسعار يطال الدجاج والأسماك

لم يتوقف ارتفاع أسعار اللحوم على الحمراء منها فقط، إذ وصل سعر الفروج الحي إلى 25 ألف ليرة سورية، وكيلو الفخذ إلى 30 ألفًا، وكيلو الصدر إلى 31 ألفًا، وكيلو “السودة” 36 إلى ألفًا، و”الشيش” إلى 40 ألفًا، بينما وصل سعر كيلو السمك إلى 23 ألف ليرة.

وقال علي علي من سكان ريف درعا (45 عامًا) لعنب بلدي، إنه سابقًا كان يشتري اللحم بالكيلوغرام، بينما يكتفي حاليًا بشراء أوقية واحدة، إذ إن أسعار اللحوم المرتفعة أصبحت خارج قدرته الشرائية.

والأمر نفسه ينطبق بالنسبة لعلي على لحم الدجاج، إذ بات يشتريه بـ”القطعة”، وهو أمر مستجد بالنسبة له بعد ارتفاع أسعاره.

إقبال ضعيف على شراء اللحوم

من جهته، قال قاسم الذي يعمل جزارًا في ريف درعا لعنب بلدي، إن الإقبال على شراء اللحوم خلال شهر رمضان ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، وإن معظم السكان يشترون كميات قليلة.

وأرجع قاسم أسباب ارتفاع الأسعار إلى وجود صعوبة في إيجاد مواشٍ للذبح، إذ إن حركة تصديرها خارج المحافظة رفعت سعرها، وكذلك امتناع المربين عن البيع.

واستفاد مربو الثروة الحيوانية في درعا من ارتفاع أسعار اللحوم، ووصل سعر كيلو لحم الخروف الحي إلى 30 ألف ليرة سورية، في حين لم يتعدَّ سعره 11 ألف ليرة في عام 2022.

وقال قصي (30 عامًا)، ويعمل مربيًا للأغنام في ريف درعا لعنب بلدي، إن أسباب ارتفاع الأسعار تعود إلى وفرة المراعي، نتيجة تأخر سقوط الأمطار، بالإضافة إلى تمسك بعض المربين بعدم البيع لتسمين خراف للأضاحي، إذ يزيد الطلب عليها خلال الفترة المقبلة.

وقال رئيس لجنة مربي ومصدّري الأغنام في اتحاد غرف الزراعة، معتز السواح، لصحيفة “الوطن“، في 9 من آذار الماضي، إن تصدير الأغنام (العواس) معلق إلى ما بعد شهر رمضان، وذلك لأن شهر آذار هو شهر الولادات، ولتخفيف سعره للمواطنين خلال شهر رمضان.

وأضاف السواح أن أسعار لحم الخروف غير منطقية في السوق المحلية، إذ يجب ألا ترتفع فوق سعر 50 ألف ليرة سورية.

أثر ارتفاع الأسعار والأسباب

تلعب الأزمة الاقتصادية وقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي دورًا في ارتفاع أسعار اللحوم بأنواعها في سوريا، إلى جانب انخفاض القدرة الشرائية في مناطق سيطرة النظام السوري، بالإضافة إلى أسباب أخرى.

وقال الباحث الاقتصادي في مركز “عمران” مناف قومان لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار اللحوم خلال الفترة الماضية يعود إلى تفاوت الأسعار بين سوريا ومناطق الجوار، إثر انخفاض قيمة الليرة واعتماد سياسة نقدية غير مجدية من قبل البنك المركزي السوري.

وأضاف قومان في إجابته عن أسئلة عنب بلدي، أن ارتفاع الأسعار مرتبط بارتفاع معدلات التضخم، واستمرار عمليات التهريب عبر الحدود مع لبنان والعراق للعجول والأغنام.

وكان أمين سر جمعية اللحامين، محمود حايك، قال لصحيفة “تشرين” الحكومية، في 29 من آذار الماضي، إن مئات العجول يتم تهريبها أسبوعيًا إلى العراق ولبنان تحت مسمى “بيان جمركي”، تمنحه جهات رسمية في حكومة النظام السوري.

وأضاف حايك أن المواشي تُنقل إلى محافظة حمص، ومنها يتم تهريبها إلى دول مجاورة في مقطورات كاملة.

وأوضح حايك أنه ورغم ارتفاع الأسعار في سوريا فإنها أرخص من الدول المجاورة، إذ يبلغ سعر الخروف الواحد في سوريا 200 دولار، بينما يصل إلى 400 دولار أمريكي في لبنان، وسعر العجل في دمشق ألف دولار، بينما 1500 دولار في بيروت.

ويصل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد إلى 7750 ليرة سورية، وفق موقع “الليرة اليوم” المختص بأسعار صرف العملات.

وبحسب قومان، تؤدي هذه الأسباب إلى نقص اللحوم في الأسواق المحلية وارتفاع ثمنها، ومن جهة أخرى، هناك سياسات غير رشيدة يتم اتباعها كما يحصل في درعا، إذ يعتمد الأهالي على ذبح إناث المواشي لانخفاض ثمنها، وهو ما يسبب استنزاف الثروة الحيوانية في المنطقة.

ولفت قومان إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم سيقلل من استهلاكها واقتصارها على فئة محددة من المجتمع من أصحاب الدخل المرتفع، وسيلجأ السكان لاستبدال مواد أخرى باللحم.

حلّت سوريا في المركز الـ18 من أصل 117 بلدًا في مؤشر معدل فقر العاملين، بحسب تصنيف “منظمة العمل الدولية”  لعام 2022، كما صُنفت إنتاجية العمل في سوريا بالمركز 149 من أصل 185 بلدًا، ما يشير إلى ضعف الإنتاجية.

في 14 من آذار الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، إن متوسط الأجر الشهري في سوريا يغطي حاليًا نحو ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط، وإن حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وجاء في بيان للبرنامج الأممي، أن سوريا من بين البلدان الستة التي تعاني أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم، وهناك 2.9 مليون شخص آخرين مهددون بخطر انعدام الأمن الغذائي.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) أصدرا، منتصف 2022، تقريرًا وضع سوريا واحدة من 20 نقطة جوع ساخنة في العالم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة