رواية العجوزان.. المحبة أساس الخلاص من البؤس

ليو تولستوي وغلاف رواية العجوزان (تعديل عنب بلدي)

camera iconليو تولستوي وغلاف رواية العجوزان (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يقرر صديقان عجوزان تنفيذ عهد قديم، والحج من روسيا إلى الأراضي المقدسة في فلسطين قبل أن يتفرقا لأسباب غريبة أثناء رحلتهما.

تعالج الرواية الصادرة عام 1885، رحلة السلام الداخلي الذي يشعر بها الإنسان أثناء مساعدة الآخرين دون انتظار أي مقابل.

تتكون الرواية من شخصيتين رئيسيتين متناقضتين تمامًا، الأولى (إفيم) متوجس ومتوتر وكثير التفكير وقليل الثقة في الآخرين، ولديه الكثير من الأموال

فيما تحمل الشخصية الثانية (إليشا)، صفات مختلفة تمامًا، أبسط وأفقر وأكثر محبة وتسامحًا.

بعد سنوات من عهدهما، يقرر الصديقان المضي برحلتهما الطويلة باتجاه القدس، إلا أن إليشا يزور أحد بيوت قرية على الطريق، لتبدأ الأحداث التالية في الرواية كلها على هذا القرار.

الرواية التي تعدّ إحدى الروايات القصيرة جدًا بالمقارنة مع روايات أخرى، تعطي للكاتب الروسي، ليو تولستوي، مساجة لمناقشة علاقة الإنسان بالإنسان والإنسان بالدين.

في أثناء تحركاته في القرية، يساعد إليشا عائلة وصلت إلى مرحلة البؤس ماديًا ومعنويًا، وبقدر ما تبدو أفعال إليشا غير منطقية، إلا أنها تصبّ في المغزى الأساسي للرواية، وكيف يمكن للمحبة ومساعدة الآخر، انتشال عائلةً من ظروف صعبة.

والربط هنا ما بين العاملين، مساعدة الآخر والمحبة، يقعان أيضًا في صلب ما تركز عليه الأديان السماوية، لذا يشعر القارئ لأن رحلة الحج المقدّسة التي لم تكتمل باتجاه القدس، اكتملت في تلك القرية الصغيرة.

وهذا الشعور لا يأتي من تحليل أو استنتاج فقط، بل بعملية تشبيه إليشا بالقديس، وظهوره أمام صاحبه كملاك في القدس نفسها أثناء الحجّ.

الرواية متاحة للقراءة إلكترونيًا عبر تطبيقات رسمية، كما أنها متاحة للشراء عبر الإنترنت.

ليو تولستوي

يعدّ تولستوي أحد أبرز الأدباء الروس، وله روايتان من كلاسيكيات الأدب العالمي وهما “آنا كارنينا” و”الحرب والسلم”.

ولد تولستوي في عام 1828 في قرية ساسنايا بوليانا، التابعة لولاية طولا.

أصدر تولستوي عددًا من الرويات الأدبية أثناء التحاقه بالجيش الروسي عام 1851 وحتى عام 1855.

اصطدم تولستوي أثناء حياته عدة مرّات بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية، متهمًا إياها بالاستغلال، وهو ما دعا الأخيرة لرفع رعايتها عنه في عام 1901، قبل وفاته.

وكانت هذه الصدامات تحديدًا في الفترة التي توقف فيها تولتسوي عن التأليف الأدبي، والالتفات للكتابة حول الكنيسة والدين المسيحي وعلاقتهما بالمجتمع وجوهر الدين.

توفي تولستوي في عام 1910 إثر إصابته بالتهاب رئوي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة