“حليب أسود”.. إليف شفق تروي صراعات الأمومة

tag icon ع ع ع

في روايتها “حليب أسود”، تنقل الكاتبة التركية إليف شفق خوفها من عدم القدرة على الجمع بين الكتابة والأمومة، وتأثير الأمومة على نجاحها الأدبي، فالكتابة في نظر شفق تتطلب عزلة، والأمومة تتطلب عكس ذلك.

تتكون الرواية من جزأين، الأول سيرة ذاتية عن الأمومة واكتئاب ما بعد الولادة، والصراعات الداخلية التي عاشتها حول فكرة الأمومة والإنجاب، والجزء الآخر حول الكاتبات والأدب.

قصدت الكاتبة بتسمية “حليب أسود” اكتئاب ما بعد الولادة، ونشرت الرواية عام 2016 عن دار “مسكيلياني للنشر”، وترجمها أحمد العلي.

تحدثت شفق عن حياتها قبل الزواج، وعدم ارتباطها بمكان محدد، إذ كانت دائمة الترحال والعزلة، وتقول في الرواية، “عرفتُ أُناسًا قد يصابون بالجنون لو تُركوا وحدهم لساعات طويلة، أما أنا فكان الأمر عندي على عكس ذلك تمامًا، قد أُصاب بالجنون لو كان عليّ مرافقة أناس لوقت طويل، سأفتقد عزلتي”.

تروي في يومياتها التغيرات التي طرأت على أفكارها، وكيف أدت إلى تقبلها لاحقًا فكرة الزواج والإنجاب، وبعد الإنجاب أُصيبت شفق باكتئاب ما بعد الولادة، وتوقف قلمها بعد أن أنجبت.

سلطت الضوء على حياة وخيارات الأديبات العالميات في الإنجاب والزواج، وكيف رهن بعضهن حياتهن لقلمهن، ومنهن من استطعن الموازنة بين عائلتهن وكتابتهن.

وتتحدث عن أديبات مثل فرجينيا وولف ونظريتها عن العزلة والكتابة، وصوفيا زوجة الأديب الروسي ليو تولستوي صاحب روايتي “آنا كارنينا” و”الحرب والسلم”، التي كانت أديبة أيضًا وأنجبت 13 طفلًا مات خمسة منهم، وبعد ست سنوات من الزواج، في عام 1868، بدأت صوفيا بكتابة يوميات تلخص فيها طبيعة علاقتها المعقدة بالأديب الروسي، ومن بعدها داومت على الكتابة وبدأت أعمالها تلقى رواجًا عالميًا.

تُرجمت أعمال الأديبة التركية إليف شفق، التي كانت تكتب بالإنجليزية والتركية، إلى أكثر من 30 لغة، ومن أبرز مؤلفاتها رواية “قواعد العشق الأربعون” التي صدرت في شباط 2010 بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي حزيران من العام نفسه، صدرت في المملكة المتحدة عن دار النشر “بينغوين”.

وتعد كتب شفق من الأكثر قراءة في تركيا، وحازت الكاتبة جوائز أدبية عديدة، منها جائزة “رومي” لأفضل عمل أدبي في تركيا، وجائزة “اتحاد الكتاب الأتراك”، ونُشر لها 12 كتابًا ثمانية منها روايات باللغتين التركية والإنجليزية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة