قصف إسرائيلي يستهدف حمص وسط سوريا بعد هدوء

طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز F-15 تقلع خلال تمرين بين طواقم من القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في قاعدة "عوفدا"- 16 من أيار 2017 (رويترز / أمير كوهين)

camera iconطائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز F-15 تقلع خلال تمرين بين طواقم من القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في قاعدة "عوفدا"- 16 من أيار 2017 (رويترز / أمير كوهين)

tag icon ع ع ع

استهدفت غارات جوية إسرائيلية نقاطًا في محيط مدينة حمص وسط سوريا، هي الثانية للمدينة في أقل من شهر.

وقالت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، إن العدو الإسرائيلي نفذ عدوانًا جويًا حوالي الساعة 12:50 فجر اليوم، السبت 29 من نيسان، بعدد من الصواريخ من اتجاه شمال لبنان، مستهدفًا بعض النقاط في محيط مدينة حمص.

وأضافت أن الاستهداف أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح واشتعال كازية مدنية، واحتراق عدد من الصهاريج والشاحنات، مشيرة إلى أن وسائط الدفاع الجوي “تصّدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”.

ولم تحدد وزارة الدفاع أو وسائل الإعلام الرسمية مكان الأهداف بدقة، ونقلت صفحات محلية أن أصوات انفجارات ضخمة سُمعت بعد الاستهداف.

المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن صواريخ إسرائيلية دمّرت مستودعًا للذخيرة تابع لـ”حزب الله” اللبناني في مطار “الضبعة” العسكري في ريف حمص، وتسبب القصف بمقتل اثنين من “حزب الله”، وإصابة خمسة من عناصر الدفاع الجوي.

وتزايدت المؤشرات في الأيام القليلة الماضية، على احتمالية استهداف الطيران الإسرائيلي لمناطق في سوريا.

ونشر حساب “SAM“، المختص بتتبع الضربات الإسرائيلية في سوريا، عبر “تويتر” في 20 من نيسان الحالي، أن البيانات والمعطيات الجوية لنشاط سلاح الجو الإسرائيلي، خلال أربعة أيام ماضية، تؤشر لـ”قرب عدوان على سوريا”.

وأشار إلى أن الخطر مرتفع على ثلاث مناطق، وسط سوريا (محيط حمص ومصياف وحماة)، وجنوبي سوريا خاصة محيط دمشق، ومحيط حلب.

دخان يتصاعد قيل إنه من استهداف إسرائيلي لمواقع في محيط مدينة حمص وسط سوريا- 29 من نيسان 2023 (متداول)

دخان يتصاعد قيل إنه من استهداف إسرائيلي لمواقع في محيط مدينة حمص وسط سوريا- 29 من نيسان 2023 (متداول)

أحدث الضربات

أحدث الضربات الإسرائيلية في الأراضي السورية، كانت في 9 من نيسان الحالي، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي محيط العاصمة دمشق، من اتجاه الجولان السوري المحتل.

وكان الاستهداف حينها كرد على قصف صاروخي مصدره الأراضي السورية استهدف الجولان السوري المحتل، دون معلومات عن حجم الأضرار التي خلفها القصف المتبادل.

وأفاد مراسلا عنب بلدي في القنيطرة ودرعا أن قصفًا طال مواقع متفرقة في المحافظتين، أولها استهدفت “اللواء 90” بمحيط بلدة الكوم جنوبي القنيطرة.

وتزامنًا مع القصف الأول، دوت أصوات انفجارات في محافظة درعا قادمة من مدينة إزرع التي تضم الفوج “38” التابع لمرتبات الجيش السوري.

فرع لـ”المخابرات الجوية”

يعد الاستهداف لمدينة حمص هو الثاني من نوعه خلال شهر، وفي 2 من نيسان الحالي، تعرضت مواقع في مدينة حمص لقصف إسرائيلي، ونشرت شركة استخبارات إسرائيلية “ImageSat International”، صورًا عبر الأقمار الصناعية تظهر أضرارًا لحقت بمطار “الضبعة” العسكري.

وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي، من مصدرين عسكريين يعملان في فرع “المخابرات الجوية” بحمص، فإن فرع المخابرات الذي يعملان به في حي القصور، تعرض لاستهداف مباشر خلف أضرارًا مادية في المبنى.

غياب التحركات المدنية بالقرب من الفرع الأمني أسهم في منع تسرب خبر استهداف الفرع، خصوصًا أن الحي الذي خاض سنوات من المعارك، يعتبر شبه خالٍ من السكان.

وبحسب المصدرين، تحفظت عنب بلدي على اسميهما لأسباب أمنية، فإن خمسة مخازن للأسلحة دمرت داخل الفرع، إلى جانب أضرار أخرى لحقت بالبناء.

وعقب أيام على الاستهداف، بدأ القائمون على الفرع الأمني باستقدام المجندين من الثكنات العسكرية القريبة لرفع الأنقاض وتنظيف المكاتب، وتكسير الأسمنت لإعادة ترميم المبنى.

ونادرًا ما تُحدد المواقع التي تغير عليها الطائرات الإسرائيلي في سوريا بشكل دقيق، خصوصًا إذا كانت المواقع المستهدفة ذات طابع عسكري، إذ تتحدث وسائل إعلام النظام عن أن القصف استهدف مواقع مدنية، أو أخرى تابعة للجيش، بينما تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن استهدافها مواقع إيرانية في سوريا.

تلاحق خبراء إيران

ارتفعت وتيرة الضربات الإسرائيلية في الأراضي السورية، مستهدفة مواقع متفرقة ونقاطًا عسكرية في العاصمة دمشق وريفها وحلب وأرياف حماة وطرطوس وحمص، وكذلك استهدافات من الجولان السوري المحتل، منذ مطلع العام الحالي.

الباحث في الشأن الإيراني، مصطفى النعيمي، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن زيادة وتيرة الضربات الإسرائيلية بالدرجة الأولى تعتمد على المعلومات الاستخباراتية التي تحصل عليها إسرائيل سواء من الجهد الجوي الذي يجريه السرب “122” الاستخباراتي الإسرائيلي، أو المعلومات التي يتم الحصول عليها من الجانب الأمريكي.

وكذلك الجهد الأرضي الذي يتم العمل عليه بشكل حثيث لاستهداف الأشخاص والمتمثل باغتيال العديد من شخصيات “الحرس الثوري الإيراني” بغارات جوية.

ويرى النعيمي أن الاستهدافات الإسرائيلية مرتبطة بشكل دقيق ووثيق بحجم تدفق الخبراء والسلاح إلى الساحة السورية، مضيفًا أن استهداف إيران في سوريا هو أولوية قصوى لدى إسرائيل، وأنها لن تتوانى في استهداف القياديين الإيرانيين وشحنات الأسلحة والأدوات التكنولوجية التي تمثل متغيرًا كبيرًا في قواعد الاشتباك، وهذا يتطلب ردًا مباشرًا ومفتوحًا، وفق الرؤية الإسرائيلية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة