300 يوم في إسرائيل.. الذهبي يؤرخ لحكاية حقيقية

tag icon ع ع ع

“ماذا يحدث لضابط في الجيش السوري تعتقله إسرائيل في الجولان السوري المحتل في عام 1973″؟

لا يمكن اختصار سطور كتاب “من دمشق إلى حيفا- 300 يوم في إسرائيل” بعبارة واحدة، ولكنها تشكّل مدخلًا إلى الكتاب الذي أصدره الكاتب السوري خيري الذهبي في عام 2019.

بدأت القصة حينما فُرز خيري الذهبي كضابط ارتباط مع قوات الطوارئ الدولية، في أثناء تأديته خدمته العسكرية على خط الهدنة بين الحدود السورية والجولان المحتل، ومع انطلاق المعارك، قبضت عليه دورية إسرائيلية ونقلته إلى داخل الأراضي المحتلة، واستمر أسره 300 يوم.

القصة التي رواها الذهبي ليست من وحي الخيال، بل حصلت مع الذهبي نفسه، ورغم هذا الأمر فإنه، أي الكتاب، يعطي صورة مصغرة عن شكل المجتمع السوري عشية الحرب، وآمال الناس وخيباتهم، حتى لو لم يذهب كثيرًا لشرح شكل المجتمع بشكل خاص، على اعتبار أنه يحكي قصة شخصية.

اللافت في الحكاية التي رواها الكاتب، اعتزازه بأنه “جندي سوري” عليه أن يكون منتصبًا بعزة وافتخار وقوة أمام عدوّه، لا خانعًا ولا ذليلًا، علمًا أن هذه الحكاية جاءت قبل أن يسيطر “البعث” على عقيدة الجيش والمجتمع في سوريا.

يعيد الكتاب قارئه إلى مشاعر وطنية صادقة وخالصة في زمن كان لهذه المشاعر حضور وجدوى وأساس يتعلق بالهوية والجذور أولًا، قبل تغير المفاهيم في أعقاب الثورة السورية عام 2011، واختلاف طريقة التفكير عمومًا حول مفهوم الوطن ودوره في حياة الإنسان حول العالم ككل، لا في سوريا فقط.

ومن المفهوم أن مشاعر الناس في تلك الفترة، ترتبط أيضًا بالمدّ القومي الذي ساد في سوريا وبلدان عربية أخرى في خمسينيات وستينيات القرن الـ20.

يصف الذهبي مشاعره الجياشة في أثناء سماعه أصوات القصف المتبادل، ويعبّر عن الفخر والسعادة بمحاولة استرداد الأرض، وتاليًا كرامة الإنسان السوري التي هُدرت بعد هزيمة 1967، وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الذهبي يمدح النظام السوري، إذ إن الكاتب عبّر عن مشاعره في فترة جاءت بعد ثلاث سنوات من تولي حافظ الأسد السلطة في سوريا، ولم تكن النظريات القائلة بأن الأسد “قاتل بشكل صوري لتثبيت حكمه” قد انتشرت بعد.

إلى جانب ذلك كله، هناك مساحة واسعة للمشاعر الإنسانية، وشكل الحياة والمجتمع في سوريا عام 1973.

حصل الكتاب على جائزة “ابن بطوطة لأدب الرحلات” في 2019.

للذهبي، المولود في عام 1946، عديد من المؤلفات والروايات، منها “ثلاثية التحولات” التي تضم ثلاث روايات هي: “حسيبة” عام 1987، و”فياض” 1989، و”هشام أو الدوران في المكان” عام 1997، و”الإصبع السادسة” عام 2013، و”المكتبة السرية والجنرال” عام 2018.

كما ألّف عديدًا من الأعمال الدرامية، منها “ملكوت البسطاء”، و”الشطار”، و”وردة لخريف العمر”، و”رقصة الحبارى”، و”حسيبة”، و”ملحمة أبو خليل القباني”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة