تدريبات “أونلاين” وجهة جامعيين بإدلب أملًا بفرصة عمل

camera iconشاب يتلقى دورات تعليمية عبر الإنترنت عن بعد (أون لاين) في مدينة إدلب شمال غربي سوريا- 28 من نيسان 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – أنس الخولي

يشعر عمر بالسعادة لحصوله على شهادة في التحكيم الدولي مقدمة من جامعة “ليدن” (Leiden) الهولندية، بعد أن أنهى تدريبًا عن بُعد (أونلاين) استمر ثلاثة أشهر، لكسب الخبرة والمساعدة في إيجاد فرصة عمل مناسبة شمال غربي سوريا.

اجتاز عمر عبد الرحيم (31 عامًا)، وهو خريج كلية الحقوق ويقيم في إدلب، ثلاثة اختبارات بدرجات عالية عبر منصات التدريب عن بُعد، ووصلته الشهادة من الجامعة عبر البريد الإلكتروني.

ويُقبل بعض الطلاب في مدينة إدلب على دورات التعليم عن بُعد، أملًا بالحصول على شهادات عالمية تمكنهم من إيجاد فرص عمل، أو تحسين وضعهم الوظيفي، أو الاستفادة من شهادات الدورات في حال سفرهم للخارج، وسط صعوبات إيجاد فرص عمل، وعدم الاعتراف بشهاداتهم الجامعية.

توجّه لامتلاك شهادات “أونلاين”

قال الشاب لعنب بلدي، إن دورة التحكيم التي أجراها قد لا تفيده في إيجاد فرصة عمل بالوقت الحالي، لكنها ساعدته في مجال الاطلاع على وسائل التدريب العالمية الحديثة، والتعرف إلى مسألة مهمة متعلقة بالتجارة الدولية، ما قد يساعده في فتح آفاق عمل جديدة بالمستقبل.

محمد العبيد (23 عامًا)، طالب جامعي ومهجر يقيم في إدلب، قال لعنب بلدي، إنه حصل على شهادة في القيادة الاستراتيجية والإدارية مقدمة من جامعة “ILLINOIS” الأمريكية، عبر منصة “كورسيرا” (coursera) للتعليم عن بُعد.

وأوضح الشاب أن الدورة مكوّنة من أربعة أقسام، يجب اجتيازها جميعها للحصول على الشهادة، وقد حصل عليها من أجل أن يحسّن فرصه في الحصول على وظيفة مستقبلًا.

من جانبه، قال وسيم السيد (23 عامًا)، إنه سجل في هذه الدورات ليس فقط للحصول على شهادة عالمية، إنما رغبة بالتعرف إلى الوسائل التعليمية المتبعة في الجامعة العالمية، وتطور العلوم في الخارج.

هدى المحمد (28 عامًا)، التي تلقّت دورة مماثلة، أضافت سببًا آخر لإقبال الشباب على هذه الدورات، بقولها إن الدورات في هذه المنصات التعليمية تعتمد نظام الساعات والإنجاز، ولا تتطلّب الحضور في مواعيد محددة، وإنما مشاهدة وقراءة الكم المطلوب، ثم إتمام المهام المطلوبة واجتياز الاختبار.

وقالت هدى لعنب بلدي، إن الطالب يستطيع إتمام الدورة بحسب ما تسمح له ظروفه، ويمكن للطالب إتمام الدورات في فترات زمنية قصيرة حال تفرغه، وفي حال التزامه بعمل ما، يمكن متابعة الدورات في أوقات فراغه.

طرق التسجيل

توجد طريقتان للتسجيل في الدورات التعليمية عن بُعد من خلال المنصات العالمية التي تُعنى بالتدريب، مثل “كورسيرا”، إما بشكل مباشر عبر طلب الحصول على المنح، وإما من خلال المنظمات التي تساعد الشباب السوريين في الحصول على هذه المنح.

صالح العواد (22 عامًا)، طالب جامعي مهجر يقيم في إدلب، قال لعنب بلدي، إنه يمكن بسهولة التسجيل في دورات التعليم عن بُعد من خلال التسجيل في منصة “كورسيرا”، ثم البحث عن الدورات التي تناسب مجال الدراسة أو العمل المطلوب، ويمكن التسجيل بسهولة.

ويعد موقع “كورسيرا” واحدًا من أبرز مواقع التعليم (الكورسات) عن بُعد، ويقدم دورات تدريبية من أفضل الجامعات العالمية، ويمكن التعلم عبر الموقع بشكل مدفوع ومجاني، ويتضمن دورات تعليمية في جميع المجالات.

بدورها، قالت آلاء حورية (21 عامًا)، طالبة في كلية التربية وتقيم في إدلب، إنها حصلت على دورات في اللغة الإنجليزية من جامعة “أريزونا” الأمريكية عبر المنح التي تقدمها منظمة “تجمع الشباب السوري”، وهي منظمة تعمل على توفير التعليم والتنمية للشباب السوري حول العالم.

وأضافت آلاء أنها بعد مشاهدتها الدورات التي تقدمها منظمة “تجمع الشباب السوري” عبر صفحتها في “فيس بوك”، راسلت المنظمة وأكملت شروط التسجيل، وبعد القبول بات باستطاعتها التسجيل في جميع الدورات التي تقدمها منصة “كورسيرا” مجانًا.

الطالب عمر (خريج كلية الحقوق) قال، إن كثيرًا من الطلاب يجهلون أو غير مطلعين على كيفية التسجيل في هذه المنصات، مشيرًا إلى أنه تعرف إليها بمساعدة أحد أصدقائه الذين استطاعوا التسجيل، وساعده في الحصول على منحة مجانية.

التسويق.. أكثر إقبالًا

يقبل الشباب في الشمال السوري على الدورات التعليمية والمهنية، التي تناسب اختصاصاتهم الدراسية ومجالاتهم المهنية وتحسّن فرص عملهم، وبشكل عام، فإن الدورات في مجالات الإدارة والتسويق الإلكتروني والبرمجيات واللغات هي الأكثر طلبًا بين الشباب.

قالت آلاء حورية، إن الدورات المعروضة في المنصات العالمية تكاد تكون في جميع المجالات العلمية والمهنية الحديثة، ويختار الطالب من الدورات المعروضة ما يناسب تخصصه الدراسي ويحسّن فرص عمله في المستقبل.

هبة حسام الدين، طالبة في كلية الهندسة المعلوماتية بإدلب، قالت لعنب بلدي، إنها حصلت على دورات في مجال البرمجيات الحديثة عبر منصة “كورسيرا”، وساعدتها في تطوير مهاراتها بالبرمجة والتقنيات الحديثة.

من جانبه، أنهى أنس العبيد (32 عامًا)، مهجر يقيم في إدلب، دورة في مجال التسويق الإلكتروني، لافتًا إلى أنه يحاول التعلم عن التسويق، علّه يتمكن من دخول هذا المجال والعمل عن بُعد في إحدى الشركات العالمية أو مواقع التسويق، خاصة بعد عجزه عن إيجاد فرص عمل مناسبة في الشمال السوري.

استطلعت عنب بلدي آراء عدد من الطلاب عن أكثر الدورات التي يتوجهون لها، وكانت دورات التسويق الإلكتروني الأكثر رغبة، لأن المجال يتيح البدء بعمل خاص عبر الإنترنت، أو بيع خدمات مستقلة بهدف الربح من الإنترنت، أو الحصول على وظيفة براتب.

صعوبات تواجه المتدربين

تتطلب دورات التعليم عن بُعد مستوى متقدمًا من إتقان مهارات اللغة الإنجليزية للتمكن من قراءة الدروس المطلوبة، كما تحتاج بعض الدورات إلى أجهزة تقنية متطورة وشبكات إنترنت سريعة.

قالت الطالبة آية عثمان (22 عامًا)، إن الدورات عالمية وهي باللغة الإنجليزية بطبيعة الحال، ومن الصعب جدًا إتمام هذه الدورات إن لم يتقن الطالب اللغة الإنجليزية بطلاقة، مشيرة إلى أنه لا يمكن الاعتماد على الترجمة الإلكترونية عبر تطبيقات الإنترنت.

وأضافت هبة حسام الدين صعوبات أخرى بقولها، إن بعض الدورات التي تعتمد على التقنيات الحديثة كالبرمجيات والتصميم والتسويق الإلكتروني، تتطلب امتلاك أجهزة تقنية حديثة، وليس بمقدور الجميع اقتناؤها، الأمر الذي يحول بين المتدرب وإتمام التدريب.

من جانبه، قال الطالب محمد السالم (21 عامًا)، إن الدورات تحتاج إلى شبكات إنترنت سريعة لإمكانية مشاهدة التسجيلات المصوّرة المطلوبة، أو تحميل الكتب التي يجب دراستها، لاجتياز الاختبارات، عدا عن ضرورة شراء بعض الكتب أحيانًا، والتي لا تتوفر في الشمال السوري.

ورغم إقبالهم على دورات تدريبية عن بُعد لتعزيز خبراتهم، يعاني عدد من الشباب في محافظة إدلب، ولا سيما خريجي الجامعات الجدد، انتشار البطالة، وغياب فرص العمل المناسبة، أو حتى العمل التطوعي غير المأجور الذي يساعدهم على كسب الخبرة لتزيد فرصة حصولهم على عمل مستقبلًا، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

ونتيجة لهذا الواقع، اضطر عدد من الشباب إلى التخلي عن طموحهم في الحصول على العمل المناسب لتخصصهم الدراسي، متجهين نحو ما يتوفر من الأعمال، بغض النظر عن مدى تناسبها مع تخصصهم.

ويواجه طلاب وخريجو جامعات الشمال السوري العامة والخاصة صعوبة بالاعتراف الخارجي بالإجازات الجامعية الصادرة عن جامعاتهم، ما يجبر معظمهم على قبول أي فرصة عمل حتى لو لم تتعلق بتخصصهم الجامعي.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة