الأرباح لا تغطي أجور الصيانة.. سائقو “السرافيس” بحمص يشتكون “GPS”

camera iconوسائل النقل في كراج حمص الشمالي- آب (عنب بلدي/ عروة المنذر)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – عروة المنذر

حلّ تركيب أجهزة التتبع (GPS) على وسائل النقل العامة في مناطق سيطرة النظام السوري مشكلة المواصلات بالنسبة للمواطنين، لكنها جاءت على حساب أصحاب “السرافيس”، إذ أصبحت مركباتهم تتوقف لفترات طويلة بانتظار الركاب للانطلاق من “الكراجات”، فضلًا عن ضعف موارد عملهم نتيجة تركيب الجهاز.

وفرضت حكومة النظام على “السرافيس” العاملة على خطوط النقل العام في معظم المحافظات تركيب أجهزة التتبع التي تحدد لهم المسافات المقطوعة خلال اليوم، ومن خلالها ستُزوّد بالوقود بالسعر “المدعوم” مقابل العمل بالتسعيرات التي تفرضها الحكومة، والتي يعتبرها السائقون “غير كافية”.

السائقون يخسرون

بعد تطبيق قرار تفعيل نظام العمل وفق “GPS”، خفضت حكومة النظام معدل صرف الوقود للرحلة الواحد، على الرغم من أن المسافة وخط السير لم يتغيرا.

وانتهت مع نظام العمل الجديد ظاهرة بيع المخصصات من المازوت في السوق السوداء، فكل “سرفيس” لا يقطع المسافة المحددة على الخط المحدد له لا يحصل على أي مخصصات من المحروقات.

رامي شعبان أحد سائقي “السرافيس” على خط حمص- الرستن، قال لعنب بلدي، إن إدارة النقل في “كراجات” الانطلاق خفضت كمية المازوت “المدعوم” من تسعة إلى ستة ليترات للرحلة الواحدة بعد تفعيل “GPS”، واشترطت الحصول على تلك المخصصات بعد إتمام ست رحلات في اليوم الواحد.

وأضاف رامي أنه بعد انتهاء تطبيق نظام “GPS”، عادت جميع “السرافيس” للعمل على خطوطها بشكل نظامي، وانتقلت مشكلة المواصلات من أن الراكب لا يجد وسيلة نقل إلى صاحب “السرفيس” الذي “يعمل بلا جدوى”، وفق رأيه.

وأشار رامي إلى أن “السرافيس” العاملة في محافظة حمص تحقق أرباحًا أقل من تكلفة الصيانة وأسعار الدواليب وتبديل زيت المحرك، التي ترتفع تكاليفها مع ارتفاع سعر الدولار، فيما تبقى تعرفة الركوب ثابتة، ما يضع السائقين في مشكلة حقيقية تهدد مصدر رزقهم.

فرح الأحمد طالبة جامعية من مدينة كفرلاها في سهل الحولة، قالت لعنب بلدي، إن مشكلة المواصلات حُلّت بالفعل بعد تطبيق نظام التتبع، وأصبحت “السرافيس” تنتظر الركاب كما كانت سابقًا.

انخفاض أسعار “السرافيس”

قبل تطبيق قرار “GPS”، كان أصحاب “السرافيس” يبيعون الوقود الممنوح لهم بالسعر “المدعوم” في السوق السوداء، ويربحون من فرق السعر دون الالتفات إلى معاناة المواطنين، ومع تطبيق القرار، انتهت هذه الظاهرة، وأُلزم جميع السائقين بالعمل وفق التسعيرات المحددة وعلى خطوطهم، ما انعكس على أسعار “السرافيس” بعد تناقص الأرباح التي كانت تحققها.

عمار الجاسم أحد مالكي “السرافيس” بمدينة حمص، قال لعنب بلدي، إن “السرافيس” فقدت ربع قيمتها بعد تطبيق نظام التتبع، وما كان سعره نحو 150 مليون ليرة سورية، أصبح اليوم بمئة مليون، نتيجة عدم تحقيق أرباح كافية من العمل عليه.

وأضاف عمار أن “السرفيس” الذي كان يعمل بشكل نظامي وينقل الركاب على الخط المرسوم له، كان يحقق زيادة يومية في المازوت المخصص له في كل رحلة، تضاف إلى الربح المحقق من نقل الركاب، لكن بعد تطبيق النظام وتخفيض كمية المازوت المخصصة للرحلة، تناقصت هذه الأرباح، وأصبح “السرفيس” بالكاد يوفر ثمن الصيانة الدورية اللازمة له، ما خفض سعره في سوق السيارات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة