الصحفي كنان وقاف يروي من “المنفى” ظروف السجن و”افتراءات النظام”

الصحفي السوري كنان وقاف (فيس بوك/ تعديل عنب بلدي)

camera iconالصحفي السوري كنان وقاف (فيس بوك/ تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

نشر الصحفي السوري كنان وقاف مدونة تحدث فيها عن ظروف اعتقاله لأول مرة في سجون النظام السوري، وتلفيق ما وصفها باتهامات باطلة، وسطوة الأجهزة الأمنية ووحشية معاملتها، مشيرًا إلى أن الفساد هو الحاكم في سوريا.

وقال وقاف في المدونة المنشورة، الأربعاء 7 من حزيران، مخاطبًا والده بأنه يعتذر من “منفاه” لأنه آمن بالوطن، وأنه ككل الأوطان يحتاج إلى سلطة رابعة، إلى صحافة لا يحكمها إلا قول الحقيقة.

وتابع، “لكني نسيت أن الفساد عندنا هو الحاكم، والمفسدون هم أزلامه، وأننا مجرد عبيد في مزرعتهم التي أقنعونا كذبًا أنها وطن”.

وذكر الصحفي، الذي كان يعمل في صحيفة “الوحدة” الحكومية، أنه حين اعتقل أول مرة بعد نشر تحقيق عن شبكة فساد في مؤسسة حكومية مرتبطة بإحدى المحاكمات، تم استدراجه بطريقة “شيطانية” إلى فرع الأمن.

وأضاف أن أغلب العناصر والضباط الذين قابلهم كانوا من المعارضين قلبًا، والمحتجين على نظام الفساد هذا، لكنهم خائفون على عائلاتهم وأنفسهم.

ووضع وقاف في مهجع الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس “كورونا المستجد (كوفيد- 19) وهو عبارة عن غرفة صغيرة يزج فيها 50 سجينًا قبل توزيعهم على مهاجع السجن، بظروف صحية سيئة ومتردية.

وذكر أن الداخل إلى السجن هو مجرد “فريسة” تلصق بها كل الأحداث والقضايا التي قُيدت ضد مجهول، ليثبت الضابط المسؤول حسن عمله الأمني.

وقال إنه واجه تهمتي “المس والنيل من هيبة الدولة وتحقير الإدارات العامة”، لكن قائد الشرطة ووزارة الداخلية ذكروا بشكل رسمي أنه ليس موقوفًا بسبب كتاباته الصحفية، إنما لارتكابه “جرمين جنائيين قذرين”، هما اغتصاب فتاة قاصر وسرقة سيارة، بالإضافة لجرم ثالث يتمثل بتهربه من أداء الخدمة الإلزامية، ما يستلزم محاكمة عسكرية أيضًا.

لقيت حادثة اعتقال وقاف تضامنًا واسعًا، وما ساعده على الخروج من السجن نشر صحفي صديق له وثيقة تثبت أنه معفى من الخدمة العسكرية، واتصل أحد مراسلي وكالات الأنباء العالمية بديوان المحكمة وأثبت أن وقاف عُرض أمام القاضي بتهمة نشر تحقيق استقصائي صحافي في جريدة رسمية.

وذكر وقاف أن “القصر الجمهوري” تدخل بعد تصاعد “الغليان الشعبي بشكل جنوني”، و”قلب الموازين”، وصدرت الأوامر لإخراجه من السجن.

ويُعرف عن الصحفي كثرة انتقاداته للفساد والوضع المعيشي، وتعقيبه على ما تطرحه حكومة النظام السوري من قرارات، من خلال منشورات عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، وسط ما تعانيه مناطق سيطرة النظام من نقص في المواد، وشح في الخدمات.

واعتقل كنان وقاف ثلاث مرات على يد أجهزة الأمن في سوريا، الأولى في أيلول 2020 والذي تحدث عنها في المدونة، والثانية في آذار 2021، كتب منشورًا حينها عبر “فيس بوك” تحدث فيه عن عملية خطف قام بها نجل محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، للحصول على مقابل مالي.

وكانت عملية الاعتقال الثالثة في شباط الماضي، بعد أن نشر تسجيلًا مصوّرًا كـ”وصية” بأطفاله بعد مداهمة منزله من قبل قوة أمنية كبيرة في غيابه بهدف اعتقاله.

قبل المداهمة، نشر كنان، في 4 من شباط، تدوينة عبر صفحته في “فيس بوك”، أرفقها بصورة رئيس النظام السوري، خلال استقباله الممثل وائل رمضان وزوجته سلاف فواخرجي، وألمح فيها إلى عدم اكتراث الأسد للأزمات الموجودة في مناطق سيطرته.

اقرأ أيضًا: كنان وقاف.. الصحفي الذي انتقد إهمال الأسد فتخلّى عنه الزملاء

ويتعرض العاملون في المجال الإعلامي للعديد من الانتهاكات في مختلف مناطق السيطرة في سوريا.

واحتلت سوريا المرتبة 175 من 180 دولة، على مؤشر حرية الصحافة العالمي للعام 2023 وفق تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود“، أصدرته في 3 من أيار الماضي، بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة