رب اجعل لي وزيراً من أهلي….

tag icon ع ع ع

عنب-بلدي-العدد-الحادي-عشر-الأحد-15-نيسان-2012.pdf-Page-5-image-3كان ذنبه أنه سوري يعيش في بلد يحكمها خائن يقتل شعبه، ليس هذا فقط، بل ويمنع تشييع الشهيد، ويقتل من يمشي في جنازته.

محمود وهبي ابن التاسعة عشر ربيعًا أذنب بنظر المستبد لأنه خرج في تشييع الشهيد سامي قط اللبن، لتزفه داريا هو الآخر شهيدًا في 14 آب 2011م، بعد أن تعرض لطلق ناري من قبل عناصر المخابرات الجوية التي جاءت لتمنع تشييع الشهيد سامي قط اللبن بعد أن قامت قوى الجيش بتسليم جثمانه لأهله، ثم استشهد محمود متأثرًا بجراحه، إذ كان محمود يقضي إجازة أثناء تأديته خدمة العلم الإلزامية، فشاء الباري أن يُتوج محمود بين أهله وأصدقائه.

لم يشأ أحمد أن يذهب دم أخيه هدرًا، فأراد أن يكون وزيرًا لأخيه الملك المتوّج على عرش الشهادة، شارك أحمد بالثورة منذ انطلاقتها الأولى، وقد أصيب بطلق ناري في الأيام الدامية التي تعرضت لها داريا في جمعة عذرًا حماه سامحينا، عندما حصلت اشتباكات بين الجيش الحر وقوى الأمن السوري، وأصيب على اثرها أحمد بجروح إثر ذاك اليوم الدامي، إذ يروي أحد أصدقائه حال أحمد يومها، وانتشر نبأ استشهاده، ثم تم نفي الخبر ليزداد إصرار أحمد على متابعة الطريق إلى الشهادة وقد أراد الله ذلك الشرف إذ نال أحمد وهبي الشهادة مساء الخميس 5 نيسان 2012م.

أحمد لم يتجاوز الخامسة والعشرين ربيعًا يوارى عليه التراب علّ هذه الذريرات تطفئ شوقه لأخيه، ورغبته بأي مشروع آخر. صبراً آل وهبي، ورحم الله شهيديكما، وعوضكما خيرًا، وأبدلهما الله دارًا خيرًا من دارهما.

أخوان في الحياة الدنيا، وارتقت روحهما إلى الباري، فهما من التراب أتيا، وإليه عادا بعد أن حاولا أن يكونا نافعين لبني البشر، وسطر كل منهما في قصة استشهاده نموذجًا لابن بلدي، الشاب السوري المخلص الذي أعلنها وبصدق أنه مستعد أن يضحي بحياته ليحيا وطنه حرًا.

ما أعظمك أيها السوري، وما أعظم صدقك، إذ أصبحت بيوت السوريين تقدم شهيدين أو أكثر ولا تكتفي بواحد علّ تراب الوطن يرتوي ويزهر ياسمينه.

الأخ يعاضد أخاه ويقدم دمه ليلتقي مع دم أخيه عل أنهار الدماء تسيل معاً فتنتعش تربة بلادي.

رب اجعل لنا وزراء من أنفسنا يكونون عوناً لنا على حمل الأمانة والذود عن الوطن، واجعل لنا وزراء من أهلنا وذوينا وأصدقائنا نقف معاً صفاً واحداً ونستلهم الحكمة من أفواه بعضنا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة