صرخة في وجوهكم!

no image
tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 65 – الأحد 19-5-2013
حنان اللكود
6
الطفولة والبراءة … والإبداع والمستقبل، جديلتان مترابطتان ترابط الليل بالنهار، يكتبون ويرسمون بأنامل صغيرةٍ مستقبلًا واعدًا، أو يعيثون فسادًا في الارض والعباد.
دأبت النظريات الإنسانية التي تعمل على بناء المجتمع أن تركز على لبنة البناء الأولى وهي الأسرة، وركزت على بناء الطفل فيها.
إنه لمن الخزيّ أن تبقى البشرية عالقة في أدرانها، تبحث عن مخرج من صراعاتها حول تفاهات الحياة من المصالح والأموال والتطاول في البنيان والعمران ، بينما تهمل ذلك البناء على أسس من الإنسانية، وعلى هذه الرؤية يجب أن ننتبه ونصرخ ونعلن في وجه جميع صناع القرار في الساحة السورية: الأطفال، الأطفال، الأطفال
طالما كان الأطفال في يدي العابثين من نظام القمع، طوال أربعين سنة من التجهيل المقنّع، وتربية الخوف والاستعباد، في جميع منظمات نظام الإجرام، الذي دأب على قتل روح الإنسانية والكرامة والعدل في نفوس الجيل، .

ثم كانت ثورة الكرامة والعدل والحرية، في سبيل الخلاص من العبودية والحزب الأحد! والقائد الأوحد! ومزرعة الأسد! فصرخ معظم الأطفال في الساحات .. حرية حرية وكرامة وكرامة
ولكن هل تنتبهون إلى مايجري في عقولهم وقلوبهم؟

إن الطفل لا يملك بعد، منظومةً فكرية واضحة المعالم بحيث أنه لايستطيع اتخاذ القرارات حيال المواقف المختلفة التي يمر فيها، ولايستطيع تفسير الكثير من الأحداث التي تصيبه، ويبدي عجزًا كبيرًا حيال القمع والعنف الذي يتعرض له، فيستشف الأجوبة والانفعالات والأفكار والمنظومات ممكن حوله من الكبار.
هؤلاء ثروتنا البشرية إما أنهم يطورون منظومة فكرية بنائية، تمتلك قابلية النمو المستمر، أو سيحملون منظومة هدّامة تحمل في ذاتها مقومات هدمها لنفسها ولمن حولها.
انتبهوا من توريط الأطفال وتعليمهم لغة السلاح، انتبهوا من التعامل معهم بالأوامر الاستبدادية، انتبهوا من إهمالهم في خضم انشغالاتكم بانتصاراتكم العسكرية،
انتبهوا من تلقينهم انفعالات الغضب والكره والاحتقان، انتبهوا من زجهم في حملات توجيه الضغائن ضد فئات أخرى،
احموهم من منظومة الكره والضغينة، احفظوهم بعيدًا عن تعابيركم الإقصائية، علموهم المحبة والتسامح وزودوهم بآاليات التعاون والتضامن،.
إنها صرخة في وجوهكم من قلوب تحترق خوفًا ورعبًا، على جيل سوري موزع في جميع المحافظات والقرى السورية يراقب عن كثب كل ماتفعلونه وتقولونه ويتمثلها في ألعابه وأحلامه، من قلب يحترق على

أطفالنا الأحباء ثمرات قلوبنا..
إنهم أطفال سوريا، أعلنوا مطلبهم للحرية فثرنا لأجلهم،
فلا نخذلهم وونثقل كاهلهم بارث ثقيل من الخلافات والصراعات والضغائن والأحقاد.
أحبائي أطفال سوريا:
حماكم الله من كل شر ووهبكم قيادة حكيمة ثابتة على منهج القسط والإحسان والعدل والرحمة بين الناس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة