إضراب معتقلات عدرا… «جوع ثائر»

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 72 – الأحد 7-7-2013

إضراب سجن عدرا المركزيبدأت معتقلات سجن عدرا المركزي في ريف دمشق إضرابًا عن الطعام يوم الأول من تموز، احتجاجًا على «فترة الإيداع الطويلة وعدم استدعائهن للمحاكم المختصة» وسط مخاوف من تدهور الحالة الصحية للمعتقلات بعد أنباء عن «الاعتداء عليهن بالضرب المبرح».
وأعلنت المعتقلات السياسيات في قسم الإيداع بسجن عدرا المركزي «إضرابًا سلميًا» عن الطعام اعتبارًا من يوم الاثنين حتى «يتم النظر بوضعهن والإسراع باستدعائهن إلى المحاكم المختصة»، إذ إن المعتقلات السياسيات في سجن عدرا يعانين من تواجدهن «الطويل بالإيداع»، وخاصة أن فيهن «الكثير من كبيرات السن والمرضى والحوامل والأمهات وطالبات الجامعة والموظفات»، كما أن «كثيرًا من النزيلات لا تستطعن التواصل مع أهلهن والاطمئنان عليهم»، كما جاء في رسالة وجهنها إلى رئيس النيابة العامة في محكمة الإرهاب، مطالبين فيها بالإسراع في استدعائهن إلى المحاكم.
وفي ظل الغموض حول وضع المعتقلات، نشر موقع كلنا شركاء بيانًا يوضح فيه وضعهن بعد بدء الإضراب، إذ علم الموقع من «مصدر موثوق داخل سجن عدرا للنساء» أن المعتقلات يتلقين معاملة سيئة، نتيجة إضرابهن، كما أن «عناصر المخابرات الجوية» -الذين استدعاهم مدير السجن بحسب الموقع- قاموا «بالاعتداء بالضرب المبرح على المعتقلات»، وقاموا أيضًا «بوضعهن في زنازين انفرادية عقابًا لهن على تسريب خبر الإضراب للإعلام». وهذا ما أكده الائتلاف الوطني في بيان للمكتب الإعلامي يوم 5 تموز جاء فيه «تسربت أنباء شبه مؤكدة من سجن دمشق المركزي بعدرا تفيد بقيام عناصر المخابرات الجوية لنظام الأسد بالدخول إلى السجن والاعتداء جسديًا على المعتقلات بعد إعلانهن إضرابًا مفتوحًا عن الطعام قبل 3 أيام في محاولة منهن للتذكير بأوضاعهن والتعجيل في تحويلهن إلى المحاكم.»

ودعا الائتلاف في بيانه إلى «ضرورة قيام منظمات حقوق الإنسان بالتحرك فورًا إلى سجن دمشق المركزي، والاطلاع على أوضاع السجينات والسجناء فيه، وفي بقية سجون ومعتقلات النظام والتحقق من الظروف التي يعانون منها». كما ناشدت (كلنا شركاء) «المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والصليب والهلال الأحمر الدوليين لزيارة سجن النساء بعدرا، ووقف الاعتداء على المعتقلات وتحسين ظروف اعتقالهن وتقديمهن للمحاكمة فورًا»، نظرًا لوضعهن المزري.
ونظم مجموعة من الناشطين حملة «دعم إضراب المعتقلات في سجن عدرا»، بهدف إيصال قضية المعتقلات إلى العالم، وصفت فيها إحدى الناشطات إضرابهن بـ «جوع ثائر، يلي جوع كافر»، كما أعلن بعض الناشطين إضرابهم عن الطعام تضامنًا مع المعتقلات.
ونظم أعضاء فرع حماة لاتحاد طلبة سوريا الأحرار وقفة تضامنية مع المعتقلات يوم الخميس 4 تموز، وقد تمت الوقفة في منطقة تبعد 50 مترًا عن قلعة حماة والتي تعد أكبر ثكنة عسكرية ضمن المدينة كما تبعد 200 متر عن مقر قيادة الشرطة ومبنى فرع الحزب.
وأصدرت الهيئات المدنية والحقوقية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان في سوريا بيانًا مشتركًا في الأول من تموز أعلنت فيه تضامنها مع إضراب المعتقلات في عدرا و «مطالبهن المشروعة بإيجاد حل لحالهن»، كما طالبوا الحكومة السورية «بالإفراج الفوري عنهن»، وبإحالتهن إلى محاكم «تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة»، ومنح المحتجزات حقوقهن بما فيها «الحق في الوصول الفوري الى محام»، وطالب البيان الحكومة السورية بالتوقف عن ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي.

كما أصدرت المنظمة السورية للمرأة والطفل أيضا في بيان أصدرته دعمها «الإضراب السلمي عن الطعام للمعتقلات السوريات»، كما طالبت منظمة المرأة «المنظمات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان بحماية أرواح المعتقلات السوريات من الخطر والوقوف أمام مسؤوليتهم تجاه المعتقلات السوريات».
يذكر أن هذا الإضراب هو الثاني حيث قام نفس المهجع في 13 آذار الماضي بإضراب عن الطعام، لكنه لم يستمر، بسبب تعرض النساء حينها إلى «قسوة مفرطة» من قبل مأمور السجن، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وقام بوضعهن في زنزانات منفردة عقابًا على تسريب خبر الإضراب إلى خارج السجن كما ذكرت إحدى المعتقلات المفرج عنهن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة