لن تستطيع حصار فكري ساعة (شهادات معتقلات في سجون الأسد)

no image
tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 73 – الأحد 14-7-2013
6
«باعتقالي عرفت معنى الظلم، وزادت إرادتي لطلب الحرية»
عبارة كانت قد لخصتها هدى بعد ما ذاقت ظلم السجان…

وتردف هدى واصفةً لحظات اعتقالها: «لم أكن أتوقع بالبداية أنه سوف يتم اعتقالي مع اثنتين من صديقاتي على حاجز الأربعين، وقلت في نفسي أنه سيتم تفتيشنا وإطلاق سراحنا بعد ذلك، ولكن بعد ساعة من إيقافنا على الحاجز اعتقلونا».
نقلها في سيارة إلى الفرقة الرابعة  في جبال المعضمية مع الضرب والشتم صار ذاكرة لا تنسى.. «شعرت بالخوف حين أصبحت بسيارة الاعتقال مع عناصر الأمن وتم إيصالنا لجبال الفرقة الرابعة مع كمٍّ هائل من الشتائم والضرب ولم يشفع لنا أننا سيدات بل على العكس لأننا من داريا زادوا من إهانتنا».
اعتقال هدى لم يشكل مخاوفًا لديها أو لدى المعتقلات الأخريات، لكن همها الأول كان ابنتها وزوجها.. «ما أصبح يشغل بالي، ابنتي الصغيرة، وخوفي على زوجي من أن  يقوموا باعتقاله هو الآخر».
كانت دقائق صعبة مرت من لحظات حياتها إلى أن تم إدخالها إلى الزنزانة، لكنها لم تدرك أن الأصعب ما هو آتٍ.. «عندما دخلت انعدم الإحساس لدي وشعرت أنني في منام، كانت الغرفة معتمة تحت الأرض وتفوح منها روائح كريهة، وعدد كبير من المعتقلات تجاوزت أعدادهن الثلاثين معتقلة بزنزانة طولها مترين وعرضها مترين»
كما وصفت هدى الوضع الصحي السيء للمعتقلات وعدم العناية بهن حيث لا يتم علاجهن في أغلب الأوقات أو تحويلهن إلى المشفى.. «أصبت بالمرض ولم يتم علاجي أو نقلي للمشفى، وبقيت بالزنزانة غير مكترثين لحالتي الصحية التي بدأت تتدهور مع دخولي للمعتقل… هذا عدا عن إصابتي بالقمل».
تعرضت هدى للتعذيب لسبعة أيام بشكل مستمر، كان «تعذيبًا جسديًا حيث تم ضربي بالعصا، وقاموا بشبحي أكثر من مرة، خلال استدعائي للتحقيق، مما جعلني أنهار من كثرة استجوابي».
تصمت قليلًا وتتابع قولها «هناك ما هو أسوأ من التعذيب الجسدي، التعذيب النفسي، وهو ما لا أحب أن أتذكره والتحدث فيه وهو التحرش المقصود بنا، من خلال تفتيشنا وملامسة أجسادنا بشكل حقير من قبل السجانين، وتهديدنا بالاغتصاب، وسماعي صراخ الشباب أثناء التعذيب وتعرضهم لصعقات كهربائية تجعل أصواتهم تدوي في المكان كله».
وتضيف هدى قائلة أنه رغم كل شيء كان لديها دائمًا «أمل وتفاؤل» بالإفراج عنها بكل لحظة،  ولم تشعر باليأس لحظة واحدة ولم تكن «جدران المعتقل التي قيدت جسدي لتقيد فكري وروحي».
استمر اعتقال هدى مدة شهرين، والتهمة ملفقة لها مسبقًا رغم عشوائية اعتقالها وهي «الطبخ للمسلحين»، وتقول: «كنا نقضي أيامنا في المعتقل بقراءة القرآن مع المعتقلات، وعند تحويلي لعدرا تعلمت شغل الصوف، إذ قامت إحدى الفتيات بتعليمي حياكته».
تختم هدى كلامها: «تعرفت على أناس من مناطق متباينة يختلفون بأطباعهم وطريقة تفكيرهم، ولقد ساهم هذا كله في زيادة خبرتي بالحياة كما تعلمت الصبر، لكنني تمنيت لو أنني خبرته في مكان آخر».




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة