السويداء.. أزمة مياه شرب وسط إهمال حكومي لصيانة الآبار

تركيب مضخة لبئر مياه في السويداء في 10 من حزيران 2022 (الهلال الأحمر)

camera iconتركيب مضخة لبئر مياه في السويداء في 10 من حزيران 2022 (الهلال الأحمر)

tag icon ع ع ع

تشهد محافظة السويداء جنوب شرقي سوريا، أزمة في وصول مياه الشرب إلى بيوت ساكنيها، تزامنًا مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على المياه.

أحد المقيمين في المحافظة (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، قال لعنب بلدي، إن أزمة مياه الشرب التي تشهدها المحافظة تعود لسببين، أولهما ضعف وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، وثانيهما إهمال الحكومة “المتعمّد” لتحسين الواقع الخدمي في المحافظة.

الناشط الإعلامي المقيم بمحافظة السويداء فادي الجبل، وصف في حديث إلى عنب بلدي وضع وصول مياه الشرب إلى المنازل بـ”المزري”، مضيفًا أن عدم وصولها إلى البيوت يجعل الناس مضطرين لشراء المياه من الصهاريج الجوالة، بأسعار عالية قد تصل إلى 45 ألف ليرة سورية مقابل 25 برميلًا من المياه.

وبحسب الناشط، تعرضت أغلب الآبار في المحافظة للسرقة، وسط إهمال يتقصده النظام في صيانتها وإعادتها إلى الخدمة.

ويبلغ عدد آبار مياه الشرب في محافظة السويداء حوالي 250 بئرًا موزعة على عموم المناطق.

وفي 7 من حزيران الحالي، خفضت “المؤسسة السورية للتجارة” مخصصات مياه الشرب المعدنية للمواطنين إلى النصف، من أربع “جعب” كبيرة إلى اثنتين فقط، ومن ثماني “جعب” صغيرة إلى أربع، عازية أسباب ذلك إلى انخفاض منسوب الينابيع وزيادة الطلب على المادة من قبل “البقاليات” والفعاليات السياحية.

وأدى استحواذ حكومة النظام على سوق المياه المعدنية في سوريا إلى خلق سوق سوداء وأزمة في تصريفها، إذ تتكدّس عبوات المياه في المستودعات شتاء وتندر في الصيف.

صيانة آبار بدعم “يونيسف”

ومطلع حزيران الحالي، أعلنت ورشات “المؤسسة العامة لمياه الشرب” بمحافظة السويداء، تشغيل 35 بئرًا بعد إجراء عمليات الصيانة والإصلاح اللازمة لها، بحسب ما صرح به مدير الصيانة والاستثمار في “المؤسسة”، سميح نصر، في حديث إلى الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).

وبحسب نصر، تضمنت عملية الصيانة، تركيب مضخات غاطسة جديدة لعدد منها مقدمة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أما بقية الآبار فاستُبدلت بمضخاتها أخرى جُهزت ضمن قسم الصيانة.

وأوضح نصر أن الفصل الترددي المتكرر للكهرباء، وهبوط الجهد، يعتبر من الأسباب الرئيسة لتعطل الآبار، بالإضافة إلى تشغيل مضخات بـ”ظروف غير طبيعية” بسبب الحاجة إلى تأمين مياه الشرب، موضحًا أن الآبار العميقة هي الأكثر تعرضًا للأعطال.

أزمة في المياه الصالحة للشرب

مطلع تشرين الأول 2021، قالت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، في تقرير لها حول وصول المياه الصالحة للشرب إلى السكان في سوريا، إن النزاع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات أدى إلى إضعاف الوصول إلى الخدمات الأساسية في سوريا، بما في ذلك الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.

فقبل عام 2010، كان 98% من سكان المدن و92% في المجتمعات الريفية يتمتعون بإمكانية موثوقة للحصول على المياه الصالحة للشرب، أما اليوم فالوضع مختلف، إذ تعمل 50% فقط من أنظمة المياه والصرف الصحي بشكل صحيح في جميع أنحاء سوريا.

وأفاد التقرير أن مسببات أزمة المياه عديدة ومعقدة، إلا أن الأمر الوحيد الواضح هو أنها من النتائج المباشرة وغير المباشرة للصراع المستمر.

وتضررت أنظمة المياه بسبب العنف، كما لم يتم إجراء الصيانة المناسبة، وفي بعض الحالات، فقدت المرافق ما بين 30 و40% من الموظفين الفنيين والمهندسين اللازمين للحفاظ على عمل الأنظمة، إضافة إلى مغادرة الكثير من الخبراء سوريا، بينما تقاعد آخرون دون أن يكونوا قادرين على تدريب ونقل المعرفة إلى جيل الشباب الجديد، بحسب التقرير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة