“الفيل الأزرق” في جزئه الأول.. تطور تقنيات الإثارة العربية

camera iconخالد الصاوي وكريم عبد العزيز في مشهد من فيلم الفيل الأزرق الجزء الأول (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

يحكي فيلم “الفيل الأزرق” عبر جزأين، حكاية الطبيب النفسي يحيى، الذي يعالج حالتين مستعصيتين بقسم “8 غرب” في “مستشفى العباسية”، في العاصمة المصرية، القاهرة.

يضطر يحيى للعودة إلى العمل في المستشفى بعد انقطاع، ويُعيَّن ضمن قسم “8 غرب” المختص بالحالات المستعصية، حيث يجد صديقه القديم شريف الكردي (أدى دوره خالد الصاوي) المتهم بجريمة قتل زوجته.

يعاني شريف من حالة مستعصية جدًا تتشابه مع انفصام الشخصية ويحاول حلها، ليكتشف أنه يواجه جنيًا يدعى نائل، سيطر على عقل صديقه، فتتحول مهمة البطل من معالجة صديقه إلى إنقاذه من حكم الإعدام.

صراع خطير يخوضه يحيى ضد نائل، تزيد من صعوبته عقبات درامية عدة تواجه مهمته المعقدة، إلى جانب اكتئابه الشخصي.

يبدأ الجزء الأول من “الفيل الأزرق” خلال الدقائق العشر الأولى، بشرح طبيعة حياة الدكتور يحيى، مع مشاهد متتالية ذات دلالة على الفوضى التي تسودها بعد وفاة زوجته وابنته في حادث سير، تسبب به قبل سنوات، وهو ما أدخله في حالة اكتئاب لخمس سنوات.

ومع قرار يحيى العودة مرغمًا إلى العمل، ينتهي التقديم للشخصية ويبدأ الدخول في القصة الأساسية، التي تعد من أفضل ما قُدّم في السينما العربية على صعيد أفلام الإثارة، خاصة أن كاتب الرواية الأساسية والسيناريو للفيلم أحمد مراد، هو خريج المعهد العالي للسينما، ولديه خبرة في العمل السينمائي وتعقيداته.

ورغم أن المخرج استطاع تحفيز الممثلين لتقديم أفضل ما لديهم، ترك في المقابل ثغرات لبعض الأخطاء الفنية، منها المساحة الكبيرة للحوارات بين الأبطال في بعض المشاهد، كما حصل في مشهد لقاء لبنى ويحيى، وهو المشهد الأول الذي تظهر فيه الممثلة نيللي كريم.

إذ كان يمكن تقديم المشهد بصريًا بشكل أفضل، بما يعطيه الأهمية الكافية، على اعتبار أنه يمهد لدخول لبنى، وهي شقيقة شريف، إلى القصة.

النقطة الثانية التي مثلت ضعفًا لدى المخرج، وكذلك لدى كريم عبد العزيز، بطل الفيلم، هي تكرار لحظات نمطية يعتمدها كريم في أفلامه، بإلقاء دعابة يختم بها أي مشهد، وهو ما قدمه بنفس الأداء ونفس طبقة الصوت في أكثر من فيلم، بينما يفترض لشخصية يحيى، كما قدمها الفيلم، أن تتعامل بطريقة أعمق مع بعض اللحظات.

يحمل الفيلم نقاطًا إيجابية عدة، أهمها رفع المستوى التقني لأفلام الإثارة في السينما العربية، كما يفتح الباب لتناول موضوعات مختلفة غير نمطية، لإثبات قدرة السينما العربية على المنافسة وتنفيذ تقنيات “غرافيكس” جيدة، على المستوى العربي والعالمي.

يلاحظ المتابع لأفلام المخرج وحيد حامد، تطور أدائه إخراجيًا منذ فيلمه الأول “عمارة يعقوبيان”، وهو ما يعكسه التطور في اللقطات وفلسفتها وشرحها، إذ تمكن حامد في “الفيل الأزرق” من الأدوات والتفاصيل الفنية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة