سالم المسلط رجل التقاربين.. عسكري مع تركيا وسياسي مع السعودية

رئيس الائتلاف السوري المعارضة سالم المسلط (عنب بلدي)

camera iconرئيس الائتلاف السوري المعارضة سالم المسلط (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

في 12 من تموز الماضي، انتخبت الهيئة العامة “للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، سالم المسلط، الذي شغل عدة مناصب سياسية في المؤسسات والهيئات السياسية للمعارضة السورية بعد العام 2011، رئيسًا للائتلاف.

ويعتبر المسلط، الباحث السابق في “مركز الخليج للأبحاث”، من التيار المحسوب على المملكة العربية السعودية في الائتلاف.

وسبق وصول المسلط إلى رئاسة الائتلاف صراع سعودي- تركي على عدة مستويات، أحدها السيطرة على مؤسسات المعارضة، تبعه تخفيض حدة التوتر بين الدولتين منذ بداية العام الحالي.

وركز المسلط خلال حديثه في أول مؤتمر صحفي له بتاريخ 13 من تموز الماضي، على العمل مع “الأشقاء العرب، وعلى رأسهم السعودية ودول الخليج”، ومع “تركيا وأصدقاء الشعب السوري”.

وقال المسلط إن “منهج اليد الواحدة هو الشعار الأبرز لجدول أعمال الائتلاف في المرحلة القادمة”، وسيمد الائتلاف يده للجميع، مؤكدًا “الحفاظ على مبدأ الثورة”، والاختلاف موجود، بحسب قول المسلط، لكن الخلاف مرفوض.

واعتبر المسلط أن ما يقوله الشعب هو عنوان المرحلة الحالية، مسميًا إياها بـ”مرحلة الإصلاح، والتصالح والوحدة بين مؤسسات المعارضة”.

المسلط من مواليد الحسكة عام 1959، حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأمريكية، ليعمل بعدها باحثًا في “مركز الخليج للأبحاث” في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة.

وشغل بين العامين 1998 و2011 منصب نائب مدير عام “مركز الخليج للأبحاث”.

برزت مشاركة المسلط في العملية السياسية السورية بعد العام 2011، بعدة مناصب حسبما ذكر الموقع الرسمي لـ”الائتلاف الوطني”:

رئيس مجلس القبائل السورية.

شيخ قبيلة الجبور في سوريا والعراق.

عضو المكتب التنفيذي لـ”المجلس الوطني السوري”.

عضو مؤسس في “الائتلاف الوطني السوري”.

وكان عضوًا في “الهيئة العليا للمفاوضات والناطق الرسمي لها”، كما أنه عضو الهيئة السياسية للائتلاف في عدد من الدورات.

عبر الإعلام السعودي.. مغازلة للسعودية وتركيا

في أول لقاء صحفي مع وسيلة إعلام سعودية، وصفت صحيفة “عكاظ” في مقدمة لقائها مع المسلط، في 13 من آب الحالي، بأنه “الرجل التوافقي”.

وتحدث المسلط لـ”عكاظ” عن رغبة الائتلاف بالتوازن في العلاقة بين تركيا ودول الخليج، مؤكدًا أن “دول الخليج خصوصًا المملكة هي الرافعة الحقيقية للشعب السوري وقضيته العادلة”.

وتحتاج المعارضة السورية إلى العمق العربي والإقليمي، وخصوصًا المملكة العربية السعودية التي لم تتأخر عن دعم تطلعات الشعب السوري منذ بداية الثورة، حسب قول المسلط.

وأشار المسلط إلى الدعم التركي المقدم للمعارضة السورية، كما أنها تدعم بدورها أيضًا عودة العلاقات بين الائتلاف والدول العربية، فالائتلاف حسب المسلط حريص على أن تكون العلاقات جيدة بين تركيا والدول العربية، والمعادلة (العربية- التركية) من شأنها وقف المخطط الإيراني في حال وجود تحالف خليجي- تركي.

ولم تتأخر السعودية يومًا، حسب المسلط، عن دعم الشعب السوري على المستوى الإغاثي والسياسي، و”نحن نرى أن المملكة هي العمق الاستراتيجي لسورية، لذا من الطبيعي أن تكون تحركاتنا الخارجية باتجاه السعودية ودول الخليج، وهذا لا يمكن أن يخالف مصالح أي دولة داعمة للشعب السوري”.

تحركات على المستوى العسكري

أجرى المسلط عدة زيارات التقى خلالها بالقيادات العسكرية لـ”الجيش الوطني السوري” والشرطة العسكرية والقضاء العسكري في الشمال السوري، حسب الموقع الرسمي للائتلاف.

كما التقى في 10 من آب الحالي، مع مدير إدارة الشرطة العسكرية العميد أحمد كردي، ومدير إدارة القضاء العسكري العميد عرفات حمود، ومدير إدارة التوجيه المعنوي وعدد من الوزراء وأركان “الجيش الوطني”، بحضور رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، وعدد من أعضاء الهيأتين السياسية والعامة.

والتقى المسلط مع قيادة الفيلقين الثاني والثالث في “الجيش الوطني” العاملين في ريف حلب، و”فيلق الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” العاملين في إدلب إلى جانب ريف حلب، حسب تغريدات للمسلط عبر حسابه في “تويتر”.

لقاءات المسلط العسكرية لم تقتصر على القيادات من الصف الأول فقط في “الجيش الوطني”، إنما شملت قياديين في الصف الثاني، إلا أنهما من أكثر القيادة إثارة للجدل والانتقادات في أوساط المعارضة ذاتها.

إذ نشر قائد “فرقة السلطان سليمان شاه”، محمد الجاسم المعروف بـ”أبو عمشة”، صورًا لمنحه وسامًا من قبل المسلط في مقر “فرقة الحمزة”، ويعتبر الفصيل من أكثر فصائل “الجيش الوطني” تبعية لتركيا.

وعرف عن “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) أنه من أكثر فصائل “الجيش الوطني” مشاركة إلى جانب الجيش التركي في معارك ليبيا، وإقليم كاراباخ المتنازع عليه من قبل أرمينيا وأذربيجان.

وانتقد ناشطون صورة جمعت المسلط مع قائد فصيل “أحرار الشرقية”، أحد الهايس المعروف بـ”أبو حاتم شقرا”، المعاقب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، في 28 من تموز الحالي، عقوبات على القياديين في “تجمع أحرار الشرقية” أحمد إحسان فياض الهايس، ورائد جاسم الهايس الملقب بـ”أبو جعفر شقرا”، وعلى فصيل “أحرار الشرقية”.

وكان سبب فرض العقوبات على “أحرار الشرقية”، نتيجة اتهامهم بقتل الناشطة السياسية هفرين خلف قبل عامين.

سالم المسلط وأبو حاتم شقرا

اللقاء مع الفصائل المدعومة من تركيا توجه المسلط بلقاء مع مستشار الرئيس التركي، إبراهيم كالن، في 18 من آب، وقال إنه بحث معه “أوضاع السوريين في تركيا، وسبل مواجهة التصعيد المستمر على درعا في الجنوب، وإدلب في الشمال، ودور تركيا المحوري في ذلك”.

المسلط هو الرئيس العاشر للائتلاف السوري المعارض، وسبق أن شغل المنصب مجموعة من السياسيين والمفكرين السوريين، بمهمة تؤثر بها دائمًا التوازنات بين دول المنطقة المؤثرة في سوريا، إلى جانب الصراع الروسي- الأمريكي.

عشر شخصيات سورية شغلت منصب رئيس “الائتلاف السوري”




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة