“شتّي يا بيروت”.. إنتاج لبناني بنصّ وأبطال سوريين

tag icon ع ع ع

يروي مسلسل “شتّي يا بيروت” قصة مستمدة بفكرتها وتنفيذها من خليط ثقافي متعدد الجنسيات، باعتبار أن الخطوط الأولى للقصة ليست غريبة عن الدراما والسينما التركية.

الإنتاج الفني والمالي للعمل هو لبناني، ورغم ذلك، يتصدّر أدوار البطولة المطلقة في العمل مجموعة ممثلين سوريين فقط، لعب إلى جانبهم ممثلون لبنانيون أدوارًا مساعدة.

تحت المطر، وفي ليلة تواطأ فيها العاشقون وغفل الأهل، يذهب “عبد الله” بحبيبته “مريم” ويتزوجان دون رضا والدها، عم “عبد الله”، الذي يكتشف مكان الشاب، حيث يقيم مع الابنة التي تزوجت دون مباركة والدها، فيقصدهما بسلاحه، والنتيجة موت هذا العم برصاصة خرجت من مسدسه، لكن خلال عراكه مع ابن أخيه، ما يعني أن “عبد الله” صار قاتلًا بنظر عائلة عمه، رغم تبني والده للحادثة، وتحمّله السجن والتجريم.

حادثة القتل غير العمد هذه التي جرت في أولى حلقات العمل، فتحت جرحًا لن يندمل حتى الحلقة الأخيرة، باعتبار أن هناك من يحرّك المياه الراكدة، ولا يسمح للماضي بالبقاء حيث حصل، دون استحضار شبحه، فالقضية أن هروب “عبد الله” و”مريم” كان يمكن أن يصحبه هروب أختها “يم”، مع “عبد القادر” شقيق “عبد الله”، لولا أن “يم” آثرت رضا والدها على حب حياتها.

وأمام راحة تعيشها “مريم” وزوجها بتصورات “يم”، رفضت الأخت الزواج من “عبد القادر” قبل أن يأتيها بأخيه لتنتقم لدم والدها، ما يعني دسائس وخيانة أخ على يد أخيه، وإذكاء لنار الانتقام، وكل ذلك باسم الحب، وهي أسطوانة جديدة نسبيًا على الدراما السورية التي قدمت أفكارًا تقليدية في عداء الإخوة، كعدم التوافق على الإرث والمال، أو الكره المتبادل لأسباب مختلفة، ودون أن يصل الأمر إلى حد القتل وخيانة الأخ لأخيه وتسليمه لعدوه، ودون أن يقترن الأمر بـ”زواج الخطيفة”، وهو موضوع نادر التداول في الدراما السورية أيضًا.

ورغم أن العمل امتد على مدار 30 حلقة قصيرة نسبيًا، إذ يتراوح طول الواحدة منها بين 30 و35 دقيقة، متضمنة أغنية شارة العمل، فإن خطوات إصلاح العلاقة بين الأخوين كانت متسرعة، وتفتقر لجانب الإقناع، رغم أن “الدم ما بيصير مي”، وغيرها من الأمثال التي تقود بنهاية المطاف إلى أصالة وحقيقة هذا النوع من العلاقات الإنسانية.

المسلسل، من حيث الفكرة، لم يأتِ بجديد أكثر من تسليط بعض الضوء على أزمة المحروقات في لبنان، ومحاولة تهريبها من لبنان إلى سوريا، بينما يغيّب كليًا دور السلطات وصورة الدولة ومؤسساتها، بل وتتحول السلطة إلى مؤسسة تدفع بالمشكلات بعيدًا عنها بدلًا من حلها، ويتجلى ذلك بوضوح حين يقنع رئيس المخفر السوري طرفي المشكلة، “عبد الله” وابن عمه “منّاع”، بالسفر إلى لبنان، ليلتقيا هناك.

جرعة جرأة آخذة بالتصاعد في الأعمال المشتركة، وطفل مصاب بـ”متلازمة داون” ليجسد دور “أيوب”، ابن “عبد الله”، وقصص جانبية قائمة على أساس الحاجة والظروف، وقصة حب تولد دون أن يقر الواقع بمنطقيتها، زوايا حضرت في العمل على عجل ليقفل أبواب القصص الجانبية دفعة واحدة دون منحها مبرراتها.

اللافت في “شتّي يا بيروت” تصدير البطولة لممثلين سوريين رغم أن الإنتاج لبناني، وهذه القاعدة تخالف سنن الأعمال المشتركة، أو السورية- اللبنانية منها، باستثناء الجزء الخامس من مسلسل “الهيبة”، الذي قدّم البطولة والبطولة المضادة لممثلين سوريين، هما تيم حسن وعبد المنعم عمايري.

أنتجت “شتّي يا بيروت” شركة “الصباح” عن نص السوري بلال شحادات، في تعاون جديد للكاتب مع الشركة بعد أعمال سابقة مثل “لا حكم عليه”، و”2020″، وهما عملان كتبهما شحادات بالشراكة مع الكاتبة اللبنانية نادين جابر، التي كتبت بمفردها خلال الموسمين الرمضانيين السابقين جزأي مسلسل “للموت” خارج سرب شركة “الصباح”.

تشارك بطولة العمل كل من عابد فهد وإيهاب شعبان ورامز الأسود ولين غرة، إلى جانب زينة مكي وحضور موفق للممثل فادي أبي سمرا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة