غادة شعاع.. “نازية” بجانب القيادة السياسية لكنها منتقدة لـ”الرياضية”

camera iconالرياضية السورية غادة شعاع خلال تكريمها بوسام الرياضة السورية من قبل اللجنة الأولمبية السورية- 4 من آب 2022 (الاتحاد الرياضي العام)

tag icon ع ع ع

تداولت وسائل الإعلام المحلية اسم الرياضية السورية غادة شعاع خلال الأسبوع الماضي، بعد تصريحاتها المنتقدة لـ”القيادة الرياضية” في سوريا، وللوضع التي وصلت إليه الرياضة، قبل أن يجري تكريمها من قبل اللجنة الأولمبية السورية، معلقة، “تكريمي في بلدي خطوة إيجابية”.

وظهرت غادة شعاع من خلال برنامج “الكابتن” على قناة “سوريا دراما” الحكومية، في 29 من تموز الماضي، في مقابلة لأكثر من ساعتين، وجهت في معظمها انتقادات وأوضحت أخطاء الإدارة الرياضية في سوريا.

وأرجعت شعاع نجاحاتها وبطولاتها السابقة إلى مدربها الروسي باريس بوتيس، وأكدت أنه لا يوجد أي شخص غيره أسهم في تلك النجاحات.

وأوضحت شعاع وجود أخطاء كثيرة من “القيادات الرياضية”، وأن الاخطاء الإدارية واللوجستية تتكرر منذ 30 عامًا، وأنه يجب عليهم أن يغيروا “ثقافتهم” بطريقة العمل في الرياضة السورية.

وانتقدت شعاع المسؤولين الرياضيين قائلة، “من لا يستطيع تقديم شيء للرياضة السورية عليه أن يترك الكرسي لأحد آخر”، وأضافت، “من يعلم من المسؤولين الرياضيين بأنه مقصر ويستمر في منصبه فهذه كارثة بحد ذاتها”.

وهاجمت صاحبة الميدالية الذهبية الوحيدة بتاريخ سوريا الرياضي، في المقابلة، المسؤولين الرياضيين السابقين، بأنها وُعدت بكثير من الأمور ولم يوفَ بأي منها، كما لم تُكرم في تلك الفترة بل حُوربت ممن وصفتهم بـ”المتسلطين على السلطة الرياضية”.

بينما توجهت بالشكر في ذات المقابلة إلى كل من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لإرسالها لتلقي العلاج في ألمانيا، كما استذكرت باسل الأسد الشقيق المتوفى لرئيس النظام بتكريمه لها بسيارة، في إشارة منها إلى أنه “الوحيد” الذي كان يهتم لأمر الرياضيين، كما شكرت منال الأسد زوجة الشقيق الثاني للأسد ماهر، وهو قائد “الفرقة الرابعة”.

وفي 4 من آب الحالي، وبعد 26 عامًا على فوزها في الأولمبياد، منحت اللجنة الأولمبية السورية غادة شعاع وسام الرياضة السورية.

وأعلن رئيس اللجنة الأولمبية، فراس معلا، تسمية صالة “محردة” باسم صالة “غادة شعاع”.

في حين أوضحت شعاع خلال مقابلة على هامش التكريم أن التسمية كانت منذ 2004، لكن “الأمور الإدارية” أجّلت إطلاقها بشكل رسمي حتى الآن.

وجه آخر لـ”القيادة السياسية”

ما حدث مع غادة شعاع من محاربة وإهمال من “القيادة الرياضية”، وتجاهل من الإعلام المحلي خلال السنوات العديدة الماضية، على حد قولها، لم يدفعها للوقوف مع ثورة الشعب السوري ضد “القيادة السياسية”، المسؤولة عن تعيين “القيادة الرياضية”، بل على العكس كانت تدعم جيش النظام وتمدح وتشكر رئيس النظام السوري في كل ظهور إعلامي لها.

وفي حزيران 2019، ظهرت غادة وحيّت الجيش السوري ورئيس النظام، بشار الأسد، وزارت جبهات القتال في ريف حماة، وسبقتها زيارة أخرى إلى القلمون في عام 2014، وانتشرت لها صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أسلحة الجيش والجنود.

ولم يتوقف دعم غادة للجيش على الزيارات الميدانية، فبعد غياب عن سوريا لسنوات في ألمانيا، عادت لتصرح في عدة لقاءات تلفزيونية عن دعمها لقوات النظام وللأسد.

وفي لقاء صحفي أجرته مع “شبكة الحقيقة السورية” في “فيس بوك”، في 22 من تشرين الأول 2014، اعتبرت أن ما يحصل في سوريا “رهيب ومحزن”، وأن الحرب زرعت في داخلها الأحقاد تجاه الدول العربية، معتزة بـ”نازيتها السورية”، على حد وصفها، لترسل تحياتها إلى “الجيش وقوات الدفاع الوطني” في نهاية اللقاء.

وتحولت تحيات غادة لجيش النظام ولبشار الأسد إلى أمور روتينية في كل مناسبة ولقاء، وكأنها واجب إنساني ووطني.

غادة شعاع 2014 (وطن أف أم)

غادة شعاع- 2014 (وطن أف أم)

من غادة شعاع؟

ولدت غادة شعاع في بلدة محردة بريف حماة عام 1973، مارست الرياضة منذ كان عمرها 12 عامًا، وكانت لاعبة في منتخب سوريا لكرة السلة.

لفتت غادة شعاع أنظار أهلها لسرعتها الكبيرة عندما استطاعت اللحاق بأرنب هارب والإمساك به وهي طفلة، بحسب ما ذكرته بآخر مقابلة لها.

مارست بعد ذلك عدة رياضات مختلفة حتى استقرت أخيرًا على ألعاب القوى، لأنها رأت إمكانية تحقيق أحلامها بالوصول إلى أفضل المستويات العالمية من خلالها.

حققت غادة شعاع عدة ميداليات عالمية في أثناء مسيرتها الرياضية، منها الميدالية الفضية في بطولة آسيا بماليزيا عام 1991، وفضية دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1993، تبعها الفوز بالميدالية الذهبية في البطولة الآسيوية باليابان عام 1994، وبذهبية بطولة العالم لألعاب القوى بالسويد في العام التالي.

حققت ذهبية الألعاب الأولمبية في أولمبياد أتلانتا عام 1996، قبل أن تغيب عامين بين 1997 و1999 لإصابة بليغة تعرضت لها تلقت العلاج إثرها في ألمانيا.

وعادت لتحرز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية عام 1999 بالأردن في الوثب العالي وفي رمي الرمح، وبرونزية ألعاب القوى في بطولة العالم بإشبيلية الإسبانية في نفس العام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة