بعد ترميمه على نفقة الأهالي..

الموافقة الأمنية تعطل إعادة افتتاح مستشفى “الحراك”

camera iconمستشفى "الحراك" بعد إعادة تأهيله- 22 من آذار 2022 (تجمع أحرار حوران)

tag icon ع ع ع

رغم انتهاء عمليات ترميم مستشفى “الحراك” الحكومي على نفقة سكان مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي، تستمر الأجهزة الأمنية بالمماطلة بإعطاء “الموافقة الأمنية” للبدء بتشغيل المستشفى وتجهيزه بالمعدات الطبية.

وقال أحد أعضاء لجنة الترميم، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن جهود الترميم كانت محلية، إذ تبرع أبناء مدينة الحراك والقرى المجاورة لتغطية تكاليف الترميم التي بلغت نحو 350 مليون ليرة سورية.

وأضاف لعنب بلدي، أن المستشفى جاهز لاستقبال الأجهزة منذ عام تقريبًا، لكن تأخير الموافقات الأمنية يعوق البدء بتوريد وتركيب الأجهزة الطبية.

ويتطلّب تشغيل المستشفى دعم مديرية الصحة لتزويده بكوادر طبية تغطي احتياجاته، وفق ما قاله أحد أعضاء لجنة الترميم.

كما قال الناشط محمد المفعلاني، إن المستشفى مجهز بالكامل من ناحية البناء، وينتظر السكان الموافقة الأمنية لتفعيله.

مستشفى “الحراك” بعد خروجه عن الخدمة جراء قصف من قبل قوات النظام-22 من آذار 2022 (تجمع أحرار حوران)

أهمية مستشفى “الحراك”

في ظل ارتفاع أجور العيادات والمستشفيات الخاصة وارتفاع أجور المواصلات ومخاطر نقل المرضى، يعتبر مستشفى “الحراك” الخيار الأفضل بالنسبة لأهالي الريف الشرقي، الذي تتوسطه مدينة الحراك.

ودفعت أهمية المستشفى وجهاء مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي لإطلاق حملة لترميم المستشفى، الذي تعرض لقصف من قبل النظام السوري خلال سيطرة المعارضة قبل “تسوية 2018”.

وقال الناشط المفعلاني إن السكان ما زالوا ينتظرون افتتاح المستشفى، إذ يتجنب معظمهم الذهاب إلى مستشفى “درعا الوطني” أو مستشفى “إزرع” خوفًا من عمليات اعتقال تنفذها أجهزة النظام الأمنية بحق المطلوبين.

كما أن معظم الأهالي غير قادرين على تحمل أجور سيارات الأجرة للذهاب إلى المستشفيات البعيدة، في ظل تجاوز تكلفة أقل طلب سيارة أجرة 50 ألف ليرة سورية، وفق ما قاله المفعلاني.

وقال أحد وجهاء مدينة الحراك لعنب بلدي، إن أهمية المستشفى تكمن في التخفيف من أثر غياب الوحدات الصحية في ريف درعا الشرقي، فأقرب مستشفى يبعد نحو 15 كيلومترًا.

مستشفيات مغلقة

بعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية، أغلقت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري مستشفى “تل شهاب” و”الشجرة” و”المزيريب” والعديد من النقاط الطبية، بحجة عدم وجود كوادر تغطي هذه النقاط الطبية.

وكان مستشفى “تل شهاب” يخدم معظم سكان ريف درعا، بسبب وجود طواقم طبية ذات خبرة وأجهزة طبية حديثة في المستشفى، لكن النظام رفض تشغيله وحوّله إلى مركز لتقديم اللقاحات.

محمد (40 عامًا) أحد العاملين بالمستشفى، قال لعنب بلدي، إن وجود مستشفى “تل شهاب” أو نقاط طبية يحد من استغلال العيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة للمواطنين.

كما يشكّل الواقع الأمني خطورة على المرضى خصوصًا في ساعات الليل بعد كثرة عمليات “التشليح” التي تشهدها المحافظة، بحسب ما قاله محمد.

تلك الحوادث دفعت بعض الحالات للجوء لأطباء رغم حاجتهم إلى المستشفى، بالإضافة إلى توجه العديد من العائلات إلى القابلات في توليد النساء تجنبًا للذهاب إلى المستشفيات.

وتشهد معظم مستشفيات درعا نقصًا شديدًا في أعداد الأطباء والأدوية العلاجية، وتعطل الأجهزة الأساسية.

كما يعاني القطاع الطبي في مناطق سيطرة النظام أزمات عديدة، أبرزها هجرة الأطباء وندرة بعض الاختصاصات وسوء المرافق الطبية والصحية، إلى جانب أعطال متكررة بالعديد من الأجهزة الطبية والأدوية، تزامنًا مع ارتفاع تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة، ما يجعل دخول المستشفيات “رفاهية” بالنسبة للكثيرين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة