تعمل في 37 نقطة بالمدينة ومحيطها

حافلات تعوّض مدارس دمرها الزلزال بجنديرس

camera iconتلاميذ يصطفون بجانب باص تحول إلى فصل دراسي متنقل للأطفال الذين لم يذهبوا إلى المدرسة في مخيم للنازحين في مدينة جنديريس (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

تنتقل حافلة مجهزة بالأسس اللازمة لتقديم عملية تعليمية في جنديرس شمالي سوريا، مستهدفة طلاب المدينة التي هدّم مدارسها زلزال 6 من شباط الماضي، الذي طال مناطق واسعة وشمال غربي سوريا وجنوبي تركيا.

أطلقت منظمة “أورانج” الوحدات التعليمية المتنقلة، مع بداية نيسان الماضي، وهي تعمل في 37 مركزًا ونقطة تعليمية تتركز في مدينة جنديرس ومحيطها، يجري الوصول إليها بالتعاون والتنسيق مع مديرية التربية في المنطقة، بحسب ما قاله مسؤول التعليم في منظمة “أورانج”، محمد الشهاب.

وأضاف الشهاب لعنب بلدي أن الوحدات التعليمية المتنقلة بدأت بتقديم التدخلات التعليمية عبر فرق مدربة من المعلمين والميسرين الداعمين من خلال آليتين، الأولى عبر حافلات تنتقل بين عدة نقاط يوميًا، تقدّم فيها الدروس التعليمية وأنشطة الدعم النفسي الاجتماعي.

وتهدف هذه الأنشطة لضمان عودة الأطفال إلى الروتين اليومي من خلال متابعة التعلم وتعويض ما فاتهم في الأيام الماضية، وفي الوقت ذاته تقدّم لهم أنشطة داعمة تعيدهم إلى حالة الاستقرار النفسي، بعد تعرضهم لحالة نفسية صعبة، نتيجة فقد كثير من الأشخاص، وتأثرهم بمشاهد دمار منازلهم ومدارسهم، وفق الشهاب.

أما الآلية الثانية، فهي عبر معلم وميسر أنشطة دعم نفسي جوالَين، ينتقلان بين مناطق لا تستطيع الحافلات الوصول إليها بسهولة، ولا تتوفر فيها خدمات تعليمية قريبة من مراكز الإيواء وتجمعات السكان المتضررين من الزلزال.

يستهدف المشروع الأطفال من عمر ست إلى 12 سنة، من الذكور والإناث، ويستفيد من هذه التدخلات أكثر من 3100 طفل، تم تزويدهم بحقائب وأدوات أنشطة الدعم النفسي، بحسب مسؤول التعليم في المنظمة.

ومن مميزات المشروع، إمكانية بدء الدروس مباشرة من دون الحاجة إلى تجهيزات لوجستية كبيرة أو تجهيز بنية تحتية، ومتابعة حركة النزوح، وتزويد الأطفال بالمهارات والمعارف اللازمة للاستمرار في العملية التعليمية وإمكانية دمجهم مع أقرانهم في حال توفرت المدارس بالقرب منهم.

ويرى الشهاب أن الأهالي راضون عن الأنشطة التوعوية التي أسهمت في تعديل سلوكيات الأطفال وتفاعلهم مع مجتمعهم المحيط، إذ إنه مع مرور الوقت أصبحت الوحدات المتنقلة مصدر “أمان نفسي ومساحة تعلم صديقة للطفل”.

ما التحديات؟

ذكر مسؤول التعليم في منظمة “أورانج”، محمد الشهاب، أن بيئة التعليم الجديدة في الحافلات بالنسبة للأطفال، رافقها تخوف من عدم قابليتها لتكون مكانًا ملائمًا للتعليم، وينطبق الأمر على المدرّسين بسبب اختلافها عن الغرف الصفّية في المدارس.

وكانت خطة الزيارات والأنشطة تحتاج إلى متابعة مستمرة وميدانية، مع الحاجة إلى تحديثات بخصوص الاحتياجات التعليمية للأطفال.

بلال سبسبي، مدرّس في إحدى الحافلات التعليمية، أكد لعنب بلدي صعوبة التدريس في الحافلات بالبداية، لكن مع مرور الأيام تكللت العملية بالنجاح، على حد تعبيره، مستندًا إلى ازدياد أعداد الطلاب التدريجي، ورضا الأهالي عن إكمال مسيرة أطفالهم التعليمية.

ويقدّم المدرسون ضمن مشروع الوحدات المتنقلة نشاطات تعليمية وترفيهية هادفة للأطفال، لكن المصاعب التي تواجههم تتمثل بزيادة أعداد الطلاب في هذه الوحدات، والحاجة إلى مزيد من الحافلات من أجل استيعاب هذه الأعداد، بحسب المدرّس بلال.

ما وضع المدارس؟

رئيس المجلس المحلي بمدينة جنديرس، محمود حفار، قال لعنب بلدي، إن المدارس في المدينة عادت للعمل في العموم، لكن المشكلة تتمثل في كثرة وجود المخيمات المحيطة بالمدينة، ما أدى إلى صعوبة انتقال الأطفال من المخيمات إلى المدارس.

وأسهمت الحافلات المتنقلة ضمن المخيمات بحل مشكلة هؤلاء الطلاب، وفق حفار، الذي أكد وجود خطة لاستحداث عشرة مراكز تعليمية ضمن المخيمات.

وركّز المدرّسون خلال الفصل التعليمي الثاني بعد الزلزال على تكرار مواضيع الفصل الأول، وعلى تنفيذ نشاطات ترفيهية للأطفال، بحسب حفار، موضحًا أن الدعم الموجود غير كافٍ لتلافي الأزمة، واصفًا الوضع التعليمي بالمدينة بـ”المتوسط”.

بعد أكثر من أربعة أشهر على وقوع الزلزال، لا يزال 3.7 مليون طفل في سوريا “يواجهون ظروفًا بائسة ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية”، حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وذكرت المنظمة في بيانها الصادر في أيار الماضي، أن “قرابة 1.9 مليون طفل قد تعطل تعليمهم، ولا تزال عديد من المدارس تُستخدم كملاجئ”.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قال في  تقرير له في أيار الماضي، إن “ما لا يقل عن 452 مدرسة ابتدائية وثانوية” تضررت بدرجات متفاوتة شمال غربي سوريا.

ويحتاج أكثر من مليون طفل في سن الدراسة إلى دعم تعليمي، وهم معرضون لخطر ترك المدرسة، وفق التقرير، كما أن ما لا يقل عن 25 ألف معلم يحتاجون أيضًا إلى المساعدة، بما في ذلك “الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي”.

وأطلقت مؤسسة “قيم” الثقافية مشروعًا تعليميًا مشابهًا، في تموز 2019، وهو عبارة عن حافلة متنقلة تستقطب الأطفال في مدينة الباب، بريف حلب الشرقي، وتحوي الأدوات اللازمة للتعليم.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في ريف حلب ديان جنباز




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة