انتهاء حملة اللقاح الثانية ضد “الكوليرا” شمال غربي سوريا

camera iconعامل في فريق "لقاح سوريا" يطعّم السكان في محافظة إدلب- 19 من حزيران 2023 (فريق لقاح سوريا)

tag icon ع ع ع

أنهى فريق “لقاح سوريا”، الاثنين 19 من حزيران، حملته الثانية من اللقاح ضد “الكوليرا” في مناطق شمال غربي سوريا، في إطار السعي للحد من انتشار الوباء، بعد أن استمرت لمدة عشرة أيام.

وتلقى اللقاح مليون و37 ألف شخص في ظل هشاشة القطاع الصحي بالمنطقة، وهو ما ازداد بعد الزلزال الأحدث في 6 من شباط الماضي، الذي أسهم في تراجع القطاع الصحي، وبدمار في بنيته التحتية.

وبحسب مشرف فريق “لقاح سوريا” بمنطقة ادلب، عبد القادر دوشية، فإن الحملة جاءت استكمالًا للمرحلة الأولى في المناطق التي ضربها الزلزال شمال غربي سوريا، وهي الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وفق حديثه لعنب بلدي.

وجرت الحملة في مناطق رئيسة بمحافظة إدلب، شملت حارم، وسلقين، وأرمناز، وقورقانيا، والجزء الشمالي والغربي من جسر الشغور، إضافة إلى مناطق ضمن ريف حلب في كل من الباب، وعفرين، وجنديرس، والأتارب.

واستهدف عمل الفريق ضمن خطته، وفق دوشية، مليونًا و200 ألف نسمة للأعمار من سنة فما فوق في المناطق المحددة، بينما استهدف في الحملة الأولى مليونًا و750 ألف نسمة، من إجمالي 4.5 مليون شخص يعيشون في شمال غربي سوريا.

وعملت المنظمات الإنسانية بالتعاون مع مديرية صحة إدلب على نشر الوعي فيما يتعلق بمرض “الكوليرا”، وتقديم مساعدات إنسانية تعزز النظافة الشخصية للسكان، وتوفير عيادات متنقلة إضافة إلى عمل فريق “لقاح سوريا”، وفق دوشية.

وذكر دوشية أن “الكوليرا” مرض جرثومي خطير ينتشر بشكل رئيس عبر الأطعمة والمياه الملوثة، وهذا أحد أسباب اختيار المناطق المستهدفة التي فيها كثافة سكانية عالية، وبيئة غير صحية تساعد على انتشار المرض.

الزلزال زاد من الانتشار

تسبب الزلزال، في شباط الماضي، بأضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات، وزاد من تردي الأوضاع الإنسانية في المنطقة، التي تعاني بالأساس عجزًا في الاستجابة الإنسانية بجميع قطاعاتها.

وبحسب عبد القادر دوشية، فإن الزلزال أثر على المرافق الصحية في المنطقة، بعد دمار جزء كبير من بنيتها التحتية، التي كانت أساسًا متهالكة بسبب قصف قوات النظام والطيران الروسي على مدار عقد من الزمن.

وشرد الزلزال مئات الآلاف من العائلات نحو المخيمات العشوائية، التي تعتبر بيئة غير صحية، و”بؤرة” قد تساعد في انتشار الأمراض، بحسب دوشية.

وأشار إلى أن اللقاح فموي مقدم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ومصنّع وفق معايير منظمة الصحة العالمية.

وحسب التحديثات الأخيرة لشبكة “الإنذار المبكر“، وصلت الإصابات إلى 96 ألفًا و456 حالة مشتبهة، و739 حالة إصابة إيجابية، فيما بلغ إجمالي الوفيات حتى الآن 23 حالة وفاة، في عموم مناطق شمال غربي سوريا.

مسؤول ملف “الكوليرا” في مديرية صحة إدلب، دريد الرحمون، قال لعنب بلدي، إن منطقة إدلب شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابات بالمرض، فبعد أن كانت نحو أربع إصابات أسبوعيًا، ازدادت لتصل إلى 12 إصابة يوميًا، كما ازدادت نسبة الإشغال في مراكز علاج المرض إلى ستة أضعاف.

وأضاف أن جميع الجهات العاملة في القطاع الصحي عملت منذ بداية انتشار المرض، في أيلول 2022، على احتواء المرض ومحاولة الحد من انتشاره، من خلال زيادة مراكز العلاج، وتوسعتها لزيادة قدرتها الاستيعابية للمرضى المصابين.

كما عملت مديرية الصحة في إدلب على إنشاء ثمانية مراكز إماهة فموية (ORS) للحالات البسيطة، ويوجد أربعة مراكز قائمة تستقبل المرضى بسعة 120 سريرًا، ونسبة إشغالها تصل إلى 20%، مع وجود اختصاصيين لمتابعة هذه الحالات وعلاجها، وفق الرحمون.

من خلال المراقبة، يتوقع الرحمون “انفجارًا” للمرض في الصيف، مع ازدياد حالات الاسهال، والحاجة إلى استجابة أكبر، مناشدًا بدوره المنظمات الإنسانية الاستجابة للحد من انتشار المرض، وتفعيل المراكز التي أُغلقت كـ”الأندلس” و”الدرية”، وافتتاح مراكز جديدة للعلاج.

عاملة في فريق “لقاح سوريا” تقدم لقاحًا لمتطوعة في “الدفاع المدني” بمحافظة إدلب- 19 من حزيران 2023 (فريق لقاح سوريا)

الأعراض وطرق الوقاية

“الكوليرا” عبارة عن مرض بكتيري جرثومي، عادة ما ينتشر عن طريق المياه الملوثة، التي تسبب إسهالًا وجفافًا شديدًا، ويمكن أن يكون قاتلًا إذا لم يُعالج خلال ساعات.

وبحسب الطبيب محمد خلوف، الذي يعمل في مركز رعاية أولية في بلدة كللي شمالي إدلب، فإن جميع الأشخاص معرضون للإصابة بـ”الكوليرا”، باستثناء الرضّع الذين يحصلون على المناعة من الأمهات المرضعات اللاتي سبق أن أصبن بالمرض.

وأضاف خلوف أن أغلب أعراض حالات “الكوليرا” تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أي مشكلة صحية أخرى، بينما يصاب بعضها الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للمرض غالبًا ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى.

وعن طرق العلاج والوقاية قال لعنب بلدي، إنه “يمكن علاج الكوليرا بسهولة، والوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد، عن طريق استخدام محلول الإماهه الفموية (ORS) وهو بسيط وغير مكلف”.

ونصح خلوف بالحفاظ على النظافة الشخصية باستخدام المياه النظيفة والمعقمات، وشرب المياه النظيفة والآمنة، وتناول الطعام المطبوخ والساخن، ما يسهم في الوقاية من الإصابة بمرض “الكوليرا”.

وختم خلوف حديثه، بأن المرافق الصحية الرديئة، وخصوصًا في المخيمات العشوائية، تعتبر بيئة تسهم في انتشار مرض “الكوليرا”، وعادة ما ينتشر في مخيمات اللاجئين والدول الفقيرة والمناطق التي فيها مجاعة أو حروب أو كوارث طبيعية.

بحسب فريق “منسقو استجابة سوريا”، فإن هناك تراجعًا كبيرًا في عمليات تمويل خطة الاستجابة الإنسانية السنوية لسوريا خلال 2023، إذ لم تتجاوز نسبة الاستجابة عقب الزلزال 27% في القطاع الصحي، رغم الزيارات المتكررة للمنطقة من قبل المنظمات الإنسانية الدولية المعنية بهذا القطاع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة