“بصمة وأثر”.. حملة لتعزيز التماسك المجتمعي في عفرين

أطلق عدد من الناشطين المدنيين في مدينة عفرين شمال غربي حلب، حملة مجتمعية حملت عنوان” بصمة وأثر”.

وتهدف الحملة التي انطلقت في 3 من تموز الحالي، لتجسيد التنوع الثقافي السوري، والتعبير عن التماسك المجتمعي، أمام الانقسام بسبب النزاعات العسكرية في مدينة عفرين ومحيطها.

وساهمت الأعمال العسكرية والخلافات السياسية، باتساع هوة الانقسام بين أفراد المجتمع بين الأكراد والعرب في المدينة، وغياب حلول جذرية لها. 

وقال المنسق الإعلامي للحملة، ميلاد شهابي لعنب بلدي، إن الهدف الأساسي من الحملة هو الحفاظ على “النسيج السوري”، وتخفيف حدة النزاعات وتغيير النظرة بين المكون العربي والمكون الكردي.

ووفق شهابي، انطلقت المبادرة بدعم من منظمة “بيتنا سوريا”، والتي تقدم منحًا للفرق التطوعية لدعم مبادرات مجتمعية في الشمال السوري ضمن عدة مجالات، منها تمكين المرأة والتماسك المجتمعي والمشاركة السياسية وحماية الطفل.

ويتألف فريق الحملة من 15 متطوعًا ومتطوعة، من الأكراد من سكان المدينة ومن هجر إليها من باقي المحافظات السورية.

وتضمنت الحملة رسم لوحات جدارية، وعروضًا  مسرحية في المراكز الثقافية في المدينة، وأنشطة ثقافية أخرى، ومن المقرر أن تنتهي في 20 من تموز الحالي.

صعوبات وتحديات

من جهته يرى أحمد حزوري، أحد أعضاء الفريق الإعلامي، وينحدر من مدينة حمص، وسط سوريا، أن المدينة تواجه انتشارًا للنزاعات الشفهية بين العرقين العربي والكردي.

“ليس كل عربي هو من الفصائل العسكرية التي ترتكب انتهاكات في منطقة عفرين، وليس كل كردي هو منتم لجزب العمال الكردستاني أو لقوات سوريا الديمقراطية”، قال لعنب بلدي.

تشكل هذه النزاعات تحديًا كبيرًا لأعضاء الحملة، ويحاولون من خلال الأنشطة الفنية التخفيف من النزاعات، وإضفاء لمسة فنية على المدينة ونقل الرسائل الإيجابية.

كما عمل الفريق سابقًا على عدة حملات مجتمعية، للحفاظ على النسيج السوري ما بين العرب والأكراد.

ويواجه فريق حملة “بصمة وأثر” تحد في إمكانية تغيير وجهات النظر، وبحسب ميلاد شهابي، فإن وجود نشطاء من المكون الكردي من أبناء مدينة عفرين، هو نقطة إيجابية تساعد على تجاوز التحديات والمساهمة في التغيير، بهدف الحفاظ على النسيج المجتمعي في المدينة.

وأضاف، أن الشرخ الحاصل في المجتمع نتيجة النزاعات المسلحة بين الفصائل العسكرية في عفرين، يشكل صعوبة للفريق في تغيير وجهات النظر والحفاظ على المكونات المجتمعية وحقوق المدنيين الموجودين بعفرين.

وقال شهابي، إن الفريق يسعى لإعطاء صورة إيجابية عن المنطقة، ويأمل أن تتعاون معهم كافة المؤسسات المدنية وكذلك الشرطة المدنية والقضاء، ليكونوا منصفين بحق المدنيين القاطنين في المدينة سواء كانوا عرباً أم أكرادًا.

في حين، اعتبر نبيل شيخ عمر أحد أعضاء الحملة، أن هذه الأنشطة تعكس القيم المشتركة، و التنوع الثقافي لتعزيز قيم التفاهم و التعاون بين أفراد المجتمع من خلال الأعمال الفنية.

فلطالما كان التنوع الثقافي أحد الأصول الثقافية الهامة في بناء مستقبل سوريا، يعكس التنوع الثقافي في المجتمع السوري الثراء الثقافي والتاريخي للبلاد، وفق شيخ عمر.

وقال في حديثه لعنب بلدي، أنه ورغم كل التحديات التي تواجهها سوريا حاليًا، فإن التنوع الثقافي يمثل فرصة للتعايش السلمي والتفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة.

ويأتي هذا الأمر من خلال الاحتفاظ بالتراث الثقافي وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، ويمكن للمجتمع السوري البناء على هذا التنوع والعمل معًا نحو مستقبل أفضل.

الفرق التطوعية

شهدت مناطق شمال غرب سوريا مع مطلع 2020، انتشارًا كبيرًا للفرق التطوعية بمختلف المجالات، ويعتبر الطالب الجامعي العمود الفقري لهذه الفرق.

وعلى الرغم من إيجابيات النشاط المجتمعي المدني، فإنه اتسم بنوع من العشوائية، وغياب الاستراتيجية والاستدامة، بحسب ما قاله الناشط جوان حمزة، وهو مدرب مبادرات مجتمعية وأحد سكان مدينة عفرين، منتقدًا غياب الاستمرارية والاستدامة في الحملات المجتمعية والمبادرات التي تنطلق بمناطق ريف حلب.

ويضيف، ترتبط هذه التحركات الفنية بالمنح التي تحصل عليها الفرق من المنظمات المدنية، وتنتهي بانتهاء المنحة، وهو ما يعني، غيابًا للأثر وللقيمة المضافة من المبادرات.

وأضاف في حديثه لعنب بلدي، بأن هناك محاولات من خلال تأسيس منتديات شبابية، لتنفيذ حملات موحدة يكون لها أثر أكبر في التغيير، لكنها لم تلق استجابة.

كما أن العناوين الفضفاضة التي تقوم عليها الحملات والمبادرات، لا تترك أثرها في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، وفق جوان.

وختم بالقول، يجب على الفرق التطوعية في مناطق الشمال السوري، تنفيذ حملات موحدة تلقى دعمًا من المجالس المحلية والمؤسسات الأخرى، لتحقيق قيمة وأثر أكبر في المجتمع، تساهم في التغيير.