انقسامات حول قبول أعضاء جدد

قمة “بريكس”.. بوتين يطالب بالتخلص من الدولار والصين تحذر من التكتلات

camera iconالرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في صورة تذكارية على هامش قمة مجموعة "بريكس" التي تستمر ثلاثة أيام في جنوب أفريقيا- 22 آب 2023 (الخارجية الروسية)

tag icon ع ع ع

انطلقت قمة “بريكس” في عاصمة جنوب أفريقيا، جوهانسبرغ، حيث اجتمع زعماء المجموعة، لرسم المسار المستقبلي حول التوسع المحتمل مع أعضاء جدد، واتخاذ خطوات لتقليل هيمنة الدولار على التعاملات التجارية بينهم.

وخلال الكلمة الافتتاحية لقمة “بريكس”، الثلاثاء 22 من آب، قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إن دول المجموعة تشكل ربع حجم الاقتصاد العالمي وخمس التجارة العالمية، إذ وصل حجم التجارة البينية للمجموعة إلى 162 مليار دولار خلال العام الماضي.

ويشارك قادة أربع دول في القمة بصورة شخصية وهم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ورئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا.

بينما شارك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، بسبب وجود مذكرة توقيف بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تعد جنوب أفريقيا عضوًا فيها، ليترأس وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الوفد الروسي في جوهانسبرغ.

بوتين خلال كلمته أكد أن “التخلص من الدولار” في التسويات بين دول “بريكس” عملية “لا رجعة فيها”، وعلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي.

من جانب آخر، أعرب بوتين عن استعداد روسيا للعودة إلى اتفاقية الحبوب في البحر الأسود، في حالة “الوفاء الحقيقي” بالالتزامات تجاه الجانب الروسي.

وأشار بوتين إلى أن روسيا قادرة على “تعويض” صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد هذا العام.

من جهته قارن دا سيلفا بين “بريكس”، ومجموعة السبع، التي تضم الدول السبع الكبرى اقتصاديًا، قائلًا، “إن مجموعة (بريكس) تخطت مجموعة السبع من حيث الإمكانات الاقتصادية”.

واقترح دا سيلفا تبني عملة موحدة بين أعضاء المجموعة، دون أن تحل محل العملات الوطنية، مبررًا ذلك بالفائدة المتوقعة بنمو الاستثمار، وضمان نمو الثقة والقدرة على التنبؤ والاستقرار القانوني والسياسي والاجتماعي للقطاع الخاص.

الصين.. لا تريد صراعًا

أبلغ الزعيم الصيني، شي جين بينغ، مجموعة “بريكس” أن اقتصاد الصين “مرن” وأساسيات نموه على المدى الطويل “لم تتغير”، عبر بيان معد قرأه وزير التجارة الصيني، وانغ ون تاو، في القمة.

أوضح جين بينغ، أن محاولة تأسيس تحالفات عسكرية ستؤثر سلبًا على الاستقرار العالمي، مؤكدًا أن بكين لا تسعى لخوض أي صراع مع قوى كبرى.

وعبر الرئيس الصيني عن مخاوفه قائلًا، “لا نريد حربًا باردة جديدة، ولا تكتلات تتنازع فيما بينها، وإنما نريد الاستقرار والازدهار وهذا منطق التنمية الإنسانية”، مشيرًا إلى أن العالم يشهد “تغيرات غير مسبوقة” والمجتمع الدولي أمام مفترق طرق، والتعاون والعمل الجماعي يجب أن يتغلبا على الخلافات والنزاعات.

وفيما تطرح مسألة توسيع المجموعة، مع أكثر من 40 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى “بريكس”، تقدمت 24 دولة بطلب رسمي لقبولهم، تشير تصريحات القادة إلى انقسامات حول هذه النقطة.

وقال الرئيس البرازيلي خلال بث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جوهانسبرج، “لا نريد أن نكون نقطة مقابلة لمجموعة السبع أو مجموعة الـ20 أو الولايات المتحدة، نريد فقط تنظيم أنفسنا”.

ورجح لولا انضمام الأرجنتين وإندونيسيا للمجموعة، بالرغم من معاناة الأرجنتين من تضخم كبير، وقلة الاحتياطيات الأجنبية، وسداد الديون كجزء من صفقة قرض بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي.

وأفاد مصدر حكومي أرجنتيني مشارك في مفاوضات البلاد للانضمام إلى “بريكس” لوكالة “رويترز”، بأنه من غير المتوقع قبول أعضاء جدد في الكتلة خلال القمة.

ويرى رئيس شركة “أوراسيا” لاستشارات المخاطر السياسية، إيان بريمر، أن إندونيسيا والسعودية هما الأكثر احتمالًا للانضمام إلى المجموعة على المدى القريب.

“بريكس”، تكتل خرج إلى العلن عام 2006، وعقد أول اجتماعاته في روسيا عام 2009، حيث كان يسمى “بريك” ويضم دول الصين، والبرازيل، وروسيا، والهند، قبل أن تنضم جنوب إفريقيا عام 2010 ليصبح اسمه “بريكس”.

وبعد مرور 15 عامًا على عقد القمة الأولى لـ “بريكس”، يمثل اليوم التكتل 42% من سكان العالم، و23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 16% من التجارة العالمية، فيما يعتبر أعضاؤها أن تجمعهم يأتي بديلًا عن “الهيمنة الاقتصادية الغربية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة