الدولار يكسر حاجز 28 ليرة تركية مجددًا.. ما الأسباب؟

تعبيرية- قطع نقدية ورقية تركية من فئة 100 ليرة (ملييت)

camera iconتعبيرية- قطع نقدية ورقية تركية من فئة 100 ليرة (ملييت)

tag icon ع ع ع

كسرت الليرة التركية حاجز 28 ليرة للدولار الواحد، للمرة الأولى بعد هبوط تدريجي شهدته خلال الأيام الماضية، رغم إجراءات اتخذها المصرف المركزي مؤخرًا لضبط قيمة الليرة.

وسجل سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم، الجمعة 20 من تشرين الأول، 28 ليرة تركية، بينما سجل اليورو الأوروبي 29.6 ليرة، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات النقدية.

يأتي انخفاض قيمة الليرة رغم الإجراءات المتكررة التي أعلن عنها المصرف المركزي التركي بهدف ضبط قيمة الليرة، ووسط تسجيل ارتفاع جديد بأرقام التضخم في البلاد.

التضخم والفائدة وراء التراجع

الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، عزا تراجع قيمة الليرة التركية، في حديث إلى عنب بلدي، إلى معاناة تركيا من ارتفاع معدلات التضخم خلال الفترة الماضية، كبقية دول العالم، ما نتج عنه ارتفاع في الأسعار بشكل عام وانخفاض فرصة التصدير للسلع التركية، وذلك انعكس سلبًا على واردات القطع الأجنبي الناتجة عن التصدير الأمر الذي لعب دورًا مهمًا في انخفاض قيمة الليرة.

كما يلعب التحول برفع أسعار الفائدة دورًا في ذلك، بعدما كانت الخطط السابقة مغايرة تمامًا وتسعى لخفض أسعار الفائدة، وفق الباحث.

وفي أيلول الماضي، ارتفع معدل التضخم في تركيا على أساس سنوي إلى 61.53%، مقارنة بشهر آب الماضي، إذ وصلت فيه نسبة التضخم إلى 58.94% على أساس سنوي، بحسب البيانات الصادرة عن “هيئة الإحصاء التركية”، في 3 من تشرين الأول الحالي.

في الاجتماعات الأربعة التي عُقدت بعد تعيين محافظة البنك المركزي المركزي، حفيظة غاية أركان، وصل إجمالي زيادة سعر الفائدة إلى 2150 نقطة أساس، إذ رفع المعدل من 8.5% إلى 30% خلال أربعة أشهر.

ومنذ آخر رفع جرى، في 21 من أيلول الماضي، بدأت الليرة التركية بالانخفاض، إذ كانت تعادل قبل القرار نحو 26.9 ليرة للدولار.

ولم تسهم الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة التركية مؤخرًا عبر رفع أسعار الفائدة ودعم قيمة الليرة بخفض معدلات التضخم، وسط توقعات اقتصادية تشير إلى أن نتائج السياسة الاقتصادية الجديدة تعتمد على عدة سيناريوهات، ولا يمكن أن تظهر قبل سنتين، لأن السياسة النقدية المتبعة سابقًا كانت سياسة “مضرة جدًا” بالاقتصاد التركي، وأثرت بشكل سلبي كبير عليه.

اقرأ أيضًا: رفع ثان للفائدة في تركيا.. متى تنجح السياسة النقدية الجديدة؟

ومنذ تعيين وزير المالية الجديد، محمد شيمشك، في 3 من حزيران الماضي، ورئيسة البنك المركزي التركي، حفيظة غاية أركان، في 9 من الشهر نفسه، بدأ العمل على سياسة نقدية مغايرة وأكثر تقليدية من تلك المتبعة في تركيا منذ سنوات.

وترافق تعيين الشخصيتين الاقتصاديتين البارزتين في البلاد مع توقعات بإدارة اقتصادية مختلفة، تتضمن مكافحة التضخم وارتفاع الأسعار، والاستقرار المالي، عبر العمل على السياسات المالية التقليدية المصممة لجذب رؤوس الأموال العالمية إلى البلاد، الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.

انخفاض الثقة والعنصرية

توجد أسباب أخرى لانخفاض قيمة الليرة، بحسب ما أوضحه الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، تتعلق بانخفاض الثقة بالعملة المحلية وحالة عدم اليقين التي يعيشها المستثمرون خلال الفترة الحالية بعد صدمة الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي، في شباط الماضي.

كما أن الحالة الاجتماعية المتعلقة بالعنصرية التي كانت سائدة في فترة الموسم السياحي خصوصًا، قللت من فرصة تركيا لتكون وجهة سياحية لكثيرين، وفق الباحث، الأمر الذي قلل من حجم الإيرادات من القطع الأجنبي، ولعب ذلك دورًا في انخفاض قيمة الليرة التركية.

ووسط زيادة معدلات التضخم، وانخفاض قيمة الليرة، تشهد الأسواق التركية ارتفاعًا في المستوى العام للأسعار، بالإضافة إلى غلاء المحروقات وأجور المواصلات والمنازل.

ويؤثر انخفاض قيمة العملة التركية على المستوى المعيشي للمواطنين الأتراك، والسوريين في تركيا، ومناطق الشمال السوري التي تعتمد الليرة التركية عملة للتداول في الأسواق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة