مصطفى محمود.. “إسرائيل البداية والنهاية”

tag icon ع ع ع

“وعلى الطرف المقابل، يقف مغتصب يشترط أن تبقى تحت يده الأرض المنهوبة المغتصبة لكي يرضى ويسالم ويصافح ويوقع، إنه شيء أكثر من الإثم، فهو اعتزاز بالإثم”.

يشرح الدكتور مصطفى محمود في كتابه “إسرائيل البداية والنهاية” ظهور إسرائيل، والأفكار العقائدية اليهودية التي استندت إليها لتعزيز سطوتها في المنطقة.

ويتحدث في الكتاب عن المساندة الأمريكية والتأييد الغربي، والتسليح المتفوق والترسانة النووية التي سمحت لإسرائيل باحتلال الأراضي الفلسطينية والجولان، وأيضًا مواقف العرب وضعفهم وتخاذلهم من القضية الفلسطينية.

ويلقي الكتاب الضوء على العقيدة الصهيونية، إذ يشرح محمود كيف استعملت من التوراة عبارة “الأرض التي تدوسها أقدامكم فهي لكم”، لتغطية الانتهاكات والجرائم التي اقترفتها، متسائلًا كم من الأراضي ستحتل أيضًا بهذه الطريقة.

يصف مصطفى محمود النكبة الفلسطينية بأنها جريمة تخاذل يشترك بها الجميع، معتبرًا أن المواجهة ليست بصدد أرض فقط، بل بشأن الدين والكرامة ومستقبل بقاء أو عدم بقاء لدولة لها بصمة عريضة في التاريخ.

يتحدث الكتاب عن “الغدر” الإسرائيلي الذي شمل أيضًا الحلفاء في 16 من أيلول 1948، عندما قدم سكرتير الأمم المتحدة، الكونت برنادوت، تقريرًا عن جرائم إسرائيل في فلسطين، فاغتيل هو ومساعده الفرنسي سيرو.

كما جرى، في 8 من حزيران 1967، إغراق سفينة التجسس الأمريكية “ليبرتي”، وقُتل فيها 34 بحارًا أمريكيًا وجُرح 171 آخرون، وذلك للتغطية على احتلال الجولان.

وتساءل مصطفى محمود في كتابه قائلًا، ماذا استفاد العرب من اتفاقية “الأرض مقابل السلام”، وهل إسرائيل حقًا صديق للعرب؟

وتابع أن العرب “نسوا نهب الأراضي الفلسطينية وتهديد الأراضي السورية، وضرب الأراضي اللبنانية وسكانها بالقنابل من الأرض والجو والبحر، والتهديد بالدمار، هذه هي الصداقة الإسرائيلية”.

ويكشف الكتاب عن المصطلحات التي تستخدمها إسرائيل وتضلل بها، فنهب الأراضي تسميه تصحيحًا للأوضاع، والاستعمار تسميه استيطانًا، وقتل الجار الفلسطيني عدلًا، وتعذيب السجناء إجراء قانونيًا، والتجسس بعثات إعلامية.

الكاتب والفيلسوف والطبيب الذي ألف ما يزيد على 200 عمل وبرنامج تلفزيوني، في كتابه القصير الذي نشر عام 1997، تطرق إلى أهمية الوحدة العربية، معتبرًا أن الموقف العربي كفيل بمواجهة إسرائيل والدول التي تقف إلى جانبها.

وخصص الكاتب فقرات عريضة تناول فيها محاولة السطوة الإسرائيلية على الرأي العام والإعلام، وقطبه المهم روبرت مردوخ، المعروف بدعمه وولائه لإسرائيل، والذي كان رئيس مجلس إدارة مجموعتي “فوكس جروب” و”نيوز كورب” لسبعة عقود، قبل أن يتنحى في أيلول الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة