“شخص غير مرغوب فيه”.. الواقع في شعر سميح القاسم  

الشاعر الفلسطيني سميح القاسم وديوانه “شخص غير مرغوب فيه” (تعديل عنب بلدي)

camera iconالشاعر الفلسطيني سميح القاسم وديوانه “شخص غير مرغوب فيه” (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

منذ البداية، يقدم الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، في ديوانه الشعري “شخص غير مرغو ب فيه”، ما يمكنه التعبير عن الحالة الفلسطينية، في زمن القصيدة، وحتى الوقت الراهن، وعن الحالة العربية، المؤثرة والمتأثرة بسابقتها.

عوامل وأسباب كثيرة وكبرى منحت النص مقاومة لعامل الزمن، فقراءة نص مكتوب في ثمانينيات القرن الماضي، لا تعني الابتعاد عن الحاضر، وما تبع القصيدة بنحو أربعة عقود، لا من باب نبوءة الشعراء والغوص في التكهنات، مقدار ما قد تكون قراءة لواقع المرحلة وظروفها التي لا تعد بخير، ولا تهدي أملًا ليائس.

“شخص غير مرغوب فيه” ديوان بقصائد قليلة، لكنها في الوقت نفسه قصيدة موضوع، لا قصيدة شعور فقط، وهو ما أعطى كل نص مساحته وقدرته على الامتداد والتعبير، والدخول في الواقعية.

وإذا كانت الواقعية عدوة الرومانسية، على مستوى القصيدة، انطلاقًا من رأي نقدي مفاده أن “أكذب الشعر أعذبه”، فالقصيدة السياسية بعيدة عن هذه الرؤية، وتستمد حضورًا أكبر من تجسيد الواقع بصورة مفصلة، والانتباه إلى تفاصيل مهملة.

حملت أولى قصائد الديوان اسم “القصيدة المفخخة”، وهي نص فيه من القوة ما يضعه في الصدارة أمام قصائد سميح القاسم الأخرى في الديوان ذاته، على مستوى لغة الخطاب، والسرد الواقعي، على مرارته، مع تفكيك الحالة، والإشارة إلى وجود أكثر من عدو، أو على الأقل وجود عدو ومتهاونين، والفئة الثانية صنّفها الشاعر كـ”إخوة أعداء”، حين قال، “انتبه، لك أنت صاروخ حقيقي، وللأعداء صاروخ الحوار، وتقول لي الإخوة الأعداء يفترسون حلمك مرة أخرى، وأنت تقول لي عفوًا”.

وإلى جانب قصائد أخرى جاء بعضها مدفوعًا بثقل المناسبة، بما يغيّب ذاتية الشاعر في مكان، لكنها تعود وتعبر عن نفسها في قصيدة “أبي”، وهو نص أو عنوان ذو حضور واضح في الإرث الشعري لشعراء كثر، يخلع فيه الشاعر ثوب الحكمة والفلسفة ويرتدي ثوب الطفولة أمام حضرة الاسم فقط.

أما قصيدة “فسيفساء على قبة الصخرة” فيتجلى فيها “تناص ديني” واضح، يقوم على إدخال الرواية الدينية على القصيدة، وهي ضرورة أكثر من كونها ترفًا، بسبب الأبعاد الدينية التي تحيط بالمكان، والمكانية الروحية له لدى المسلمين بالمجمل.

ولد سميح القاسم في الأردن عام 1939، وهو فلسطيني الأصل من قرية الرامة في الجليل الأعلى، شمالي عكا.

اشتغل بالصحافة والسياسة، وانتقد الوضع المعيشي والأمني في القدس بأكثر من مناسبة، وشهدت مسيرته الفكرية غزارة في الإنتاج الذي يتجلى في 73 كتابًا بالشعر والمسرح والمقالة والترجمة، كما تُرجمت قصائده لأكثر من 14 لغة حية، من بينها الإنجليزية والفرنسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة