“خاتم سليمى”.. التاريخ والرومانسية في رواية

ريما بالي وغلاف رواية خاتم سليمى (تعديل عنب بلدي)

camera iconريما بالي وغلاف رواية خاتم سليمى (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

“عليك أن تمضي إلى حيث ترتاح روحك، ومتى وجدتِ ذلك المكان لا تبرحيه أبدًا، في العلاقات لا تستشيري عقلك فيظلم قلبك، ولا قلبك فيُضلل عقلك، استشيري روحك، وحين ترتاح روحك، يرتاح كل ما فيك”.

عبارات أقرب إلى الأسلوب والأفكار الصوفية الخاصة بالحب، ملأت صفحات رواية “خاتم سليمى” للأديبة السورية ريما بالي.

بين إسبانيا وسوريا، تدور حكاية حب صبغت خيوطها بالدم والأساطير والمسافات والضياع، وما بين كل ذلك، هناك رسالة واحدة، الإنسان إنسان مهما كانت خلفياته الثقافية أو موطنه.

سعت بالي لاستعادة التاريخ السوري في إسبانيا بشكل مختلف، بعيدًا عن الكراهية والتعصب والخلاف إن كان الوجود الإسلامي هناك، لقرون، احتلالًا أم فتحًا، ويحل مكان ذلك كله، الإنسان والمشاعر.

تحاول الرواية الصادرة عن دار “تنمية” في عام 2022، ضمن 300 صفحة تقريبًا، الإجابة عن مجموعة من الأسئلة حول دور الحب في حياة الإنسان واختياراته.

قد يأخذ الإنسان قرارًا في ثوانٍ معدودة، لكن نتائج هذا القرار تستمر لسنوات طوال، وتغدو نتائجها أقسى وأصعب، وكلما طال زمن الانتهاء من القرار، ازداد تأثيره أيضًا.

لكن الحياة، وفق ما تسير أحداث الرواية، تمنح الإنسان الفرص لبناء حياته مجددًا، ولكن  الثمن سيكون باهظًا أيضًا.

بين الحب والتردد والتحدي الناتج عن المسافات، والأساطير لأحياء حلب القديمة تمضي أحداث رواية “خاتم سليمى”، التي تمتعت بأسلوب سردي بسيط، لا يتنافى مع عمق الأفكار الواردة في النص.

وتبدو لافتة التفاصيل البصرية التي صورتها بالي في روايتها، واستغلالها لمواقع الأحداث لنسج الحبكة في الحكاية، وربط الشخصيات المختلفة بمصايرها وآلامها وآمالها، واستغلال الاختلاف للدلالة على التكامل لا الفرقة، وخلق مساحات مشتركة بين بني البشر.

حضرت حلب في “خاتم سليمى” بصورة يعرفها السوريون، مدينة قديمة وخانات وسحر الشرق بين الحارات، اختلفت الصورة بعد سنوات الحرب والعمليات العسكرية، لكن بالي أعادتها مجددًا في روايتها.

ريما بالي لعنب بلدي: حلب تكمل المشهد الإنساني في “خاتم سليمى”

وفي 14 من كانون الأول 2023، أعلنت “جائزة البوكر العالمية للرواية العربية” عن قائمتها الطويلة لعام 2024، وتضمنت 16 رواية، واحدة منها سورية، هي “خاتم سليمى” للروائية ريما بالي.

كما جرى إعلان القائمة القصيرة للجائزة في 14 من شباط الماضي، وضمت روايات لكل من المصري أحمد المرسي، والفلسطيني أسامة العيَسة، والسعودية رجاء عالم، والسورية ريما بالي، والمغربي عيسى ناصري.

وفي 29 من نيسان الماضي، أعلن عن فوز رواية “عناق بلون السماء” من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الكاتب السوري نبيل سليمان، وبعضوية كل من حمور زيادة، الكاتب والصحفي السوداني، وسونيا نمر الكاتبة والباحثة والأكاديمية الفلسطينية، وفرانتيشيك أوندراش، الأكاديمي من الجمهورية التشيكية، ومحمد شعير، الناقد والصحفي المصري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة