عشرات القتلى والجرحى بهجوم يرجح أنه لتنظيم “الدولة” شرقي سوريا

مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" يعلنون بيعتهم لأمير التنظيم "أبو حفص الهاشمي" من البادية السورية- 16 من آب 2023 (معرّف التنظيم الرسمي/ تلجرام)

camera iconمقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" يعلنون بيعتهم لأمير التنظيم "أبو حفص الهاشمي" من البادية السورية- 16 من آب 2023 (معرّف التنظيم الرسمي/ تلجرام)

tag icon ع ع ع

قتل وجرح عشرات الأشخاص بينهم عسكريون، وآخرون من العاملين في شركة “قاطرجي” لنقل النفط بين مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات النظام، إثر هجوم شنه مجهولون في منطقة البادية شرقي سوريا.

وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص أن عشرات القتلى والجرحى وصلوا إلى مستشفى “حمص العسكري” صباح اليوم، الأربعاء 8 من تشرين الثاني، بعد تعرضهم لهجوم في المنطقة الممتدة بين بادية الرصافة غربي الرقة، وصولًا إلى ريف حمص الشرقي.

وتمكنت عنب بلدي من التواصل مع عائلة أحد القتلى، وينحدر من محافظة حمص، إذ قالت إن القتيل كان يعمل سائقًا لدى شركة “قاطرجي”، وأنه قتل أثناء تعرض رتل من صهاريج النفط الذي كان يقود أحدها لهجوم غربي الرقة، ما أسفر عن مقتله إلى جانب آخرين من أبناء المنطقة نفسها.

ولم تتمكن عنب بلدي من التحقق من أعداد القتلى والجرحى عبر مصدر مستقل، بينما نشرت صفحة “حمص 24” المحلية عبر “فيس بوك” قائمة ضمت 21 اسمًا، قالت إنهم قتلى الهجوم نفسه.

إذاعة “شام إف إم” المحلية قالت، إن عددًا من عناصر القوات الرديفة لجيش النظام قتلوا وأصيبوا، خلال صد هجوم نفذه تنظيم “الدولة” من محور الرقة باتجاه النقاط العسكرية بمحيط منطقة الكوم شمال بلدة السخنة الواقعة في منطقة البادية السورية شرقي محافظة حمص، كما قتل وأصيب عناصر من التنظيم خلال الهجوم.

موقع “نهر ميديا” المتخصص برصد أخبار المنطقة الشرقية من سوريا بشكل رئيس، قال من جانبه، إن الطيران الحربي الروسي استهدف في الصباح الباكر مواقع في بادية الرصافة غربي محافظة الرقة، بعد اشتباكات شهدتها المنطقة.

ونقل موقع “أثر برس” المحلي عن مصدر لم يسمّه، أن 21 عنصرًا من جيش النظام والقوات الرديفة به قتلوا إثر هجوم لتنظيم “الدولة” وأصيب سبعة آخرون، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف محور الطيبة الكوم السخنة في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.

ولم يعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم، كما لم يعلن النظام السوري رسميًا عن نتائج الهجوم حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

البادية السورية مسرح للتنظيم

وتعتبر البادية السورية الممتدة بمحاذاة الحدود السورية- العراقية، ذات نشاط كثيف من حيث عمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي اندثرت سيطرته الفعلية في سوريا والعراق منذ عام 2019، عندما سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم من التحالف الدولي على آخر معاقلة في بلدة الباغوز شرقي دير الزور.

واقتصر نشاط التنظيم منذ ذلك الحين على الكمائن، وعمليات الاستهداف الخاطفة التي تستهدف قوات النظام و”قسد” شرقي سوريا.

وفي 24 من تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري عن استهداف مجموعة من تنظيم “الدولة”، كانت تعمل على نصب كمين على الطريق الواصل بين محافظة الرقة وناحية أثريا شرقي محافظة حماة.

وجاء في إعلان الوزارة عبر “فيس بوك”، أن قواتها رصدت مجموعة من تنظيم “الدولة”، كانت تقوم بنصب كمين على الطريق العام شرق أثريا، واشتبكت معها، ما أسفر عن مقتل عنصرين من التنظيم.

اقرأ أيضًا: لغز جغرافيا تنظيم “الدولة”.. قيادة في سوريا والعراق ونفوذ بإفريقيا

ما شركة “قاطرجي”

منذ عام 2021، عقد النظام اتفاقًا مع “قسد”، يقضي بنقل 500 صهريج من المحروقات بشكل أسبوعي من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى النظام، وإرسال 100 صهريج إلى المناطق الخاضعة لنفوذها في مدينة حلب وريفها الشمالي (الشيخ مقصود والمناطق المحيطة بها).

وعُلّق هذا الاتفاق مرارًا خلال أوقات زمنية متفرقة، نتيجة إشكاليات بين الجانبين، لكنه سرعان ما عاد للعمل.

واعتمد النظام السوري، خلال السنوات الماضية بعد بدء الصراع، على أسماء ظهرت “فجأة” في عالم الاقتصاد، ولا تملك تاريخًا في العمل الاقتصادي أو المالي، وتبوأت مراكز وأنشطة اقتصادية تعد تاريخيًا من مجالات نشاط عائلة الأسد، من بينها شركة “قاطرجي”، بحسب دراسة لمركز “حرمون للدراسات”.

وتسيطر “قسد”، منذ نحو ست سنوات، على منابع النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور بدعم من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وتعمل على بيع النفط عبر وسطاء محليين إلى ثلاث جهات رئيسة، هي النظام عبر شركة “قاطرجي”، ومناطق المعارضة عبر شركتي “الروضة” و”الحزواني”، بالإضافة إلى ما تستهلكه السوق المحلية، وبعض الكميات التي تهرّب إلى شمالي العراق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة