مدفوعة بالمحروقات.. ارتفاع أسعار الخضراوات الشتوية بالقامشلي

ارتفاع أسعار الخضراوات الشتوية بالقامشلي

camera iconمحل لبيع الخضروات في شارع عامودا بمدينة القامشلي شرقي الحسكة- 5 من تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/ ريتا الأحمد)

tag icon ع ع ع

الحسكة – ريتا أحمد

تشهد مناطق شمال شرقي سوريا ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخضراوات الشتوية، فضلًا عن ارتفاع أسعار جميع السلع الأساسية التي تورد إلى مناطق “الإدارة الذاتية”، ما دفع بوضع السكان نحو الأسوأ.

حسان خالد (45 عامًا)، يقيم بمدينة القامشلي شرقي الحسكة، قال لعنب بلدي، إنه لاحظ ارتفاع الأسعار المستمر في المدينة بين اليوم والآخر، خصوصًا فيما يتعلق بالخضراوات.

وأضاف أنه عادة ما تكون حجة الباعة لهذا الارتفاع هي تقلبات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، التي أصبحت المحرك الأهم لارتفاع أسعار أي من السلع في المنطقة.

ويشعر سكان الحسكة، حالهم حال سكان محافظات أخرى، بالإرهاق بسبب هذا الارتفاع، إذ يستخدمون الليرة السورية ويتعاملون بها، بينما تسعّر حاجياتهم الأساسية بالدولار الأمريكي، بحسب حسان.

ووصل سعر صرف الليرة أمام الدولار الأمريكي إلى 14150 ليرة سورية لكل دولار واحد، بحسب موقع “الليرة اليوم“، المتخصص برصد حركة العملات.

الأسعار ترتفع مع تحسّن الجودة

في جولة داخل أسواق الخضار بمدينة القامشلي خلال اليومين الماضيين، رصد مراسل عنب بلدي ارتفاعًا في الأسعار، إذ وصل سعر كيلو البندورة إلى 7000 ليرة، بعد أن كان يسعّر بـ5000 ليرة الأسبوع الماضي.

وتتراوح أسعار البطاطا بين 5000 و6000، مسجلة ارتفاعًا بلغ 1500 ليرة سورية عن سعرها خلال الأسبوع الماضي.

هايس عبد الله، مزارع من ريف ناحية الدرباسية في محافظة القامشلي، قرر زراعة الخضراوات الشتوية في الوقت الحالي رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وباشر هايس بزراعة ما يقرب من 20 دونمًا من الخضراوات داخل بيوت بلاستيكية، لحمايتها من التأثيرات الجوية المحيطة.

وبحسب المزارع، فإنه يتكبد تكاليف مرتفعة تجاوزت 8500 دولار أمريكي لزراعة الموسم، واضطر للبحث عن جميع مستلزمات الزراعة عبر السوق السوداء، نظرًا إلى عدم تلقيه أي دعم من مكاتب الزراعة في منطقته.

ونظرًا إلى اعتماده على أسعار السوق السوداء، فإنه صار مجبرًا على بيع منتجاته بأسعار تتناسب مع ما أنفقه خلال إنتاج المحصول، وهو حال المزارعين في عموم المنطقة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وتوقع هايس أن ترتفع أسعار الخضراوات الشتوية في الشتاء المقبل، ما قد يزيد من الضغوط على المزارعين والمستهلكين على حد سواء.

هايس أشار إلى أن تكاليف الزراعة صارت باهظة، بدءًا من التجهيز وحتى الإنتاج، نظرًا إلى كون المحاصيل تحتاج للسقاية والسماد بشكل دوري، ولأن مستلزمات الزراعة مقرونة بالدولار الأمريكي، وهذا ينعكس على أسعار الخضراوات.

وأضاف أن مزارعي الخضراوات يواجهون صعوبات كثيرة، منها ارتفاع أسعار المواد اللازمة للزراعة مثل أسعار النايلون الذي يُستخدم لتغطية البذور النابتة، إذ وصل سعر البكرة بطول 50 مترًا إلى أكثر 190 دولارًا أمريكيًا.

ويبلغ سعر السماد من نوع “متوازن” 150 دولارًا للكيس الواحد بوزن 25 كيلوغرامًا، بينما وصل سعر كيس المبيدات الحشرية إلى 50 دولارًا، إلى جانب ارتفاع أسعار المحروقات.

المحروقات الزراعية لا تكفي

وفي منتصف تموز 2023، رفعت “الإدارة الذاتية” أسعار المحروقات، ما تسبب بموجة من الاحتجاجات في مناطق متفرقة من الشمال السوري.

مسؤول في هيئة الزراعة لدى “الإدارة الذاتية”، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن الدعم الذي تقدمه “الإدارة” لمزارعي الخضار الشتوية يقتصر على المحروقات الزراعية لا أكثر، ولا تكفي المزارعين لموسم كامل، ما يجبرهم على شراء المحروقات من السوق السوداء.

طال رفع الأسعار مادة المازوت المخصصة للمركبات، إذ ارتفع سعر الليتر الواحد من 525 إلى 2300 ليرة سورية، وارتفع سعر ليتر المازوت “الحر” من 1700 إلى 4600 ليرة.

وكانت مسؤولة “الرئاسة المشتركة للإدارة العامة للمحروقات” في شمال شرقي سوريا، عبير محمد خالد، علقت في تصريح صحفي على القضية بقولها، إن ارتفاع سعر مادة المازوت شمل كل المنشآت الصناعية، والسيارات السياحية، والمستشفيات الخاصة والشركات الخاصة، ومؤسسات “الإدارة الذاتية” المدنية والعسكرية.

بينما لم يطرأ أي تغيير على أسعار المازوت الخدمي (الأفران أو الأمبيرات أو مازوت التدفئة أو المازوت الزراعي).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة