بعد جفافها..

خضراوات وحبوب مكان القوارب في بحيرة المزيريب

بحيرة المزيريب في ريف درعا الغربي تحولت لأرض زراعية - 17 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconبحيرة المزيريب في ريف درعا الغربي تحولت لأرض زراعية - 17 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

بعد أن كانت تعج صيفًا بالسائحين المبحرين عبر القوارب في مياهها العذبة، تحولت بحيرة المزيريب في ريف درعا الغربي إلى أرض جافة مزروعة بالبندورة والخيار ومن قبلهما القمح.

وزرع بعض السكان المجاورين للبحيرة أرضها، بحجة أنها أرض جرداء لم تعد المياه تجري فيها، كما شمل التعدي على البحيرة القسم الغربي من محيطها المزروع بأشجار الكينا، والذي زُرع بمحصول الشعير ما حرم السكان من متعة الجلوس تحت ظل الأشجار، كما تعرض عدد كبير من الأشجار للتحطيب.

معتصم الزراق، ناشط إعلامي مقيم في البلدة، قال لعنب بلدي، إن السكان المجاورين للبحيرة زرعوا أرضها بالقمح والشعير بشكل كامل موسم الشتاء الماضي بعد جفاف البحيرة.

وبعد القمح والشعير، زُرعت أرض البحيرة بمحصول الفول والبازلاء قبل عدة أشهر، وحاليًا مزروعة بالزراعات الصيفية مثل الخيار والبندورة.

ويستجر المزارعون المياه لري المحاصيل من الآبار الخاصة التي حُفرت في حرم البحيرة المائي، وفق الناشط، مضيفًا أن جيران البحيرة أرادوا زراعتها بأشجار الزيتون، إلا أن عددًا من سكان البلدة احتجوا ومنعوهم خوفًا من استملاك الأرض.

ولا توجد جهة رسمية أو محلية تشرف على أرض البحيرة ومحيطها من الأشجار المعمرة.

تقع البحيرة غربي بلدة المزيريب، وتعتبر من أهم المواقع السياحة في المحافظة، وتبلغ مساحتها ما يقارب كيلومترين، بطول 500 متر وعرض 250 مترًا.

وكانت البحيرة تشكل مصدر دخل للصيادين وأصحاب المحال التجارية والبائعين الجوالين فيها، وملاهي الأطفال، والقوارب التي كانت تجوب المياه بالسائحين.

على أطلال الذكريات القديمة

وقف غسان (33 عامًا) من سكان مدينة درعا بين القوارب الملقاة على كتف البحيرة، وأمام عينيه مساحات أصبحت حقلًا زراعيًا، متأسفًا للحال التي وصلت إليها بحيرة المزيريب.

وقال إن أجمل الذكريات كان يقضيها برفقة عائلته بالتنزه في البحيرة، وأضاف أنهم كانوا يقضون يومًا كاملًا تحت ظل الأشجار، ويمارسون هواية السباحة وركوب القوارب.

أما أحمد (30 عامًا) من سكان البلدة، فقال إن من الأجدر زراعة أرض البحيرة بالأشجار الحرجية، وجعلها محمية سياحية بعهدة الجهات الفاعلة في البلدة.

جفاف مرحلي

قال معتصم الزراق، إن البحيرة بدأت منذ أربعة أعوام تشهد جفافًا في فصل الصيف وتعود شتاء، إلا أنها منذ عامين جفت ولم تعد.

من جانبه، عبد الكريم (55 عامًا) موظف مفصول من الموارد المائية، قال لعنب بلدي، إن الحفر العشوائي في حرم مياه بحيرة المزيريب غيّر مساراتها، إذ تعتبر مجاري المياه التي تغذي البحيرة سطحية لا تتعدى عمق 50 مترًا، في حين حُفرت بعض الآبار لعمق أكثر من 200 متر، وبالتالي تغير مسار الحامل الأول لعروق المياه.

وفي فصل الشتاء 2023، عادت مياه عيون الساخنة في بلدة الفوار، وعيون العبد في العجمي، وبحيرة زيزون، ولكن الخطورة تكمن في استمرار الحفر لأعماق تغير مسارات تغذية هذه الينابيع، وفق عبد الكريم.

وكانت بحيرة المزيريب مصدرًا رئيسًا لتغذية محافظة السويداء بمياه الشرب، إذ كانت تغذي ما يقارب 18% من حاجة المحافظة، بحسب تصريح المهندس وائل الشريطي، مدير مؤسسة مياه السويداء، في شباط الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة