53% من طالبي اللجوء القادمين إلى قبرص من سوريا

فريق الإنقاذ القبرصي وهو يساعد المهاجرين من قارب في البحر بالقرب من منتجع "بروتاراس" الساحلي الشرقي على الجانب الشرقي من جزيرة قبرص - آب 2023 (AP)

camera iconفريق إنقاذ قبرصي يساعد مهاجرين على متن قارب في البحر بالقرب من منتجع "بروتاراس" الساحلي الشرقي على الجانب الشرقي من جزيرة قبرص - آب 2023 (AP)

tag icon ع ع ع

أظهرت بيانات صادرة عن دائرة الأجانب والهجرة التابعة للشرطة القبرصية، أن السوريين الذين وصلوا إلى قبرص في العام الماضي شكلوا 23% من إجمالي طالبي اللجوء، بينما وصلت هذه النسبة العام الحالي إلى 53%، حتى الآن.

ونقلت هذه البيانات صحيفة “فيلينيوز” المحلية القبرصية، الثلاثاء 14 من تشرين الثاني، قائلة، إن واحدًا من كل طالبي لجوء وصلا إلى قبرص بشكل “غير شرعي” هذا العام، يحمل الجنسية السورية، مقارنة بواحد من كل أربعة في العام الماضي.

شكلت هذه الأرقام حالة طارئة لوزارة الداخلية القبرصية التي تقع ضمن اختصاصها قضية مكافحة الهجرة غير الشرعية، وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، إنهم لا يستطيعون إعادة السوريين إلى وطنهم، بسبب “الوضع المتفجر” السائد في بلادهم.

وحذر الوزير من أن هذا يجعل الجزيرة المتوسطية غير قادرة على خدمة الأشخاص الذين هم في حاجة حقيقية، وأن العاصمة القبرصية نيقوسيا طلبت من المفوضية الأوروبية إعادة تقييم الوضع فيما يتعلق بالمستويات الأمنية في سوريا.

وأضاف أنه في حالة اعتبار بعض المناطق في سوريا “آمنة”، يمكن حينها فتح الطريق لعودة “المهاجرين غير الشرعيين” إلى سوريا، الأمر الذي يعد سابقة على مستوى الدول الأوروبية.

وقال يوانو، إن قبرص ستطلب من بروكسل أن يكون لوكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس” دور نشط في إدارة الحدود، في محاولة لتقليل عدد الوافدين غير الشرعيين عن طريق البحر من كل من سوريا ولبنان.

ومن المقرر أن يجري وزير الداخلية الأسبوع المقبل مباحثات في أثينا مع وزير الهجرة اليوناني، لإطلاعه على الممارسات التي تنفذها قبرص، خاصة وأن نيقوسيا تعتد أكثر دولة في الاتحاد الأوروبي تطبيقًا لعميات “العودة الطوعية” لطالبي اللجوء الذين وفدوا إليها بشكل غير نظامي.

وتسعى قبرص إلى تنفيذ المزيد من عمليات الإعادة إلى لبنان، حسب اتفاق ثنائي يثير انتقادات المنظمات الإنسانية، التي تقول إن لبنان ليس بلدًا آمنًا للسوريين على عكس قبرص التي تعدها “دولة ثالثة آمنة”، في حين تزداد عدد القوارب التي تغادر من السواحل السورية باتجاه الجزيرة المتوسطية.

احتجاجات سابقة

شهدت قبرص مطلع أيلول الماضي، اعتداءات استهدفت محال تجارية تديرها جاليات عربية وأجنبية، وذلك خلال مظاهرة شارك فيها حوالي 300 شخص، حملت شعار “اللاجئون غير مرحب بهم”، وهو ما أثار انتقادات حقوقية ضد نيقوسيا.

طالبت منظمة “العفو الدولية” السلطات القبرصية بحماية اللاجئين والمهاجرين من الهجمات العنصرية، واتخاذ إجراءات فورية للتصدي لها.

وتشهد مراكز الاستقبال الأولية في البلاد حالات عنف بين طالبي اللجوء الأفارقة والسوريين، وظروف معيشية سيئة.

وأحاطت السلطات القبرصية مركز “بورنارا” لاستقبال المهاجرين بسياج مزدوج، على أطراف العاصمة نيقوسيا، وهو مركز يعد بمثابة منشأة استقبال أولية للأشخاص الذين يدخلون قبرص بشكل غير شرعي، ولا تسمح السلطات بمغادرة هؤلاء الأشخاص إلا بعد استكمال إجراءات التسجيل، والتي تشمل تحديد هوية الأفراد، وتقديم ملف طلب اللجوء.

بحسب أرقام وزارة الداخلية القبرصية، تقدم نحو 12 ألف شخص بطلب لجوء بين آذار 2022 وآب من العام نفسه، فيما انخفض العدد إلى خمسة آلاف و866 طلبًا في الفترة نفسها من العام الحالي، ووفقًا لمفوضية اللاجئين، هناك 26 ألفًا و995 طالب لجوء في قبرص لم يبت في طلباتهم بعد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة