قد تكون مؤشرًا لمرض خطير.. بحة الصوت

قد تكون مؤشرًا لمرض خطير.. بحة الصوت
tag icon ع ع ع

أكرم خولاني

مع قدوم فصل الخريف وتقلبات الطقس، نلاحظ كثرة الإصابة ببحة الصوت، التي هي عرض لمرض وليست مرضًا بحد ذاتها.

ورغم أنها غالبًا ما تحدث بشكل حاد وتشفى تلقائيًا من ذاتها دون الحاجة لأي علاج، فإنها أحيانًا قد تكون مؤشرًا للإصابة بمرض خطير، لذا لا بد من التعريف بأهم أسباب حدوث بحة الصوت ومتى تجب استشارة الطبيب لتلقي العلاج اللازم.

ما المقصود ببحة الصوت

بحة في الصوت أو البحة (Hoarseness) هي تغيير غير طبيعي في الصوت يشمل تغيرات في حجم الصوت، وحدته، ودرجة ارتفاعه، نتيجة حدوث اضطراب في الحبال الصوتية المسؤولة عن إنتاج الصوت في الحنجرة، ونتيجة لذلك يصبح الصوت خشنًا أو ضعيفًا وفاترًا وقد يصبح غير مسموع تمامًا.

وتقع الأحبال الصوتية داخل الحنجرة، وهي عبارة عن طيّتين من الأغشية المخاطية تغطيان العضلات والغضاريف، وعادة ما تنفتح الحبال الصوتية وتنغلق بسلاسة عندما يتدفق الهواء من الرئتين عبر الحنجرة مُصدِرة الأصوات من خلال حركتها واهتزازها، ويتشكل الصوت في هيئة كلمات بواسطة العضلات التي تتحكم بالحنك الرخو واللسان والشفاه.

فعندما تصبح الحبال الصوتية ملتهبة أو متهيجة يتسبب هذا في تضخمها، ما يؤدي إلى تشوه الأصوات الصادرة عن مرور الهواء فوقها، ومن ثم يصاب الصوت بالبحة.

ويوجد نوعان من بحة الصوت:

  • بحة الصوت الحادة: وهي قصيرة المدى، تستمر لفترة لا تتجاوز أسبوعين، وعادة ما تحدث نتيجة لبعض المشكلات المرضية الخفيفة والعابرة.
  • بحة الصوت المزمنة: عندما تستمر البحة لأكثر من 3 أسابيع، وعادة ما تحدث نتيجة لمشكلات صحية أكثر خطورة.

ما أسباب حدوث بحة الصوت

التهاب الحنجرة (Laryngitis):

يؤدي التهاب الحنجرة إلى بحة الصوت المفاجئة، وهو من أكثر الأسباب الشائعة للبحة، ويحدث بسبب الفيروسات كنزلات البرد أو الخانوق، أو الفطريات، وفي حالات نادرة للغاية بسبب جرثومي، أو استنشاق مواد ضارة بالحنجرة كالأبخرة الكيماوية أو الدخان أو المواد المخرشة، أو الاستخدام الطويل للبخاخات الدوائية الكورتيزونية، أو وجود مشكلات في الجهاز المناعي، أو استخدام الصوت بشكل مفرط بالصراخ أو الغناء لفترات طويلة.

السعال الشديد المستمر لفترات طويلة والسعال الديكي: قد يؤدي إلى تعب وإصابة الأحبال الصوتية بالإرهاق، وبالتالي حدوث بحة الصوت.

النمو غير الطبيعي على الحبال الصوتية: يؤدي أي نمو غير طبيعي على الحبال الصوتية إلى بحة الصوت، ويكون النمو غير الطبيعي بعدة أشكال:

  • العقد الصغيرة: وهي عقد نسيجية حميدة تظهر بسبب إرهاق الصوت لفترة طويلة.
  • السليلة أو الورم الحميد: وقد يظهر بسبب إرهاق الصوت.
  • أكياس مملوءة بالمخاط أو الأورام الحليمية: وهي أورام غير سرطانية تنتج بسبب نوع من الفيروسات.

الارتجاع المعدي- المريئي:

  • ارتجاع حمض المعدة وصولًا إلى الحبال الصوتية يكون له تأثير سلبي عليها ويؤدي إلى بحة الصوت، ويكون الصوت أكثر سوءًا في الصباح الباكر، وتترافق بحة الصوت الناتجة من الارتجاع المريئي مع بعض الأعراض المزمنة الأخرى، مثل السعال المستمر والتهاب الحلق والشعور بالاحتقان.

التدخين:

  • التدخين يضاعف خطر الإصابة ببحة الصوت مقارنة بغير المدخن، بسبب تأثير الدخان على الحبال الصوتية بزيادة تهيجها وإثارتها، كما يزيد التدخين خطر نشوء الأورام الحميدة على الحبال الصوتية التي تؤثر بدورها على الصوت.

الإصابة ببعض أمراض الجهاز العصبي:

  • تؤدي الإصابة ببعض الأمراض العصبية إلى التأثير سلبًا على الحبال الصوتية من خلال إحداث خلل في الأعصاب المغذية للحنجرة والحبال الصوتية، ومن هذه الأمراض السكتة الدماغية أو مرض باركنسون أو مرض التصلب اللويحي.

السرطان:

  • بحة الصوت المزمنة قد تكون إشارة إلى الإصابة بسرطان الحنجرة، وتشمل أعراض سرطان الحنجرة بالإضافة إلى بحة الصوت آلامًا عند البلع وألمًا في الأذن وصعوبة التنفس وتضخم العنق.
  • وقد تؤدي بعض السرطانات الأخرى، مثل سرطان الثدي أو سرطان الرئة، إلى الضغط على الأعصاب المغذية للحنجرة، وبالتالي تكون أحد أسباب بحة الصوت.

أسباب أخرى:

  • الحساسية الموسمية.
  • مرض الروماتيزم.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • إصابة وجرح الأحبال الصوتية عند استخدام الأنابيب في العمليات الجراحية والتنظير.
  • عسر التصويت التشنجي Spasmodic Dysphonia)) وهو خلل يصيب عضلات الحنجرة ويؤدي للبحة.
  • شلل العصب الصوتي، ويمكن أن يحدث غالبًا بعد العمليات الجراحية على منطقة الرأس والعنق.
  • تغير الصوت المرتبط بمرحلة البلوغ عند الذكور.
  • الإفراط بتناول المشروبات الغنية بالكافيين أو الكحول.

كيف نعالج بحة الصوت

عادة ما تشفى بحة الصوت الحادة من ذاتها، ولا حاجة لتقديم أي علاج خاص بها، ولكن ينصح بالتوقف عن التدخين ‫والابتعاد عن الأطعمة الحارة وتجنب الأطعمة والمشروبات الساخنة أو ‫الباردة للغاية، مع مراعاة الإكثار من شرب السوائل غير الحاوية على الكافيين، وتجنب الانفعال أو الصراخ من ‫أجل إراحة الصوت، ويمكن لاستنشاق البخار أن يساعد على توسيع القصبات وترطيب الحلق وتخفيف البحة.

ويعتمد العلاج بشكل أساسي على علاج المسبب لها، ويكون كالآتي:

الزكام أو الإنفلونزا: يتحسن المريض من تلقاء نفسه في حالات العدوى الفيروسية، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية التي تخفف من الأعراض كخافضات الحرارة ومثبطات السعال.

الارتجاع المعدي- المريئي: يكون العلاج بالأدوية المضادة للحموضة ومضادات الحساسية.

تهيج منطقة الحنجرة بسبب التعرض للدخان أو المواد التي تسبب الحساسية: يتم العلاج بالأدوية المضادة للحساسية.

استخدام بعض أنواع الأدوية مثل البخاخات المستخدمة في علاج الربو: تغيير نوع الدواء.

الأورام الحميدة والنتوءات والسرطانات: يمكن اللجوء للتدخل الجراحي.

متى تستلزم بحة الصوت استشارة الطبيب

لا تستمر بحة الصوت في معظم الحالات لمدة تزيد على أسبوعين، فإذا استمرت أكثر من أسبوعين تجب مراجعة الطبيب من أجل تحديد سبب حدوثها، ويبدأ التشخيص عادة بأخذ التاريخ الكامل للمريض، بما ذلك التاريخ الجراحي، ثم يقوم الطبيب بفحص الحنجرة والأغشية المحيطة باستخدام المرآة الخاصة، أو من خلال تنظير الحنجرة بالمنظار المضيء، ويمكن أن يطلب بعض الفحوص المخبرية الأخرى مثل فحص وظائف الغدة الدرقية أو الخزعة.

وينصح باستشارة الطبيب بشكل عاجل في حالات البحة الحادة إذا ترافقت بأي من الأعراض التالية:

  • صعوبة بسيطة في التنفس.
  • سعال مصحوب بخروج دم.
  • حمى مستمرة.
  • ألم متزايد في البلعوم.

ويجب طلب الرعاية الطبية الفورية في حال ترافقت الحالة بأي مما يلي:

  • تنفس بصوت مرتفع وعالي النبرة (صرير) عند الشهيق.
  • سيلان اللعاب بصورة أكثر من المعتادة.
  • صعوبة في البلع.
  • صعوبة التنفس.

إذ تشير هذه الأعراض إلى الإصابة بالخانوق أو الكروب الحنجري (Croup)، وهو التهاب يصيب الحنجرة ومجرى الهواء الواقع أسفلها، غالبًا ما يكون فيروسيًا وقد يكون تشنجيًا أو جرثوميًا، يشاهد في فصل الخريف والشتاء، وعادة ما يصيب الأطفال من عمر 3 أشهر إلى 6 سنوات مع ذروة حدوث بعمر سنتين، ونادرًا جدًا ما يصيب البالغين، ويتطلب العناية الطبية الإسعافية.

ويمكن أن تشير هذه الأعراض أيضًا إلى التهاب لسان المزمار، الذي يحدث التهاب عادة في عمر 5 إلى 6 سنوات، وقد يصيب البالغين، وينتج عن عدوى بالمستدميات الزلية في منطقة لسان المزمار وفوق الحبال الصوتية، ويكون المريض بحالة سيئة، ولديه حرارة عالية، وحس اختناق، وزرقة، وسيلان لعاب شديد، وقد يتورم لسان المزمار ويسد المجرى التنفسي مسببًا الاختناق، لذا فإن هذه الحالة تهدد الحياة وتتطلب إسعافًا فوريًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة