“يونسكو” تدرج حرفة نفخ الزجاج كعنصر تراثي باسم سوريا

حرفي دمشقي يعمل في مهنة نفخ الزجاج اليدوي- 2022 (الأمانة السورية للتنمية)

camera iconحرفي دمشقي يعمل في مهنة نفخ الزجاج اليدوي- 2022 (الأمانة السورية للتنمية)

tag icon ع ع ع

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” حرفة نفخ الزجاج التراثية كعنصر تراثي غير مادي جديد باسم سوريا على قائمة “الصون العاجل” ضمن قوائم التراث الإنساني.

ويأتي القرار خلال انعقاد الدورة 18 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في جمهورية بوتسوانا اليوم الثلاثاء 5 من كانون الأول.

وتتنافس عدة دول عربية وأجنبية لإضافة عادات ثقافية لسكان بلادها ضمن قوائم “يونسكو”.

وقال مساعد المدير العام للثقافة في “يونسكو” إرنستو أوتون، “لقد اجتمعنا معًا للاحتفال بالثراء المذهل للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وللتأكيد من جديد على قدرته في تحقيق التماسك الاجتماعي والكرامة الإنسانية والسلام”.

ويعني الإدراج في قائمة الصون العاجل، وفق “يونسكو”، أن ديمومة العنصر وسلامته معرضة للخطر وأنه يجب وضع تدابير لإدامة ممارسته ونقله من قبل الجماعات المعنية.

أدرجت سابقًا العديد من الملفات السورية لعناصر التراث اللامادي بهدف صونها من قبل “يونيسكو” والمنظمات الدولية العاملة والمهتمة بالإرث الثقافي، مثل مسرح خيال الظل (كركوز وعيواظ) والوردة الشامية والقدود الحلبية على القائمة التمثيلية لمنظمة “يونيسكو”.

https://twitter.com/UNESCO/status/1732041755741295069

ما حرفة نفخ الزجاج؟

في وصفها لحرفة نفخ الزجاج التراثية، قالت “يونسكو” في موقعها، إنها حرفة لصنع أشكال زجاجية باستخدام قطع من مخلفات الزجاج، لإنشاء قطعة جديدة.

يجري وضع قطع من الزجاج داخل فرن من الطوب مصنوع يدويًا حتى تذوب، ثم يلف الحرفي الزجاج المنصهر حول اسطوانة “بوري” معدنية مجوفة، ليبدأ بنفخ الزجاج عبرها، باستخدام ملقط معدني لتشكيله بالشكل المطلوب، مثل كوب أو مزهرية أو مصباح أو زخرفة.

تستخدم الأصباغ المسحوقة لتلوين الزجاج أثناء ذوبانه أو لتزيينه بمجرد تبريده وتصلبه، ويتميز الزجاج الدمشقي المنفوخ بألوان خاصة تزينه منها الأبيض والأزرق والأخضر والقرمزي، بالإضافة إلى الزخارف المطلية بالذهب.

وظلت هذه الحرفة سابقًا متداولة ضمن عائلات محددة، حيث كان الأب ينقل أسرار الحرفة إلى أولاده، أما حاليًا يجري نقل هذه المعرفة والمهارات بشكل غير رسمي من خلال الممارسة العملية في ورش العمل.

تعود أصول هذه الحرفة إلى كنعانيي الساحل السوري “الفينيقيين” الذين عملوا على نقلها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

معرضة للاندثار

ازدهرت حرفة نفخ الزجاج في العصر الإسلامي وخاصة في دمشق، واستمرت يدويًا لتنتشر في معظم المناطق، وأصبحت خلال العقد الماضي عنصرًا ثقافيًا “مهددًا بالاندثار”.

ويواجه حرفيو هذه المهنة عدة صعوبات حسب رئيس الاتحاد العام للحرفيين في سوريا، ناجي الحضوة، بسبب ما تعرضت له هذه الحرفة السورية العريقة اقتصاديًا.

وتتمثل أبرز أشكال الصعوبات، وفق ما نقلته “سانا” عن الحضوة، بصعوبات تأمين حوامل الطاقة من كهرباء ومازوت، التي تعتمد عليها الحرفة في تشغيل الأفران المخصصة لها والتي بدورها تؤثر في ديمومة عمل هذه الأفران التي تتطلب أن تبقى مشغّلة على مدار الساعة.

وأضاف الحضوة، “تسببت قلة الأيدي العاملة وعدم الإقبال على المهنة نتيجة انخفاض الطلب على منتجاتها ومنافسة المنتجات المصنّعة آليًا وإغلاق العديد من المعامل وورشات التصنيع، وتوقف الحركة السياحية، ما أدى إلى تراجع طلب الشراء على الزجاج المنفوخ”.

وأكد الحضوة أن هذا العنصر الثقافي المهم مع الموارد المادية المرتبطة به مهدد أيضًا، وذلك لارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة الترويج له داخليًا وخارجيًا، وعدم التدريب عليها بشكل محترف، وعدم وجود ربط لهذه الحرفة بالتطور العلمي والحرفي في صناعة الزجاج الحاصلة في مناطق أخرى من العالم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة