“نسر الصعيد”.. الخيبة من العائلة أقسى

"نسر الصعيد".. الخيبة من العائلة أقسى

camera iconمحمد رمضان في أحد مشاهد مسلسل نسر الصعيد

tag icon ع ع ع

في محافظة قنا، إحدى محافظات الصعيد في مصر، تدور أحداث مسلسل “نسر الصعيد”، الذي يقدم في سياق اجتماعي لا يخلو من المبالغة مجموعة من الرسائل المتعلقة إلى حد بعيد ببنية العائلة، ومستوى التعويل على هذه المؤسسة، لدرجة تجعلها منطقة راحة بالنسبة للفرد، ولا ينتظر منها أي صدمات، على اعتبار أن الخيبات من هذا المكان تحمل تأثيرًا مضاعفًا.

والقضية أن زين، ضابط الشرطة الذكي وقوي الشخصية، يقدمه العمل كرجل للمهمات الصعبة، يجد نفسه في خلاف مباشر مع “هتلر”، وهو رجل طاعن في السكن يكن عداوة لا يخفيها لعائلة الضابط، وصلت حد إقدامه على قتل والد زين، دون معرفته بذلك، فالشاب كان حينها ضابطًا في كلية الشرطة، وسرعان ما فتح عينيه على دور أبوي أوكل إليه بعد رحيل والده، الذي يعتبر أبرز أعيان البلدة.

وفي الوقت الذي كان فيه الثأر مطويًا بسبب رواية ملفقة في هذا الإطار، يتجه زين لتأسيس حياته بمنأى عن المشكلات العائلية، فيتزوج ويؤسس عائلة، ويتابع تحقيق منجزات أمنية وعملية في مهنته، لكن بوجود المنغصات طبعًا، وهو ما يبدو بوضوح حين يصطدم بجريمة قتل تسوق إلى حبل المشنقة ابن “هتلر”، وهو بريء.

في الطريق لاكتشاف ملابسات هذه القضية تتبدى ملابسات قضية أخرى، أو أكثر، لكن على مستوى عائلي، فالشاب ضحية غيرة وحسد أخيه، وابتعاد زوجته عن عالمه بصورة سهّلت إساءتها لفهم بعض تصرفاته، وصولًا إلى قطيعة لم تكن مستساغة على الأقل بالنسبة للمشاهد، قبل أن يقدم العمل نهاية تتماشى مع الواقع في مكان، وتتجاهل منطق وصيرورة الأشياء في مكان آخر.

العمل “يؤسطر” البطل (يجعله أسطورة) ويقدمه بصورة تتعدى الإمكانات المنطقية للإنسان، فإذا تجاوز المشاهد حالة الذكاء العالية لدى الضابط، وهو أمر مطلوب، فهناك حالة قوة وقدرة على الخروج من بحر مشكلات دون أن تبتل قدمه، وهو ما يندرج في إطار من المبالغة، وتحديدًا حين يقدم كل هذا على أنه تطبيق محض للقانون، دون تدخل أو تزكية من جهة ما لهذا الضابط، أو حمايته من أطراف يمكن أن يسبب لهم إخلاصه العملي إضرارًا في أعمالهم.

في الوقت نفسه، يغوص المسلسل في الخلافات العائلية التي تبنى على أساس قرب ابن من الأم والأب أكثر من آخر، وحالة تفضيل يمكن أن تساء ترجمتها أحيانًا، فيجد الشخص نفسه منافسًا لأخيه لا مناصرًا له، إلى جانب الخيبات العاطفية التي تسقط الشخص أحيانًا، وحتى بطل المسلسل، في أحابيل قرارات خاطئة، لا سبيل للتراجع عنها، أو تصحيحها، رغم الندم الذي يتبعها.

يقدم المسلسل محمد رمضان كبطل شاشة في التمثيل، بمعزل عن الغناء وحالة إثارة الجدل التي يثيرها في تصريحاته حول موقعه على خريطة الفن في مصر.

“نسر الصعيد” من إخراج ياسر سامي، وتأليف محمد عبد المعطي، وشارك في البطولة كل من وفاء عامر ودرة، وسيد رجب، ومحمد عز، وعائشة بن أحمد، وأحمد خالد صالح، والعمل مكون من 30 حلقة متاحة للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة