أزمة مياه في ريف دير الزور.. الأهالي يلجؤون للصهاريج

مرقد مياه قيد العمل في ريف دير الزور الشرقي 23_نيسان 2023(عنب بلدي _عبادة الشيخ)

camera iconمحطة مياه قيد التجهيز في ريف دير الزور الشرقي - 23 من نيسان 2023 (عنب بلدي/عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

يعيش ريف مدينة دير الزور أزمة مياه عقب توقف عدة محطات للضخ في الريف الشرقي للمدينة، بالتزامن مع تصاعد مشكلة تأمين المياه في أغلب مناطق الجزيرة الواقعة تحت نفوذ “الإدارة الذاتية”.

ودفعت الأزمة سكان المنطقة لشراء المياه عبر صهاريج مياه خاصة، يتجاوز سعر الواحد منها 30 ألفًا ويصل إلى 50 ألف ليرة سورية، حسب المسافة التي يقطعها الصهريج والكمية المشتراة.

أسامة الخضير أحد سكان المنطقة قال لعنب بلدي، إنه ورغم وجود نهر “الفرات”، تعاني معظم القرى والبلدات بريف دير الزور نقصًا في مياه الشرب، “بسبب الأعطال أو سرقة الدعم أو تقاعس لجنة الخدمات”.

عانت منطقة الجزيرة السورية حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” موجات جفاف متتالية خلال الأعوام الماضية، وخاصة منذ أواخر عام 2020، وانخفض مستوى المياه المتدفقة من تركيا إلى الجزء السوري من نهر “الفرات” بنسبة 65%، وفق تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عام 2020.

ويعتمد على النهر أكثر من 5 ملايين شخص في سوريا بشكل مباشر كمصدر للمياه، وتأثرت 54 من أصل 73 محطة مياه على طول الضفة الغربية لنهر “الفرات” بشكل كبير بسبب الانخفاض الخطير لمنسوب المياه، وفقا لتقرير لـ”أوتشا” في حزيران 2021.

الجفاف يضرب سوريا.. حرب المياه قادمة

وأكد عدد من الأهالي  في حديثهم لعنب بلدي أن المياه لا تصل إلى جميع الأحياء منذ قرابة الشهرين، ما يضطرهم للتزود بالمياه عبر الصهاريج، التي لا يسد الواحد منها حاجة العائلة لأكثر من يومين إلى ثلاثة أيام.

وأدانت الأمم المتحدة تحويل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) محطة مياه قرية أبريهة شرقي ديرالزور لموقع عسكري، مؤكدة أن الأمر تسبب بحرمان آلاف المدنيين في المنطقة من مياه الشرب.

سبق لعنب بلدي أن نشرت تحقيقًا بعنوان “الجفاف يضرب سوريا.. حرب المياه قادمة” حول الجفاف وأزمة المياه في سوريا، في تشرين الثاني الماضي، ناقشت خلاله مظاهر جفاف الموارد المائية بمختلف مناطق الصراع في سوريا، وانخفاض منسوب مصادر المياه الرئيسة فيها، وناقشت مع مسؤولين وخبراء وباحثين مختصين تأثيراتها وانعكاساتها البيئية والاقتصادية والسياسية.

محطات متوقفة دون إصلاح

الرئيس السابق لبلدية السوسة في ريف دير الزور الشرقي، خميس العطيوي، قال لعنب بلدي، إن محطة مياه السوسة الرئيسة تعاني من قدم شبكاتها، إذ لم تستبدل منذ عام 1994، بعد توالي القوى المسيطرة على المنطقة، مع إجراء إصلاحات بسيطة لها بين الحين والآخر.

وأضاف أن خطًا رئيسًا من مشاريع بلدية السوسة مُدد بحي  التضامن، كما توجد مولدة للأهالي داخل المحطة نفسها، ولكن كثرة الأعطال جعلتها دون فائدة.

كما أن هناك مولدة “بيركنز” حديثة مقدمة من منظمة “بي دي سي” وهي معطلة منذ سنتين تقريبًا، ورُفعت عدة كتب لإصلاحها من قبل بلدية الشعب في السوسة ووحدة مياه هجين، ولم تتم الاستجابة من قبل لجنة الخدمات في مجلس دير الزور المدني حتى الآن.

مصدر من داخل المحطة (رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث للإعلام) قال لعنب بلدي، إن السبب الرئيس لتوقف الضخ يعود لغياب مولدة كهربائية لتشغيل المضخات، ولم تقدم لجنة الخدمات المسؤولة سوى وعود باستبدالها بمولدة جديدة منذ أكثر من شهرين.

العطيوي أشار في حديثه لعنب بلدي إلى أن البلدية استعارت مولدة من محطة مياره “البوبدران”، عبر وحدة مياه هجين، لكن المولدة نفسها قديمة وكثيرة الأعطال وتوقفت عن العمل قبل شهرين، ونُقلت لاحقًا إلى هيئة الخدمات والبلديات لإصلاحها ولم تعد منذ ذلك الحين.

البدائل غائبة

راما موظفة في المجلس المدني بالمنطقة (رفضت ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية) قالت لعنب بلدي، إن أهالي مناطق مناطق السوسة والبوبدران وبعض قرى هجين لم يجدوا البدائل والحلول في ظل غياب لـ”الإدارة الذاتية”، ما دفعهم لشراء المياه عبر صهاريج نشط عملها في الآونة الأخيرة.

ويتراوح سعر الصهريج بسعة عشرة براميل ما بين 30 ألفًا و50 ألف ليرة سورية حسب المسافة التي يقطعها الصهريج (يتراوح المبلغ بين دولارين وثلاثة دولارات ونصف).

وأشارت إلى أن الأهالي تقدمو  بشكاوى عديدة خلال من اجتماعات عدة، سواء في السوسة أو عن طريق المجالس الأم، كذلك خاطبوا هيئة الخدمات في هجين والمجلس المدني بدير الزور بكتب رسمية دون جدوى، في حين يتجاوز عدد المتضررين أكثر من 100 ألف شخص جراء توقف محطات الضخ.

ويتدفق في سوريا 16 نهرًا وروافدها، خمسة منها مشتركة دوليًا (الفرات ودجلة والعاصي واليرموك والنهر الكبير الجنوبي)، ويمثل تدفقها حوالي 75% من إجمالي موارد المياه السطحية المنظمة في البلاد، وأكثر من 45% من موارد المياه المتاحة للاستخدام، وفق تقرير صادر عن موقع “Fanack Water” المتخصص بدراسة الواقع المائي بالشرق الأوسط، في نيسان 2019.

كيف دمرت الحرب البيئة في سوريا




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة