ما الأهداف التي قصفتها إيران في سوريا؟

نقطة طبية تعرضت لقصف بصواريخ بالستية إيرانية شمال غربي سوريا- 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

camera iconنقطة طبية تعرضت لقصف بصواريخ بالستية إيرانية شمال غربي سوريا- 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

tag icon ع ع ع

قال “الحرس الثوري الإيراني” إنه استهدف مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا ردًا على هجوم نفذه التنظيم في إيران أسفر عن مقتل نحو 100 شخص الأسبوع الماضي، في حين اتضح لاحقًا أن القصف استهدف نقطة طبية مهجورة بريف محافظة إدلب.

وقال قائد القوة الصاروخية بالحرس الثوري الإيراني، العميد علي حاجي زاده، إن أربعة صواريخ من طراز “خيبر” أطلقت من جنوبي إيران باتجاه ما قال إنها مواقع لـ”التنظيمات التكفيرية” في إدلب، و11 صاروخًا باليستيًا دقيقًا من غربي إيران باتجاه أهداف في كردستان العراق، بحسب ما نقلت عنه وكالة “تسنيم” الإيرانية.

وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب أن ثلاثة صواريخ سقطت مساء أمس، الاثنين 15 من كانون الثاني، في قرية تلتيتا بريف إدلب الشمالي، وأسفرت عن تدمير مبنى كان يستخدم كنقطة طبية سابقًا.

وقالت منظمة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) إن فرقها تلقت نداء استغاثة بوجود مصابين اثنين في قرية تلتيتا قرب مدينة كفرتخاريم على بعد نحو 30 كيلومترًا من مدينة إدلب باتجاه الشمال الغربي.

وأضافت أن فرق الإسعاف التابعة لها وجدت في بلدة كفر تخاريم، على بعد نحو عشرة كيلومترات من موقع الاستهداف الأول شخصين مصابين برضوض طفيفة، وتأكدت من سلامتهما، ثم تابعت مهمتها بعد أن تلقت بلاغًا عن أن قصفًا استهدف مستوصفًا متوقفًا عن العمل في القرية.

المبنى الذي تعرض للاستهداف، بحسب “الدفاع المدني” لم ترصد فيه إي إصابات، في حين تعرض جسم البناء لدمار كبير يتجاوز 60%، وهو مبنى من طابق واحد.

وبحسب “الدفاع” فإن معاينة فرقه الأولية تشير إلى أن ثلاث ذخائر سقطت على المبنى وبالقرب منه، اثنتان أصابتا المبنى واحدة من السقف وأخرى من الجهة الشرقية للبناء، فيما سقطت الذخيرة الثالثة بملاصقة البناء من الجهة الجنوبية الغربية.

من جانبها قالت قناة “الميادين” اللبنانية إن الصواريخ الإيرانية “استهدفت مناطق سيطرة مسلحي (هيئة تحرير الشام) شمالي غربي سوريا في إدلب، وتحديدًا مقار لمسلحي (الحزب الإسلامي التركستاني)، المصنّف إرهابيًا، في منطقة جبل السماق ومحيط بلدة حارم”.

وأضافت أن المنطقة المستهدَفة “يتم فيها تدريب مسلحي داعش خرسان، ويتم نقلهم من جانب الأمريكيين إلى أفغانستان والحدود الإيرانية، من أجل توجيه ضربات في الداخل الإيراني”، بحسب قولها.

وأكدت المصادر أنّ الصواريخ المستخدمة هي “صواريخ باليستية عالية الدقة وصلت إلى أهدافها، ودمّرت مقار رئيسية للحزب التركستاني”.

وكان “الحرس الثوري” أعلن عن تدمير ما وصفه بأماكن تجمع القادة والعناصر الرئيسية المرتبطة بتنظيم “الدولة” في سوريا، بعد هجوم نفذه التنظيم جنوب شرقي إيران أسفر عن عشرات القتلى، بالتزامن مع هجوم آخر وصفه بـ”مقر تجسس إسرائيلي” في إقليم كردستان العراق، بصواريخ “باليستية”.

آثار قصف إيراني على نقطة طبية مهجورة شمال غربي سوريا- 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

آثار قصف إيراني على نقطة طبية مهجورة شمال غربي سوريا- 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

ما علاقة تنظيم “الدولة”؟

في 3 من كانون الأول الحالي، وقع تفجيران خلال مراسم وفعاليات إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني باستهداف أمريكي عام 2020، بمحافظة كرمان، ما أسفر عن مقتل نحو 100 شخص من الحضور.

وقال التلفزيون الإيراني حينها إن الانفجارين وقعها بالقرب من مسجد “صاحب الزمان” في محافظة كرمان حيث يرقد سليماني.

من جانبه أعلن تنظيم “الدولة” مسؤوليته عن الهجوم عقب يوم واحد، وقال إن انتحاريين اثنين نفذا الهجوم جنوبي إيران ما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 300 شخص.

ونقلت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم عن مصادر أمنية، أن “الاستشهادي” الأول فجر حزامه الناسف وسط المتجمعين، تبعه بنحو 20 دقيقة انفجار ثان نفذه مقاتل آخر في التنظيم بالمنطقة نفسها.

تنظيم "الدولة الإسلامية" يعلن مسؤوليته عن هجوم ضرب تجمعًا لإحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني في إيران- 4 من كانون الثاني 2024 (أعماق)

تنظيم “الدولة الإسلامية” يعلن مسؤوليته عن هجوم ضرب تجمعًا لإحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني في إيران- 4 من كانون الثاني 2024 (أعماق)

أين يتمركز تنظيم “الدولة”

ينتشر مقاتلو تنظيم “الدولة” في دول مختلفة حول العالم، أبرزها سوريا والعراق ودول إفريقية، لكن فارق الانتشار واضح، إذ يتحرك عناصر التنظيم في إفريقيا على شكل مجموعات، ويسيطر على مناطق معينة في هذه الدول.

وفي سوريا والعراق يعتمد التنظيم على عمليات الإغارة والكمائن، حيث لا يسيطر على بقعة جغرافية معينة، ويتحرك عناصره خفية بشكل رئيس في منطقة البادية السورية بالقرب من الحدود العراقية شرقي سوريا.

وانتهى وجود التنظيم من شمال غربي سوريا منذ مطلع عام 2014، عندما اندلعت مواجهات مسلحة بين التنظم وفصائل المعارضة، أفضت إلى انسحابه من المنطقة وتوجهه نحو محافظات الرقة والحسكة ودير الزور.

ومع مرور الوقت كشفت خلايا للتنظيم، واثنين من زعمائها في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، كانت مسؤولة عن بعض العمليات الأمنية، لكن المنطقة لم تشكل نقطة تمركز أو انطلاق لعمليات التنظيم.

بقايا صواريخ إيرانية أطلقت على شمال غربي سوريا- 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

بقايا صواريخ إيرانية أطلقت على شمال غربي سوريا- 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

تداخل مع قصف آخر؟

خلال اللحظات الأولى للقصف الإيراني على شمال غربي سوريا، خرجت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري للحديث عن أن قصفًا إسرائيليًا استهدف مناطق من ريف حلب الجنوبي، لكن وزارة الدفاع بحكومة النظام لم تعلق على الحدث.

وقالت وكالة “سبوتنيك” الروسية إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لـ”عدوان خارجي حاول استهداف بعض النقاط في محيط مدينة حلب من الجهة الجنوبية والشرقية”‎.

وأضافت أن الصواريخ المعادية جاءت من أجواء البحر الأبيض المتوسط، من خارج المياه الإقليمية، قبالة السواحل السورية.

وبينما انتشرت معلومات عن أن قصفًا إسرائيليًا استهدف مطار “حلب الدولي” قالت جريدة “الوطن” إن المطار يعمل كالمعتاد ولم يتعرض لأي “عدوان”، مشيرة إلى أن أصوات أربعة انفجارات دوت في المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة