ما ضوابط ومخاطر بيع “حبة الغاز” السامة شمال غربي سوريا

"حبة الغاز" داخل صيدلية زراعية في اعزاز بريف حلب - 8 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

camera icon"حبة الغاز" داخل صيدلية زراعية في اعزاز بريف حلب - 8 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

تكررت حالات الانتحار بتناول حبة الغاز (السامة) في مناطق شمال غربي سوريا، ما استدعى البحث عن آلية ضبط بيعها في المنطقة والشروط المحددة لذلك ومخاطرها وتركيبتها الكيميائية.

و”حبة الغاز” أو “حبة الغلة” كما يطلق عليها البعض شعبيًا في المنطقة، هي أسماء متداولة لأقراص فوسفيد الألمنيوم.

وتستخدم “حبة الغاز” كمبيد للحشرات والقوارض، ويستخدمها التجار في شمال غربي سوريا في مخازن الحبوب حفاظًا عليهم من الحشرات، كما تستخدمها بعض العائلات لأسباب مشابهة خوفًا من تسوس المؤونة وتلفها.

ووفق ما رصدت عنب بلدي، فإن “حبة الغاز” تباع في الصيدليات الزراعية، مع وجودها بنسبة ضئيلة في البقالات، ما يخالف التعاميم التي تنشرها حكومة “الإنقاذ” حول تعاطي وشراء المادة.

تباع بشروط

أصدرت وزارة الزراعة والري في حكومة “الإنقاذ” العاملة في محافظة إدلب وريف حماة الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة، وجزء من ريف حلب الغربي، التعميم رقم “3”، في 5 من شباط الحالي، حول التعليمات التنفيذية للتعاطي مع مادة “حبة الغاز”.

وأشار التعميم الموجه لأصحاب الصيدليات الزراعية والمستودعات كافة، إلى منع بيع مادة فوسفيد الألمنيوم (حبة الغاز) منعًا باتًا لأي شخص باستثناء المزارعين.

ووفق البيان، يقتصر بيعها للمزارعين بعد الحصول على كتاب رسمي موقع ومختوم من الدوائر الزراعية، للسماح للمزارع باستخدام المادة لأغراض التعقيم والمكافحة وبإشراف الدوائر الزراعية المختصة.

وذكر التعميم أن المخالفة تحت طائلة المساءلة الشرعية والقانونية بحق المخالفين.

ستة أطفال خلال شهر

معاون مدير صحة إدلب، الطبيب حسام قره محمد، قال لعنب بلدي، إن العدد الكلي لمحاولات الانتحار في شمال غربي سوريا بلغ 12 محاولة نجحت منها ستة محاولات، خلال شهر كانون الثاني الماضي.

وتابع الطبيب حسام قره محمد، أن الحالات الستة جميعها لأطفال استخدموا أقراص فوسفيد الألمنيوم.

وتوزعت حالات الانتحار، على خمسة أطفال في مدينة إدلب، وطفل في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وذلك بتوثيق المجموعة المعنية بالانتحار.

وعلى صعيد جلسات التوعية بخطورة التعاطي مع “حبة الغاز”، تعمل مديرية الصحة في إدلب على التنسيق للجلسات مع المجموعة التقنية المعنية بالصحة النفسية، وفق الطبيب.

نسبة الوفاة 100%

تتكون “حبة الغاز” وهي مبيد حشري غازي، من فوسفيد الألمنيوم وكاربامات الأمونيوم، بالإضافة إلى البارافين كمادة حاملة، وتستخدم في تبخير حبوب القمح والشعير والذرة الرفيعة والمستودعات وغيرها من الأغراض الأخرى.

ينطلق غاز الفوسفين السام عند تعرض الحبة للماء أو الرطوبة في الهواء الطلق، ويبدأ التفاعل الكيميائي بعد ساعتين إلى أربع ساعات.

وبحسب ما نشرت مديرية صحة إدلب، فإن نسبة الموت بـ”حبة الغاز” 100%، إلا في حالات إسعاف المصاب على الفور وتطبيق بروتوكول العلاج الخاص بهذه الحالات.

وتظهر أعراض التسمم بالحبة، بالتسبب بالغثيان والإقياء وغياب عن الوعي إضافة لانخفاض شديد في ضغط الدعم، وفق المديرية.

تحذيرات

تسجل على العبوات عدة تحذيرات وشروط تخزين الحبوب بالإضافة لشرح طريقة استعمالها وما الأغراض المتاحة لذلك، لإرشاد الباعة في الصيدليات الزراعية والأشخاص الذين يستخدمونها ويشترونها، ضمن الشروط الجديدة التي حددتها حكومة “الإنقاذ” عبر تعميمها.

ومن ضمن التحذيرات وشروط تخزين الحبوب، تجنب ملامسة المحلولة من الحبة للجلد والعين، وفي حال تلوث الثياب والجلد فمن الضروري غسلها بالماء والصابون، وعدم شرب الحبة أو أكلها في أثناء استعمالها كمبيد حشري.

وبجب الانتباه لإبعاد الحبوب عن تناول الأطفال والأماكن المأهولة وتظهير الأوعية الفارغة من الحبوب بعد استعمالها لغرضها المحدد وطمرها في أماكن بعيدة عن البشر.

وأشارت التحذيرات إلى حفظ العبوات الأصلية في مخازن محكمة الإغلاق بحيث تكون جافة من الرطوبة جيدة التهوية ولا يتسرب إليها الماء، وبعيدة عن حرارة الشمس وأي مواد كيميائية.

"حبة الغاز" داخل صيدلية زراعية في اعزاز بريف حلب - 8 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

“حبة الغاز” داخل صيدلية زراعية في اعزاز بريف حلب – 8 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

استعمالات

يعتمد بعض أصحاب الصيدليات الزراعية في شمال غربي سوريا، بيع حبوب الغاز بشكل مطحون (ناعم)، وليس على شكل أقراص وحبوب صلبة كبيرة، لتجنب شرائها لغاية الانتحار، التي انتشرت بالسنوات الماضية.

المهندس الزراعي عبدالله أحمد طالب، قال لعنب بلدي، إنه لا يبيع “حبة الغاز” الكبيرة، بل يلجأ للحبوب “الناعمة” ويبيعها للمزارعين الذين يتأكد من استخدامهم الصحيح لها، ومنهم من يشتريها في الربيع لجحر الفئران أو لمن يريدها لتعقيم محصول الفول.

وأكد المهندس أنه من غير الممكن أن يبيعها لطفل قاصر صغير مهما كان سبب الطلب، أو للأشخاص من السكان الذي يطلبونها من أجل تخزين مؤونة المنزل.

وأشار إلى أنه لا علاقة للحكومة بتوزيع “حبوب الغاز”، إنما المندوبون والموزعون والتجار هم من يوفرونها للصيدليات الزراعية.

المهندس الزراعي أحمد عباس، قال لعنب بلدي، إنه يبيع “حبة الغاز” للأهالي الذين يطلبونها للحفاظ على المؤونة المنزلية والمزارعين، ويبلغ سعر الواحدة 2.5 ليرة تركية (أقل من 10 سنتات أمريكية).

وأفاد المهندس الزراعي إلى أنه يجب الانتباه لضرورة وضع الحبة ضمن قطعة قماش أو مناديل ورقية عند استعمالها لعدم خروج رائحة الغاز منها وإيذاء الأشخاص الموجودين في المكان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة