صرير الأسنان.. التوتر ليس المسبب الوحيد لهذه المشكلة

صرير الأسنان.. التوتر ليس المسبب الوحيد لهذه المشكلة
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يعد الشد على الأسنان أمرًا طبيعيًا يحدث من حين إلى آخر، بوعي أو دون وعي، وكثيرون يعانون منه لدرجة ما لأسباب مختلفة، ويحدث ذلك في أوقات مختلفة، ولكن عندما يتكرر بانتظام ويكون شديدًا فإنه يشكل مشكلة تسمى “صرير الأسنان”، وقد يؤدي إلى أضرار صحية عديدة.

ما المقصود بصرير الأسنان

صرير الأسنان (Bruxism) أو طحن الأسنان، هي حالة يقوم فيها الشخص بإطباق الفكين والضغط على الأسنان بشكل شديد دون وعي، مع تعرض عضلات المضغ للشد.

وهناك نوعان من صرير الأسنان:

  • الأول الذي يظهر دون وعي عندما يكون الشخص مستيقظًا.
  • الثاني يظهر في أثناء النوم، وهو الأشيع.

ويعتبر صرير الأسنان خلال النوم أحد اضطرابات النوم، ويلاحظ أن الأشخاص الذين يحدث لديهم صرير الأسنان في أثناء النوم هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نوم أخرى مثل الشخير وانقطاع النفس.

ولا تقتصر مشكلة صرير الأسنان على البالغين، بل هي شائعة بين الأطفال والبالغين على حد سواء، لكن الأكثر شيوعًا أن الأطفال يضغطون على أسنانهم في أثناء النوم وليس خلال ساعات الاستيقاظ، وتحدث الحالة عند ما يقرب من 15% إلى 33% من الأطفال، وعادة ما يبدأ الأطفال بالضغط على أسنانهم عندما تظهر أسنانهم اللبنية، وكذلك عندما تظهر أسنانهم الدائمة، ويميل أغلب الأطفال عادة إلى التخلص من هذه الظاهرة بعد ظهور الأسنان اللبنية والدائمة بشكل كامل.

ما الذي يسبب صرير الأسنان

يحدث صرير الأسنان نتيجة مجموعة من العوامل الجسدية والنفسية والوراثية، وغالبا ما يحدث صرير الأسنان النهاري بسبب القلق أو التوتر، ويحدث عند بعض الأشخاص عندما يحاولون التركيز في شيء ما، بينما يحدث صرير الأسنان الليلي بسبب أنماط النوم المضطربة أو الهلوسة أو الرعب الليلي، وقد يكون وراثيًا.

وبشكل عام فإن أشيع الأسباب:

  • التوتر النفسي المستمر والعدوانية وشدة المنافسة.
  • انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم.
  • تشوه الأسنان.
  • متلازمة تململ الساقين.
  • داء باركنسون.
  • إصابات الدماغ.

كما أن بعض العوامل تؤدي إلى تفاقم حالة صرير الأسنان مثل:

  • بعض الأدوية ‫النفسية.
  • الإفراط في استهلاك الكافيين.
  • التدخين.
  • الكحول.
  • المخدرات.

ما أعراض صرير الأسنان

يحدث صرير الأسنان دون إدراك ذلك، ولكن هناك بعض المؤشرات لحدوثه مثل:

  • ضغط شديد على الأسنان، وقد يكون مرتفعًا بدرجة كافية للإيقاظ من النوم.
  • ألم الوجه والفك.
  • ألم وزيادة حساسية الأسنان.
  • صداع خفيف يبدأ في المنطقة الصدغية.
  • وجع الأذن، على الرغم من أنه في الواقع لا توجد مشكلة في الأذن.
  • ألم وتشنج أو تصلب الفك والعضلات المحيطة بها.
  • اضطرابات في النوم.
  • تكسر الأسنان أو الحشوات.
  • تقرحات داخل الفم ناتجة عن مضغ باطن الخد.

ما مضاعفات وأضرار صرير الأسنان

صرير الأسنان البسيط لا يسبب أضرارًا، ولكن عندما يحدث بانتظام قد يؤدي مع مرور الوقت وعدم تلقي العلاج المناسب إلى حدوث عديد من المشكلات الصحية، وأهمها:

  • مشكلات بالأسنان (حساسية الأسنان، تآكل الأسنان وتسطحها، تخلخل الأسنان أو فقدانها، تآكل حشوات الأسنان، تلف تلبيسات الأسنان، انحسار اللثة).
  • اضطرابات النوم (الشخير، انقطاع التنفس في أثناء النوم، الأرق).
  • اضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMJ)، التي تبدو كصوت النقر عند فتح الفم أو إغلاقه.
  • الصداع التوتري، وألم الوجه والفك.
  • تغير شكل الوجه.
  • اضطرابات الأكل.

كيف يُشخّص صرير الأسنان

يعتمد تشخيص صرير الأسنان على أخذ التاريخ الطبي وتقييم الأعراض التي يعانيها المريض، ومن ثم فحص الأسنان وحركة الفك بحثًا عن:

  • تضخم عضلات الفك.
  • وجود مشكلة في الفك.
  • عدم محاذاة الأسنان.
  • مشكلات في الأسنان مثل تآكلها أو تكسرها.

كيف يمكن علاج صرير الأسنان

كما ذكرنا فإن صرير الأسنان الذي يحدث لدى الأطفال عند بروز أسنانهم غالبًا ما يشفى تلقائيًا، وقد تحتاج الحالات الأخرى عند الأطفال أو البالغين إلى زيارة طبيب، ويمكن السيطرة على الحالة من خلال تحديد السبب الأساسي للمشكلة وعلاجه إضافة إلى القيام ببعض الإجراءات الوقائية لتقليل حدوث صرير الأسنان وتخفيف أعراضه، وأهمها:

  • وضع واقي الأسنان الليلي: من أفضل الحلول لتخفيف أخطار صرير الأسنان، وهو جهاز مصنوع من بلاستيك حراري شفاف، منه اللين ومنه الصلب، يوضع فوق الأسنان ليلًا لإبقائها منفصلة وحمايتها من أضرار الصرير، ويمكن وضعه في أثناء النهار إذا كان الصرير يحدث والشخص مستيقظ.
  • علاج الأسنان التالفة وإجراء تقويم للأسنان لإعادة تشكيلها بشكل صحيح.
  • تدليك عضلات الفك قبل النوم.
  • علاج أسباب الإجهاد.
  • الحد من التوتر والقلق قدر الإمكان، وممارسة تمارين الاسترخاء كالتنفس العميق والتأمل الواعي، والقيام بأنشطة تبعث على الاسترخاء مثل أخذ حمام دافئ لتخفيف الضغوط النفسية.
  • تجنب تناول الأطعمة والمأكولات القاسية لإراحة عضلات الفك.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات المنشطة والحاوية على الكافيين مثل الكولا والقهوة والشوكولا.
  • الإقلاع عن التدخين والامتناع عن تناول الكحول.
  • تجنب مضغ العلكة، لأن المضغ المفرط يعوّد عضلات الفك على الحركة بهذه الطريقة ما يزيد من حدوث صرير الأسنان.
  • الإكثار من شرب السوائل، فالتجفاف يزيد من صرير الأسنان.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة