ثناء دبسي شخصية الأم في ذاكرة السوريين

وفاة الفنانة ثناء دبسي عن عمر يناهز 83 عامًا - 31 آب 2012 (صفحة الفنانة على "فيس بوك")

camera iconوفاة الفنانة ثناء دبسي عن عمر يناهز 83 عامًا - 31 آب 2012 (صفحة الفنانة على "فيس بوك")

tag icon ع ع ع

تتناول الكثير من الأعمال الدرامية شخصية الأم بصورة لافتة ومقنعة دراميًا، تتفاوت انفعالاتها ومواقفها بين مشاعر إنسانية كثيرة منسجمة حينًا ومتعارضة حينًا آخر.

ثناء دبسي أدركت هذه المعادلة، فبدت أمًا أمام الكاميرا بهدوئها وأسلوب الحديث الحنون الذي يشكل ثيمة مشتركة بين الأمهات، وأبرز أعمالها في هذا الإطار، مسلسل “غزلان في غابة الذئاب”، الذي عرض عام 2006 من إخراج رشا شربتجي وكتابة فؤاد حميرة، الذي جسدت فيه دور أم سامر.

مثلت ثناء في هذا العمل دور أم لأربعة أبناء، فتاتين وشابين، يعيشون في أحد الحارات الفقيرة ضمن العاصمة دمشق.

وبرز جانب القوة في شخصيتها وهي تقف بوجه ابن الوزير الذي اتهم ابنتها بالجنون ووضعها في مشفى للأمراض النفسية، في محاولة منها للدفاع عن ابنتها.

ولم تنزع تقليديتها، عندما علمت بحمل ابنتها نفسها دون زواج، فانهالت عليها بالشتائم والضرب، وبكت وانهارت لاحقًا عندما انتحرت ابنتها.

شخصية الأم الممتزجة بالحنان والقسوة، الحب والغضب، استطاعت ثناء تقديمها للمشاهد السوري والعربي، بوجهها البريء وصوتها الرقيق، كما يراه ويسمعه جمهورها.

ثناء دبسي

رحلت الفنانة السورية ثناء دبسي عن عمر يناهز 83 عامًا، مساء أمس، 20 شباط، وتركت ورآها أعمال تلفزيونية وسينمائية لا تزال حاضرة لدى المشاهد السوري.

ونعى فنانون سوريون وحسابات فنية الفنانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين أعمالها وذكريات عاشوها معها.

 

لم يعرف السبب الرئيسي لوفاتها، لكن في آخر لقاءات زوجها الفنان سليم صبري، تحدث عن حالتها الصحية المتأزمة بسبب مرض في شبكة العين.

محطات من حياتها

يتذكرها جيل ما بعد التسعينات بدور الأم الحنون أو القاسية في بعض الأحيان، أو الغنية المتسلطة أو الفقيرة الصبورة.

وقلة من يتذكرها في أعمالها المسرحية عندما كانت تلعب أدوار الفتاة الشابة، حيث بدأت العمل في المسرح منذ خمسينيات القرن الماضي.

ولدت ثناء دبسي في 22 حزيران 1941، في مدينة حلب، وسط عائلة من الطبقة الوسطى متذوقة للفن، حسب ما قالته في أحد لقاءاتها الإذاعية، وتتكون من 5 فتيات و3 شبان.

بدأت تجربتها الفنية بعمر صغير، وكانت لها مشاركات مسرحية ضمن مسرح المدرسة في المناسبات والأعياد الوطنية، وتتلمذت أول انطلاقتها على يد الأساتذة بهجت حسان، محمد خيري، وأحمد الصابوني.

ساهمت مع زملاء لها في المهنة بتأسيس “المسرح القومي”، حينما تركت دراستها الثانوية، وانتقلت إلى دمشق مع أختها ثراء للعمل في المسرح.

انضمت لنقابة الفنانين السوريين في الأول من آذار 1968، وانتقلت للمشاركة أيضًا في أعمال تلفزيونية وسينمائية.

من أبرز أعمالها التي بقيت تنتشر مقاطع منها على منصات التواصل الاجتماعي حتى يومنا هذا، مسلسل “زمن العار”، “غزلان في غابة الذئاب”، “وراء الشمس”.

تزوجت ثناء من الممثل سليم صبري، بعد أن التقيا في مسرحية “مدرسة الفضائح” التي شاركت فيها بدور رئيسي، بينما كان سليم حينها لا يزال في بداية مشواره الفني.

انجبت منه أربعة أبناء هم ريم وثائر وصبري، ويارا التي أخذت طريق والديها بالتمثيل وتزوجت من الممثل ماهر صليبي.

مواقفها

انتقدت الفنانة انتخابات نقابة الفنانين السوريين، في أحد اللقاءات، لعدم نزاهتها وشفافيتها، وعمل المؤسسات الفنية، من ناحية الأجور واحترام الفنان وتقديم الأدوار.

وعلى عكس ابنتها الممثلة يارا صبري المقيمة في دولة الإمارات حاليًا بعد أن لجأت إلى كندا، لم يكن لها موقف محدد من الثورة السورية التي انطلقت في آذار 2011، وقالت في أحد لقاءاتها باكية، إنها لا تزال تتواصل مع ابنتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتزورها بين الحين والآخر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة