لماذا تزداد محاولات السوريين دخول لبنان

إحباط محاولة تسلل نحو 600 سوري عند الحدود اللبنانية-السورية- 22 شباط 2022 (الجيش اللبناني)

camera iconإحباط محاولة تسلل نحو 600 سوري عند الحدود اللبنانية-السورية- 22 شباط 2022 (الجيش اللبناني)

tag icon ع ع ع

تستمر عمليات تهريب السوريين إلى لبنان، عبر الحدود البرية، بالتزامن مع عمليات توقيف لسوريين حاولوا الدخول بطرق غير شرعية، حسب بيانات الجيش اللبناني.

وأعلن الجيش اللبناني، في 22 من شباط، إحباط محاولة تسلل حوالي 600 سوري عند الحدود اللبنانية- السورية، خلال الشهر الحالي، كما أغلق ثغرات حدودية تستعمل لتهريب الأشخاص والممنوعات.

وفي 13 من كانون الأول 2023، قال الجيش اللبناني إن وحداته أحبطت محاولة تسلل 1200 سوريًا عبر الحدود اللبنانية- السورية، خلال الشهر نفسه، بحسب ما نشره الجيش على موقع “فيس بوك“.

ووسط تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وانخفاض الليرة اللبنانية أمام الدولار، لا تزال محاولات السوريين في الدخول قائمة.

لماذا لبنان

يتجه عدد من السوريين لدخول الأراضي اللبنانية، إما في محاولة للبحث عن فرص للعمل، أو باعتبارها محطة لتقديم اللجوء في دولة ثانية.

وفي 1 من كانون الأول 2023، أحبطت دورية القوات البحرية اللبنانية، مقابل شاطئ طرابلس، عملية تهريب مركب على متنه 110 أشخاص، بينهم لبنانيان و108 سوريين.

وشهدت قبرص في الأشهر الأخيرة من 2023، ارتفاعًا في عدد المهاجرين الذين يصلون بالقوارب، مع تسجيل زيادة بنسبة 60% معظمهم سوريون، يصلون عن طريق البحر من سوريا ولبنان.

ويشكل المهاجرون القادمون من تركيا أو سوريا ولبنان، عبر البحر المتوسط، إلى شواطئ قبرص، 5% من طالبي اللجوء، والنسبة المتبقية للقادمين من شمال قبرص التركية، حسب دراسة أعدها مكتب الصحافة والإعلام، الذي ترعاه وزارة الداخلية في جمهورية قبرص اليونانية.

وزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو، قال في مؤتمر صحفي سابق، إن نتائج التصدي للهجرة “مشجعة”، رغم الضغوط التي يمارسها الوافدون السوريون الذين لا يمكن إعادتهم أو ترحيلهم بسبب الاتفاقيات الدولية وبقاء سوريا بلدًا غير آمن، مطالبًا إعادة التقييم لوضع سوريا.

من جهة أخرى، يتخذ سوريون من لبنان وجهة للبحث عن فرص للعمل، في ظل تردي الأوضاع المعيشية في سوريا، وانخفاض حاد في قيمة العملة المحلية أمام الدولار، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع بأنواعها مقارنة بتدني قيمة الأجور والمعاشات الشهرية.

الظروف ذاتها في لبنان، إلى جانب حالة من عدم الاستقرار السياسي والفراغ الرئاسي المتوصل منذ أكثر من عام، ومخاوف لبنانية من زيادة اللجوء السوري إلى لبنان خلال الأشهر الأخيرة.

واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أن السوريون يفرون بسبب الأوضاع الاقتصادية والمالية المتدهورة في بلادهم، واصفًا إياه بـ”غير المبرر”، وفق “الوكالة الوطنية للإعلام”.

المحامي السوري عطية العطية، الذي يعمل مع عدة منظمات معنية بالشأن السوري في لبنان، قال لعنب بلدي، إن البحث عن فرص للعمل في لبنان يدفع السوريين للقدوم رغم الظروف الاقتصادية.

ويعتمد أصحاب المصانع اللبنانيين على السوريين لكونهم لا “يتكبرون على العمل”، وبالنسبة لهم خروج السوريين يعني توقف لبنان، بحسب العطية.

كما أن “أصغر عامل” في لبنان يكسب من ست إلى سبع دولارات يوميًا يغطي فيها نفقاته، بينما في سوريا لا يكفي الراتب لتغطية الاحتياجات الأساسية.

ولم يرتبط وجود هذا العدد الكبير من العمال السوريين بتدفق اللاجئين فقط اعتبارًا من عام 2011، بل يكاد يكون مكونًا رئيسًا من مكونات القوى العاملة في لبنان، وفق صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

ومنذ خمسينيات القرن الماضي، ترافق تطور الاقتصاد اللبناني ودورات أزماته ونموه مع الاستخدام الكثيف للعمال الأجانب في مقابل هجرة العمال اللبنانيين إلى الخارج.

دوافع “الهجرة”

مركز “السياسات وبحوث العمليات” (OPC)، نشر في 5 من أيار 2021، دراسة استقصائية حاولت فهم دوافع الهجرة الطوعية لبعض سكان مدينة دمشق إلى خارج سوريا، والعوامل التي تعزز التوجه إلى الهجرة، بالتزامن مع ما تشهده مناطق سورية من التردي الاستثنائي في مستويات المعيشة.

الأغلبية العظمى من المستجيبين عبروا عن رغبتهم في الهجرة من سوريا، إذ بلغت نسبة هؤلاء أكثر من 63%، بينما الذين لا يملكون الدافع نحو الهجرة كانت نسبتهم 36.5%.

ويعتبر الهرب من الظروف المعيشية الصعبة داخل سوريا، السبب الرئيس للتفكير في الهجرة بالنسبة لحوالي 60% من المستجيبين للدراسة الراغبين في الهجرة

ومن العوامل الأخرى التي تدفع الأفراد من المستجيبين للدراسة إلى الرغبة في الهجرة البحث عن فرص عمل وتعليم أفضل، ولم الشمل والالتحاق بأفراد العائلة خارج سوريا، ولتفادي الخدمة العسكرية الإلزامية، كما أن عبارة “سئمت العيش في سوريا” كانت دافعًا لبعض المستجيبين للدراسة.

ولا تزعم الدراسة أن هذه العيّنة بالضرورة ممثلة لمجتمع دمشق الكبير وغير المتجانس بالمعنى الإحصائي للكلمة، ولكنها تكتسب قيمتها من كونها تعكس آراء وتوجهات وتجارب 600 مستجيب عشوائي من سكان دمشق من الجنسين.

اقرأ أيضًا: “الأمن العام” اللبناني يحضر قافلة “عودة طوعية” للسوريين




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة