“بلع اللسان”.. إصابة الموت في عالم كرة القدم

لاعبو أتلتيكو مدريد يحاولون إنقاذ توريس بعد ارتخاء عضلة اللسان - 2 من آذار 2017 (EPA)

camera iconلاعبو أتلتيكو مدريد يحاولون إنقاذ توريس بعد ارتخاء عضلة اللسان - 2 من آذار 2017 (EPA)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حسن إبراهيم

يواجه لاعبو كرة القدم إصابات عديدة على المستطيل الأخضر إثر الاحتكاك والاندفاع والإجهاد الذي يبذلونه في لعبة وقتها الأصلي 90 دقيقة، وتصبح مع الإضافي في بعضها 120 دقيقة، وتحتاج إلى لياقة بدنية عالية.

ومن الطبيعي أن يكون اللاعبون عرضة للإصابات، لكن خطورتها لا تتوقف عند الجروح أو الالتواء أو الكسر أو الانزلاق أو التمزق، إنما تصل في بعضها إلى الموت كما في حالة شائعة تسمى بـ”بلع اللسان”.

علميًا، لا يمكن للشخص أن يبتلع لسانه، فهو ملتصق داخل الفم ولا يمكنه “القلب” من أجل البلع، لكنها جملة تُستخدم لتصف انسداد مجرى الهواء عبر اللسان لدى المصاب، وهي تحصل في عالم الجلد المدوّر، ويتحدث عنها المعلقون على شاشات التلفاز.

ويتمثل الخطر في هذه الحالة بانسداد مجرى الهواء بواسطة اللسان، وتبدأ حين يفقد الشخص وعيه، فتسترخي جميع عضلاته بما في ذلك اللسان، الذي يمكن أن يتراجع قليلًا للخلف، وتسترخي هياكل الحنك، ما يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، وتزيد الخطورة إذا كان المصاب مستلقيًا على ظهره.

وفيات داخل الملعب

تعد حادثة وفاة لاعب منتخب الكاميرون مارك فيفيان (28 عامًا) من أشهر حوادث “بلع اللسان” في عالم كرة القدم، إذ توفي على أرض الملعب خلال مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في كأس القارات 2003، وسقط في الدقيقة الـ71 من مباراة نصف نهائي كأس القارات، في 26 من حزيران 2003، دون أي احتكاك مع لاعبي كولومبيا، وغادر الملعب على نقالة برفقة المسعفين، وتوفي بعد انسداد مجرى الهواء.

ومن الحوادث، ما تعرض له المصري حامد مهدي، لاعب ناشئي الزمالك سابقًا، ولاعب فريق دكرنس، الذي توفي في كانون الأول 2017، بعد “بلع لسانه” خلال مباراة ودية له.

وتوفي اللاعب الجزائري داوود بورزق، في شباط 2018، بعدما “ابتلع لسانه” خلال مباراة فريقه الدهامشة أمام اتحاد عين آرنات، وتوفيت اللاعبة المصرية إسراء حسني، عام 2015، عقب مباراة فريقها صيد المحلة أمام مركز شباب الخولي لنفس السبب.

إنقاذ قبل الموت

شهدت الملاعب عمليات إنقاذ للاعبين كانت تفصلهم عن الموت ثوانٍ معدودة، منها حين فقد اللاعب فرناندو توريس وعيه خلال مباراة فريقه أتلتيكو مدريد ضد ديبورتيفو لاكورونيا، في موسم 2016-2017، بعد تعرضه لضربة في رأسه من قبل أليكس بيرجانتينوس.

سقط توريس على رأسه على الأرض، وتحرك لاعبو الفريقين بسرعة، وأمسك لاعب بفك توريس، ثم فتح فمه ليمنحه بعض الهواء، وحاول اللاعب غابي، زميل توريس، تصحيح موقع لسان الأخير، وتم إنقاذه.

وعانى لاعب فريق بوهيميانز التشيكي مارتن بيركوفيتش من نفس الإصابة، حين فقد وعيه في مباراة ضمن الدوري التشيكي الممتاز، عام 2017، بين فريقه وفريق سلوفاسكو بعد اصطدامه بزميله.

وقدّم فرانسيس كوني مهاجم النادي المنافس الإسعافات الأولية فورًا، عن طريق تصحيح موقع لسان بيركوفيتش وأنقذه.

وتعرض لاعب تشيلسي سابقًا جون تيري لحادث مماثل، ففي نهائي كأس الدوري الإنجليزي 2007 بين تشيلسي وأرسنال، حاول تيري أن يسدد برأسه في ركلة ركنية لآريين روبن، لكن اللاعب أبو ديابي ركل وجهه بالخطأ.

وانسد مجرى الهواء لدى تيري إثر ركلة ديابي القوية، وقال مدرب تشيلسي حينها، جوزيه مورينيو، إن لاعب فريقه توقف عن التنفس، وبعد بضع دقائق تحرك تيري، وتم نقله خارج الملعب على نقالة باستخدام قناع الأكسجين ودعم الرقبة والرأس، ثم نُقل إلى مستشفى “كارديف”.

إجراءات أولية

في حال مصادفة حادثة فقدان وعي وانسداد مجرى التنفس، يوصي الأطباء بنوعين من عمليات الإسعاف الأولية، هما رفع الذقن بإمالة الرأس أو دفع الفك، وضرورة التدخل السريع من خلال التزام الهدوء وعدم الارتباك، والاتصال بالإسعاف فورًا.

وإلى حين وصول الفريق الطبي، يجب وضع المصاب على ظهره، والقيام بدفع الجبهة ورفع الذقن، أو دفع الفك، وفي حال عاد اللسان إلى مكانه وأصبح المريض يتنفس، يجب وضعه في وضعية الإفاقة الجانبية.

وفي حال عاد اللسان إلى مكانه، ولكن المصاب لا يتنفس، فإنه يجب القيام بالإنعاش القلبي الرئوي عن طريق الضغط على الصدر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة