لا ضوابط لتجارة “البالة” في رأس العين.. الأسعار بازدياد

ألبسة مستعملة معروضة للبيع في أحد محال "البالة" في رأس العين، شمال غربي الحسكة- 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

camera iconألبسة مستعملة معروضة للبيع في أحد محال "البالة" في رأس العين، شمال غربي الحسكة- 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تشهد مدينة رأس العين، شمال غربي الحسكة، انتشارًا للألبسة الأوروبية المستعملة (البالة)،والتي تشكل مصدرًا مهمًا لتلبية احتياجات الأهالي من الملابس، وتحديدًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة.

ويستغل بعض التجار غياب الرقابة وزيادة الإقبال، ويرفعون أسعار البالة، ما يشكل عبئًا إضافيًا على كاهل الناس، إذ تعتمد نسبة كبيرة من سكان المنطقة عليها، جراء انخفاض أسعارها مقارنة بالملابس الجديدة.

سارة الحمادي، أم لخمسة أطفال، قالت لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار ألبسة “البالة” حرمها من شراء الملابس لأطفالها، فالكسوة للطفل الواحد وصلت إلى أكثر من 600 ألف ليرة.

واعتبرت سارة أن طمع التجار وغياب الرقابة يسهمان في رفع الأسعار، مطالبة في الوقت نفسه الجهات أو الهيئات المسؤولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط أسعار “البالة”، وتحديدًا في فصل الشتاء، حيث يحتاج الشخص لمعطف وملابس سميكة.

من جانبه، قال خليل الشرابي (48 عامًا) إنه يعتمد على هذه النوعية من الألبسة، لأن دخله كموظف لا يمكنه من شراء الملابس الجديدة.

وأشار خليل إلى أن أسعار المعاطف الشتوية وصلت إلى مستويات مرتفعة للغاية، وحرمت الكثير من الناس من الحصول على حاجتهم من الملابس الضرورية، موضحًا أن ارتفاع الأسعار هذا يشكل عبئًا على ذوي الدخل المحدود، ممن يعيشون ظروفًا اقتصادية صعبة.

بدورها أسماء السادة، من أهالي رأس العين، لفتت إلى أن ملابس “البالة” حين دخلت إلى المنطقة كانت أسعارها مقبولة، ومع مرور الوقت وزيادة الإقبال، رفع التجار أسعارها بشكل مبالغ فيه، مطالبة بوضع ضوابط لهذه التجارة، في سبيل منع ارتفاع الأسعار واستغلال التجار للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة.

ألبسة مستعملة معروضة للبيع في أحد محال "البالة" في رأس العين، شمال غربي الحسكة- 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

ألبسة مستعملة معروضة للبيع في أحد محال “البالة” في رأس العين، شمال غربي الحسكة- 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

أسعار مرتفعة.. “المحلي” لا يتدخل

حصلت عنب بلدي على قائمة أسعار ألبسة “البالة” في رأس العين، وتشمل مجموعة متنوعة من الملابس، منها الجاكيت الشتوي ذو النوعية الممتازة، وسعره 400 ألف ليرة سورية.

كما وصل سعر الكنزة الشتوية (نوع وسط) إلى 80 ألف ليرة سورية، أما البيجامات فتتراوح أسعارها بين 100 و200 ألف، بينما تراوحت أسعار البناطيل الأوربية أو الكورية بين 60 و70 ألف ليرة سورية.

أما ألعاب “البالة” ذات الجودة العالية تبدأ أسعارها من 10 دولار وتصل إلى 20 دولار أمريكي.

ويقابل الدولار 15 ألف ليرة وسطيًا، بحسب سعر الصرف المتقلب في المنطقة.

مازن القيسي، صاحب محل لبيع “البالة”، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار “البالة” يعود لقلة وصولها إلى مدينة رأس العين، وتكلفة النقل من الموانئ التركية والتحميل من معبر تل أبيض الحدودي، وهو ما تسبب بارتفاع الأسعار بنحو 80% عما كات عليه من قبل، كما أشار إلى وجود بعض القطع غير الصالحة للبيع ضمن المواد التي يشترونها، ما يسبب لهم خسائر مادية كبيرة.

عنب بلدي سألت المجلس المحلي في المنطقة عن الخطوات المتخذة لضبط أسعار “البالة”، وما إذا كان للمجلس دور في تجارة الملابس وضبطها، وحصلت على رد على لسان المتحدث باسم “المجلس المحلي”، زياد ملكي، الذي أوضح أن تجارة الملابس بأنواعها، لايتدخل فيها “المجلس المحلي”، كونها تجارة حرة وتعتمد على المعابر غير الرسمية وطرق التهريب، وفق تعبيره.

ألبسة مستعملة معروضة للبيع في أحد محال "البالة" في رأس العين، شمال غربي الحسكة- 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

ألبسة مستعملة معروضة للبيع في أحد محال “البالة” في رأس العين، شمال غربي الحسكة- 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

تعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهقت الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.

وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، ومظلته السياسية “الحكومة السورية المؤقتة”، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة