مقتل مدني بهجوم مسيّرة انتحارية غربي حلب

طائرة انتحارية مسيّرة من طراز "FPV" مذخّرة (Heroesukraine)

camera iconطائرة انتحارية مسيّرة من طراز "FPV" مذخّرة (Heroesukraine)

tag icon ع ع ع

قُتل مدني إثر هجوم بطائرة مسيّرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام، استهدفته بريف حلب الغربي اليوم، الخميس 7 من آذار، وسط تصعيد لاستخدام هذه النوع من الأسلحة.

وقال “الدفاع المدني السوري” إن الطائرة الانتحارية استهدفت الشاب على أطراف مدينة دارة عزة غربي حلب، خلال علمه برعي الأغنام في المنطقة.

وأضاف “الدفاع” أن عدة هجمات بطائرات مسيّرة انتحارية استهدفت عدة مناطق بمحيط مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، مشيرًا إلى أنه تهديد خطير يواجهه المدنيون شمال غربي سوريا.

وذكر أن هذا التصعيد الخطير في التكتيكات من قبل النظام السوري وحلفائه، يهدد حياة السكان الأبرياء، ويدمر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهذه الهجمات وتعمد استهداف المدنيين، في ظل ظروف إنسانية صعبة، وتراجع كبير في الاستجابة الإنسانية.

“المرصد 80” (أبو أمين)، المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، قال لعنب بلدي إن تسع طائرات انتحارية أقلعت من منطقة عنجارة غربي حلب حيث تسيطر قوات النظام السوري، باتجاه شرق دارة عزة، واستهدفت منازل مدنيين ودراجة نارية.

وذكر أن الطائرات من طراز “FPV” محمّلة بحشوات فراغية، مضيفًا أن طائرتين انتحاريتين نفذتا في نفس التوقيت هجومًا على أحراش بينين جنوبي إدلب.

وفي 18 من شباط الماضي، طالبت وزارة الداخلية في حكومة “الإنقاذ” الأهالي في مناطق سيطرتها بإدلب، بعدم الاقتراب من مناطق الرباط والمناطق العسكرية، حفاظًا على أرواحهم من نيران قوات النظام، تحت طائلة المساءلة الشرعية والقضائية.

تكتيك جديد

دخلت الطائرات المسيّرة الانتحارية محلية الصنع على خطوط الاشتباكات شمال غربي سوريا، وباتت سلاحًا تستخدمه قوات النظام السوري وحلفاؤها بكثافة منذ مطلع 2024، متبعة نهجًا جديدًا يهدد حياة الناس ويدمر وسائل بقائهم وسبل عيشهم.

وفي حديث سابق مع عنب بلدي، قال “المرصد 80” (أبو أمين)، المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، إن الطائرات الانتحارية هي “درونات” من طراز “FPV”، محلية التصنيع بإشراف روسي- إيراني، وتستخدمها قوات النظام السوري.

وأضاف أن من يستخدم هذه المسيّرات هم قوات “الحرس الجمهوري” و”الفرقة 25″ (مهام خاصة معروفة محليًا باسم “قوات النمر”)، و”الفيلق الخامس”، لافتًا إلى أن قوات النظام صارت تستخدم المسيّرات الانتحارية كسلاح تكتيكي بشكل شبه يومي، بعد أن كانت تستخدمه بشكل قليل سابقًا.

وأوضح “أبو أمين” أن مسافة التحكم بالطائرة تصل من 3 إلى 3.5 كيلومتر، وبارتفاع من 30 إلى 35 مترًا، حاملة ذخيرة ومتفجرات محلية التصنيع، وتستهدف الدشم والسيارات والدراجات النارية، وأي آلية متحركة أو هدف ثابت ضمن هذا المدى قرب خطوط التماس.

من جانبها، قالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري إن المسيّرات الانتحارية باتت تشكل سلاحًا نوعيًا جديدًا بيد الجيش السوري، يمكّنه من قتل من وصفتهم بـ”إرهابيي” منطقة “خفض التصعيد” في إدلب والمناطق المجاورة لها.

ووثقت فرق “الدفاع المدني” 13 هجومًا بطائرات مسيّرة مذخرة انتحارية من قبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية على مناطق شمال غربي سوريا، منذ بداية العام الحالي حتى 22 من شباط الماضي.

ولا يعد استخدام إيران للطائرات المسيّرة في سوريا جديدًا، ويعود إلى عام 2012، لكن جهودها كانت تركز أكثر على تأمين البنية التحتية المادية والبشرية لهذا السلاح، إذ اعتمدت بشكل كبير حتى عام 2022 على روسيا في توفير الغطاء الجوي للميليشيات التابعة لها، وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا تراجع هذا الاعتماد، وأصبحت إيران تلجأ أكثر للطائرات المسيّرة مع تقليص روسيا لمجهودها الحربي في سوريا، وفق تقرير أعده مركز “جسور للدراسات“.

اتفاقيات مخترقة

وتخضع منطقة شمال غربي سوريا لاتفاقية “موسكو” الموقعة بين روسيا وتركيا، وتوقفت العمليات العسكرية من معارك وفتح جبهات منذ توقيعها في 5 من آذار 2020.

رغم الاتفاق، تتعرض مناطق الشمال السوري لقصف شبه يومي وغارات للطيران الروسي بوتيرة غير ثابتة، بالتزامن مع طيران مسيّر روسي في سماء المنطقة يوميًا.

وفي سيناريو مستمر على مدار 12 عامًا وضمن سياسة ممنهجة، بدأ عام 2024 على الشمال السوري بدموية، وخيّم الموت على أحياء متفرقة من إدلب وريف حلب، وسط تعدد أنواع الأسلحة التي تستخدمها قوات النظام لقصف المنطقة، ومنها ذخائر حارقة ومحرمة دوليًا.

اقرأ أيضًا: مسيّرات انتحارية.. سلاح النظام لتغيير المعادلة العسكرية في إدلب




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة