“قسد” تنسحب من مدارس حولتها لنقاط عسكرية في دير الزور

من ساحة صف مدرسة حاوي حوايج شرقي دير الزور بعد انسحاب قسد منها- 10 من آذار 2024 (عنب بلدي/عبادة الشيخ)
tag icon ع ع ع

أخلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مدرسة “حاوي الحوايج” التي سبق واتخذتها مقرًا عسكريًا لها شرقي محافظة دير الزور.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن انسحاب “قسد” من المدرسة جرى في 8 من آذار الحالي، دون أسباب واضحة.

وسلمت القوات المنسحبة المدرسة لـ”المجمع التربوي” في المنطقة، بينما يعمل “المجمع التربوي” على استعادة مدارس أخرى لا تزال تستخدم كنقاط عسكرية في المنطقة نفسها.

وأظهرت صور التقطها مراسل عنب بلدي من داخل المدرسة بعد انسحاب الجنود منها، تعرض البنية التحتية فيها للتدمير بعد مرور أشهر على استخدامها كنقطة عسكرية لـ”قسد”.

أضرار لحقت بمدرسة شرقي دير الزور بعد تحويلها لنقطة عسكرية من قبل قسد- 10 من آذار 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

أضرار لحقت بمدرسة شرقي دير الزور بعد تحويلها لنقطة عسكرية من قبل “قسد”- 10 من آذار 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

مدارس أخرى

تواصلت عنب بلدي مع موجه تربوي وإداري في مجمع “الفرات” التربوي، شرقي دير الزور، تحفظ على ذكر اسمه لمخاوف أمنية، وقال إن “قسد” أخلت مدرستين أيضًا في بلدة أبوحمام، وبقي ثلاث أخرى تستخدم كنقاط عسكرية.

وأضاف أن أربع مدارس في بلدة الشنان شرقي المحافظة أخليت من القوات العسكرية، إضافة لمدرستين في بلدة الطيانة التي بقيت فيها مدرسة واحدة تستخدم كنقطة عسكرية.

الموجه التربوي قال إن نحو 20 مدرسة في ريف دير الزور لا تزال تستخدم كمقار عسكرية، ومن المتوقع تسليمها للمجمعات التربوية في وقت لاحق.

من جهته قال الصحفي إبراهيم الحسين، وهو مدير موقع “الشرقية بوست” المحلي لعنب بلدي، إن “قسد”، حولت العديد من المدارس بريف دير الزور إلى مقار عسكرية، وهددت الطلاب الذين طالبوا بإخلاء المدارس، كما حدث خلال مظاهرات أهالي وطلاب مدارس بلدة أبو حمام بريف دير الزور نهاية العام الماضي.

21 منشأة مدنية تحولت لنقاط عسكرية

في أيلول 2023، تزامنًا مع توتر أمني شهدته المنطقة على خلفية اعتقال قائد “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ”قسد”، أحمد الخبيل، قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن 21 منشأة خدمية تحولت لنقاط عسكرية بدير الزور.

وتضمنت بحسب “الشبكة” 18 مدرسة، ومنشأة طبية واحدة شمالي محافظة دير الزور منذ 29 من آب 2023، وتوزعت المنشآت بين قرى الخابور الشرقي والخابور الغربي في ريف محافظة دير الزور الشمالي.

وفي مطلع العام الحالي، حولت “قسد” محطات مياه في ريف دير الزور الشرقي إلى نقاط عسكرية، وحصرت دخول الموظفين والعاملين فيها بساعات محددة، ما تسبب بنقص في المياه الواصلة إلى منازل المدنيين.

ورصد مراسل عنب بلدي شرقي دير الزور وجود تحصينات عسكرية في بعض محطات المياه الواقعة على ضفة نهر الفرات بالمنطقة منذ كانون الأول 2023، تزامنًا مع نقص بمعدل تزويد المياه إلى الأحياء السكنية في قرى وبلدات المنطقة.

ومن بين المحطات التي رُصدت تحصينات عسكرية على أسطحها محطتا “الصبحة” و”أبريهة”، إضافة إلى محطة معالجة المياه في مدين البصيرة والشحيل، وبلدات ذيبان، والجرذي الشرقي، والسوسة، والبو بدران، والشعفة.

صف دراسي بمدرسة حاول حوايج شرقي دير الزور بعد انسحاب قسد منها- 10 من آذار 2024 (عنب بلدي/عبادة الشيخ)

صف دراسي بمدرسة حاوي حوايج شرقي دير الزور بعد انسحاب “قسد” منها- 10 من آذار 2024 (عنب بلدي/عبادة الشيخ)

التصعيد أربك قطاع التعليم

وفي أيلول 2023، مع بدء الطلاب في شمال شرقي سوريا بالتوافد لبدء عام دراسي جديد، تأخر افتتاح المدارس في ريف دير الزور الشرقي بسبب التوترات الأمنية والمواجهات المسلحة التي لا يزال صداها يتردد في أرجاء من الشرق السوري حتى اليوم.

وعلى وقع المواجهات المسلحة بين مقاتلين محليين من أبناء العشائر في دير الزور و”قسد” انقطعت معظم الخدمات عن المنطقة.

نصيب أطفال المنطقة من التوتر الأمني الذي ساد أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، كان انقطاعهم عن المدارس منذ الإعلان عن افتتاحها في خلال أوج المواجهات العسكرية بين الطرفين.

وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مصدر مسؤول في اتحاد المعلمين التابع لـ”الإدارة الذاتية” في ريف دير الزور، إن الإقبال على المدارس يواجه “تحديات كبيرة” أبرزها الإقبال الضعيف على ارتياد المدارس نتيجة لمخاوف الأهالي من التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة وخصوصًا في الفترة الأخيرة.

وتعاني المنطقة من نقص في الكوادر التعليمية، إذ تعلن “الإدارة الذاتية” بشكل متكرر عن مسابقات لتعيين مدرسين جدد، لكن الكوادر التعليمية لا تزال غير كافية لحاجة المنطقة.

وكان قائد “قسد”، مظلوم عبدي، تعهد عقب انتهاء المواجهات، بتلبية مطالب العشائر العربية شرقي سوريا وإصلاح “الأخطاء” التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة سعيًا لنزع فتيل التوترات بعد أيام من القتال شهدته دير الزور.

وعن كيفية إصلاح “العيوب”، تعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من “المجلس المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” والذي يحكم المحافظة، إلى جانب “مجلس دير الزور العسكري”، التابع لـ”قسد”، لجعلهما أكثر “تمثيلًا لجميع العشائر والمكونات في دير الزور”.

ونشبت في 28 من آب الماضي، مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة